Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصة قصيرة قصة قصيرة
ونامت على الأمس
بلقيس الرياض

كعادته (حمد) تأخر ليس هناك جديد روتين اعتدت عليه كل ليلة آه كل يوم كل سنة.
ها أنا بنفس المكان كل ليلة.
قالتها هيفاء وهي تتأمل تلك المرأة امام المرآة تلك بشعرها الأسود الداكن والعينين العسليتين.
تلك الطلة تعرف إنها تأسر أي رجل ولكن هي لا تريد أي رجل أريد حمد خرجت من شفتيها..
كما يبدو ان ذلك العقل الصغير بدا يفكر بدأ يتحرك كان ساكنا طوال السنتين، ولا يفكر ماذا جرى يا هيفاء؟!
استيقظي ابتعدي عن تلك المرآة التي تجلب لك الهموم.. هذا انا اسمع صوت سيارته بنفس موعده وتظاهرت هيفاء بالنوم بعد ان التحفت.
ودخل حمد ورمى بتلك الحقيبة جانبا وخلع ملابسه متثاقلاً.
لم يلق حتى النظرة عليها ورمى بجسده المتعب على السرير بجانبها وكأنها كانت تحفة تكمل اثاث الغرفة الجميل نعم شيء جميل اقتناه، نظرت إليه بعد أن غط بالنوم واصبح جثة هامدة نهضت من السرير متسللة فتلك الليلة، كما يبدو حاربها النوم اسرها التفكير.
جلست على تلك الأريكة تحملق به اعرف ان الجميع يحسدني على ذلك الزوج الناجح.. قالت لنفسها ورفعت عينيها على تلك الشهادات المرصوفة كل ما نظرت لها ذكرتها بضالتها.. كل ذلك لا يساوي شيئاً امام حضوره الطاغي فله هيبة وحضور في أي مجلس يحضره للأصدقاء أو العائلة فتسمع المديح ونظرات الاعجاب على تلك الدرة التي لدي فالكل يرى انني لا اصلح له ولكن ماذا يفعلون فهذا اختياره فهو بعد صولات وجولات ولف العالم، أراد فتاة بسيطة التفكير فائقة الجمال حتى يشكلها على مزاجه، هو يريدها لعبة فقط وانا بذلك العقل الصغير الذي كان احد طلباته وافقت بعد إلحاح من عائلتي لانه ذلك هو الزوج الذي سأغبط عليه طول العمر وكذلك ان لم احصن نفسي فكل واحدة تجيء توصيني وتنبهني بأني دخلت الجاه من أوسع ابوابه وتزوجته وانا مبهورة بحسن طلته وحسن منطقه ولفظه وكان يعرف أي شيء وكل شيء طبعا في نظري لدرجة انه لا يسأل أو يشاور وطبعا انا كنت فرحة فهو بذلك يغنيني عن الوقوع في الخطأ. اذا ما فكرت ومرت الشهور ونحن على هذه الحال وكبر البطن انجبت طفلنا يسلم عمره الآن سنة لا اصدق ما الذي فعلته في نفسي لقد اعطيت حمد كل شيء لقد الغيت ملكة التفكير لدي اصبح هو الذي يفكر ويخطط وينفذ عني ليت حمد لديه القدرة على ان يتحكم أو يأسر روحي التي غابت عن جسدي، ليتني ارتبطت بعامل بسيط بتفكيره البسيط قد تكون لحياتي معنى آخر. قد اكون سعيدة .. فجأة تنبهت لنفسها ونهضت من تلك الأريكة غادرت الغرفة لعل تلك الأفكار تغادرها حتى وصلت لفرحة حياتها.
غرفة يسلم دخلت عليه وهو يغط بنوم عميق وبدأت تتأمل تلك التقاطيع الطاهرة البريئة.
وهي تداعب شعره انتبهت على نفسها بما الذي فعلته بنفسي؟ الآن عرفت ان لدي عقل افكر به وقلب ينبض يحس ويشعر ماذا اريد؟ الطلاق... وذلك الطفل المسكين ماذا سأقول لعائلتي للناس انا اكتشفت ان حمد لا يصلح لي من حمد بعد ماذا بعد طفل بعد سنتين هو الذي يعاملك بكل كرم الرجال. سيقولون ويقولون قبضت على يدها وسحبت نفسها بهدوء من غرفة يسلم وهي تجر قدميها مكملة الحوار الذي داخلها ارجوك يا عقلي توقف عن التفكير اريد ان اعيش فانا لن استطيع مواجهة من هو كان فصيح اللسان دفيء المشاعر سيطحنني بعد ما كسرني.. دخلت الغرفة وبدا شعاع الصبح يلوح ودخلت الفراش ولسان حالها يقول: نامي بتلك المشاعر، نامي فكل نائم على ما به من علل واوجاع نامي فليس كل النوم راحة وأحسَّت بدوار النوم الذي هو هروب من اليوم والغد وأغلقت عينيها على الأمس..

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved