سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكد الأستاذ عبدالرحمن السماري في مقالته التي نشرت يوم الأربعاء 3/8/1423هـ على أهمية الحوار الهادف، وأشاد بتجربة وزارة المعارف في تقبلها للنقد والترحيب باختلاف الرأي الذي لن يفسد للود قضية، طالما كان مخلصاً ووطنياً ومنشداً للحقيقة.
ويسرني أن أسجل شكري وتقديري للأستاذ السماري لإشادته بمنجزات وزارة المعارف، وتواصلها مع الرموز الثقافية والصحفية والمجتمع عموماً من خلال جهاز الإعلام التربوي.
وامتداداً لحديث الكاتب الكريم حول النقد والحوار فقد شهد التعليم في الأشهر القريبة الماضية كما أشار الكاتب الكريم مساحة واسعة للرأي، وهي ظاهرة صحية تدعو إليها الوزارة وتباركها، انطلاقاً من قناعة التربويين بالمسئولية الاجتماعية للعمل التربوي.
وقد لا نستغرب ذلك الحضور الإعلامي المكثف، فالخطوات التطويرية لوزارة المعارف المتمثلة في إعادة ترتيب بيتها الداخلي ابتداءً من: تطوير المناهج، وإعادة تأهيل وتدريب المعلمين وحسن اختيارهم، مروراً بإدخال مواد الضرورة كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، ثم قرار القيادة التاريخي دمج تعليم البنات بتعليم البنين في خطوة إصلاحية... وغيرها من المشروعات التطويرية التي أقرت بعد خطط ودراسات مكثفة استغرقت وقتا وجهداً كبيرين.. كل ذلك تزامن مع أحداث سياسية غيّرت وجه العالم على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وظهور مصطلحات جديدة لم نألفها في السابق، أوقعت التربويين في حيرة شديدة بسبب اضطراب الناس في التفريق بين ما هو مشروع تطويري وما هو في دائرة التغريب.
وعلى سبيل المثال.. عندما قررت وزارة المعارف تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية استبشر الجميع بهذه الخطوة، ورحبت وسائل الإعلام والمفكرون وأولياء الأمور والمثقفون وعدد كبير من التربويين بهذا القرار، واعتبروه خطوة متأخرة جدا في ظل تزايد المطالبة بتدريس اللغة منذ سنوات عديدة، ولم نقرأ ما يشير إلى معارضة صارخة كما شهدناها في المدة الواقعة بين ظهور تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر الأخيرة وصدور قرار مجلس الوزراء بإخضاع المشروع لمزيد من الدراسة.
التعليم في المملكة العربية السعودية بخير والحمد لله، ونحسب أن القائمين عليه (بنين وبنات) والله حسيبهم على درجة عالية من: الأمانة، والنزاهة، والثقة، والإخلاص للدين ثم القيادة والوطن، ابتغاء لأداء الأمانة على الوجه الذي يرضي الخالق تبارك وتعالى، ويحقق طموحات القيادة.
وأظن أننا بحاجة إلى مشروع وطني يدعم التعليم دعماً معنوياً يشد من أزر العاملين والمتحمسين للتغيير والتطوير ويبارك جهودهم، ويقدم لهم النصح والنقد الهادف البنّاء المبني على أسس علمية، ذلك أننا في حاجة ماسة جداً في هذا الوقت الذي يمثل منعطفا تاريخيا في موازين الدول إلى الوقوف صفا واحدا، نكتشف هفوات بعضنا ونصححها ، وندعم كل فكر مخلص ونسانده،
وفي هذا الإطار فإن الوزارة ستقيم في شهر ذي القعدة القادم ندوة كبرى برعاية سمو ولي العهد حفظه الله تحت عنوان «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع؟
وهي فرصة جميلة للحوار.. وأرجو كل الرجاء من زميلنا العزيز الأستاذ عبدالرحمن السماري أن يكتب في هذا الموضوع، وينتقد الوزارة بما يراه مناسبا ويخدم أهداف الندوة، وأكرر رجائي الحار إلى كل من تتاح له الفرصة للتواصل بقلمه مع وسيلة من وسائل الإعلام أن يبادر بالكتابة، لأن ذلك سيثري حتما محاور الندوة، ويخدم القائمين عليها لطرح كل الرؤى والملاحظات والتطلعات على طاولة النقاش الوطني المخلص.
وتفضلوا بقبول أطيب تحياتي،،،
عبدالله بن صالح الحسني مدير الإعلام التربوي |