editorial picture

انتقاد إسرائيل أم ردعها؟

تحتاج إسرائيل إلى أكثر من مجرد مناشدة لكي تكف أيديها الآثمة عن الفلسطينيين، ومؤخراً اتبعت واشنطن خطاً انتقادياً للمذابح الإسرائيلية في غزة، فهناك حوالي ثلاث مذابح في غضون الثلاثة الأشهر الأخيرة ظهر فيها بوضوح المدى البعيد الذي يمكن أن تذهب إليه الروح الاجرامية للكيان الصهيوني.
إسرائيل تحتاج إلى ردع حقيقي لكن ذلك لن يتأتى طالما أن الجهة التي يمكن أن تهيئ لمثل هذا الردع تكتفي فقط بتوجيه الانتقادات، وقد أرفقت واشنطن مع طلبها الأخير لإسرائيل دعوتها إلى التحقيق في ملابسات المذبحة الأخيرة، وكلنا يعلم أن ملفات كل المذابح السابقة بما فيها مذبحة جنين لم ترَ النور، لأن الذين يملكون سلطة تحريكها لا يريدون ذلك.
وتستطيع إسرائيل أن ترتكب مذبحة أخرى في غزة دون أن تكون عرضة لعمل دولي مؤثر يستطيع أن يحملها على الكف عن مثل هذه الممارسات البشعة، وذلك هو بالضبط ما يشجعها على المضي قدماً في هذا الطريق الدموي.
ومع تقاعس الإرادة الدولية عن محاسبة إسرائيل، فقد بات على الفلسطينيين منذ مدة طويلة أن يتولوا شؤونهم بأنفسهم، وخصوصاً من جهة اقناع إسرائيل بأن القتلى يمكن أن يسقطوا في صفوفها أيضاً، حيث تتحقق الحالة المعروفة بتوازن الرعب.
وعلى الرغم من الفارق الكبير في مستوى الخسائر بين الجانبين، فقد سجل الفلسطينيون ما يفيد أن بإمكانهم الوصول إلى حيث لا تتوقعهم إسرائيل وانزال خسائر بها لم تكن في حسبانها.
إن دوران دوامة العنف بهذه الطريقة لم يكن خياراً فلسطينياً، فإسرائيل هي المعتدية وهي التي تبدأ العدوان وهذا أمر معروف منذ بدء هذه القضية وحتى الآن وهي تراهن على جدوى العنف لكنها لا يبدو أنها تتعلم من التجارب، فبدلاً من أن تؤدي شدة القمع إلى خضوع الفلسطينيين فإنها أشعلت فيهم حماسة التصدي لهذا العدوان.


jazirah logo