Sunday 20th October,200210979العددالأحد 14 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نوافذ نوافذ
العرش
أميمة الخميس

هذه الأيام التي يكتم فيها العالم أنفاسه ويتصعد فيها التوفر إلى أقصاه بانتظار الضربة المتوقعة على العراق، تبدو شديدة الشبه بحرب الخليج الثانية بعد فشل مؤتمر فيينا بين وزير الخارجية العراقي والأمريكي آنذاك، وإصرار العراق على عدم الخروج من الكويت حتى أدى التعنت إلى اشتعال حرب الخليج آنذاك وأكلت في طريقها الأخضر واليابس وما زالت دول المواجهة تعاني من ويلاتها إلى الآن.
والمؤسف بالأمر أن حاكم العراق يتعامل مع القضية بمنطق الفتوة، وبمنطق أنا العراق والعراق أنا، وكأنه امتلك عرشه وفق صك أزلي مقدس غير قابل للتنازل.
فقد كان بإمكانه أن يجنب المنطقة وشعبه قبل كل شيء ويلات كثيرة لو انسحب من الكويت، وتراجع عن مغامرته الطائشة المجنونة، ولكن الأنا المتعظمة التي ضخمتها سنون من الحكم المعتمد على البطش والقسوة تمنعه من الرؤية الحكيمة الصائبة.
واليوم على الرغم من أن الحكومة العراقية قد قدمت الحد الأقصى من التنازلات، حتى أنها فتحت القصور الثمانية لصدام أمام المفتشين الأمريكيين، إلا أن آلة الحرب الأمريكية استطابت لعبة «قرضاي» وتريد أن تزرع قرضاي جديداً في المنطقة تمهيداً لمخططها «الجيوسياسي» في المنطقة والذي ما برح يطبخ في البنتاغون.
بإمكان امبراطور العراق وقد تصعدت الأمور إلى حدها الأقصى، أن ينزع عنه ثياب القداسة والخلود وأن يتنحى عن الحكم ومن ثم يطالب بانتخابات عامة تحت إشراف دولي «بعيدا عن مهزلة 100%» ويقطع على البنتاغون مخططه، الذي يعتمد في جزء كبير منه على تعنت صدام واستبساله في التمسك بعرشه.
بعد الحرب الباردة تشكل العالم من جديد وفقا لقوى وحيدة فازت بإكليل النصر هذا القطب المتغطرس المتجبر الذي عجز عن أن يصبح شرطي العالم، وأخذ يكمل طموحاته الإمبريالية القديمة في المنطقة، وآلة الحرب هي أداته الوحيدة للديمومة والسيطرة.
ماذا لو يطرأ على صدام شهقة نبل أخيرة ولوثة يتنازل عبرها عن العرش؟؟.. ماذا لو يتحدى مخططات البنتاغون التي باتت تجاهر أن المطلوب فقط هو تذكرة سفر أو رصاصة لتوقف عجلة الحرب ؟؟.
كل هذه أسئلة مثالية شديدة الانفصال عن الواقع.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved