ليس الطوفان الذي تغرق بسببه المدن وتدمر بفعله مراكز الاشعاع الحضاري ولكن الطوفان الحقيقي الذي تغرق بسببه المبادىء وتحترق القيم وتهدد مصائر الشعوب المغلوبة على أمرها وتحرم بسببه من أبسط حقوقها الآدمية، وبهذا المعنى الحقيقي للطوفان، يستحق رقم «11» أو سبتمبر هذه الصفة ولا فخر!!ومن ملامح هذا الطوفان السبتمبري هجمات.. تقارير.. استهداف.. تجميد أموال.. وقف تمويل.. إنها ملامح بمختلف ألوان الطيف الظالم للانسانية ومن أعجب ما قرأت من تلك الافرازات لذلك اليوم المشؤوم «11» تحقيق صحفي يناقش السؤال القضية: ماذا يقرأ السعوديون والسعوديات بعد «11» سبتمبر؟؟الى هذه الدرجة وصل بنا الحال حتى وضعنا هذا الطوفان تحت المجهر ليتدخل في أدق شؤوننا وتفصيلات نسيجنا الحياتي، بل ليحرمنا من خصوصيتنا الثقافية حتى فيما نقرأ ونتابع وأخاف مستقبلاً ان نقرأ ماذا يأكل السعوديون وماذا يلبسون ولا تستغربوا - أيضا - إذا قرأتم متى ينامون؟ وكيف ينامون؟ وعلى أي جنب؟؟؟ السعوديون طبعاً.والى المزيد من هذه الأسئلة الطوفانية، في ظل غياب العدل تحت مظلة «11» سبتمبر المزعوم والذي كان بشهادة الجميع شاهداً حياً على سقوط الإمبريالية في مهدها ومسقط رأس مبادئها الانسانية الحضارية، ويبقى الطوفان مهدداً للبشرية ما بقي الظلم وغاب العدل في بلاد العم سام.
|