لا تصعد هذا الجدار المتداعي
لا تطل على الخراب الممتد
لن ترى نخل البصرة
ولا أقواس بصري
لا تصدق خدعة الصحراء..
إن رأيت الماء يغفو على ساعد الرمل
أورأيت امرأة تخرج من ظهيرة الأحلام
لتحضن الزغب النابت في سرة الأرض
ربما ما تزال يثرب بعيدة
وتلك الغيمة ليست صارية
لتحملك في فضاءات الله
عد الى عتمتك المشتهاة
لا تتبع النجم فتضل..
فقد محت الريح معالم الطريق
وتاهت القوافل
لا ملاذ لك في يباب الأغنيات
ولا ماء..
خلف سراب المراحل..
انخ ركابك..
وقف على طلل دارس
هل غادر الشعراء..
أم..ما زال امرؤ القيس هناك..
على أبواب قيصر..يحاول؟
لا تحاول
أمامك روم
وخلف ظهرك رايات القبائل.
عد إلى وجهك في مرآة الظل
ادخل في حرائق الطقوس
فها مراكش عارية
بعد أن سرق الحواة سيف المهلهل
احرق بخورك في صخب الطرقات
واصعد في الايقاع الصاعد
نحو فضاوات العشق
قد ترى امرأة القلب هناك..
على سرير الحلم
وقد
أو عد
لا تسرج خيل الأوهام
فقد صدلت أبواب غرناطة
ولم يغادر الشعراء ليلهم الطويل
لم تتفتح زهرة
بين أوراق الكتب
لا تتهم بين أخاديد الأكف المدماة
بأشواك السغب
لا تنجد خلف ثغاء القطيع
إلى حقول القصب
فقد عاثت الريح بأحلام الرعاة
وسدت الذئاب
منافذ الهرب.
عد إلى هذا الجدار الأخير
لم يعد في الصمت متسع..
لا عنيه جديدة
ولا في القلب نافذة..
لتطل ليلى
أطفئ مصباحك
واطو أشرعة الرحيل
فلا فرات لسفينة الحلم
ولا نيل
لا تراود بياض الصمت
عن جمرة المستحيل
علق خطاك على هذا الشجر المائل
في تعب الطرقات
فلا أندلس لك في بوصلة الجهات
ولا في شرق الجرح..
لك حلب
|