Wednesday 9th October,200210968العددالاربعاء 3 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثول مرفأ الصيد ومحطة الغوص ثول مرفأ الصيد ومحطة الغوص
موروث غني بالأهازيج والألعاب الشعبية تكتنزه ذاكرة ثول
الطبول والمراويس لدعوة أهالي ثول للاجتماع قديماً - رقصة الخبيتي لفصلي الربيع والصيف

  حلقات أعدها: عدنان حسون علي العُمري
لكل قرية موروثها الشعبي المحتوي على أشكال مختلفة من الألعاب الشعبية التي عادة ما تكون نتائج البيئة والمجتمع وهي في الغالب مستوحاة من القديم وتتوارثها الأجيال..
في ثول عدد من الألعاب الشعبية نختار منها نماذج نوجزها في الأسطر التالية.
ألعاب كثيرة
جلسنا نتناقش حول سؤال بدا لنا صغيراً في أول الأمر ألا وهو.. هل تعرف تلك القرية ألعاباً شعبية وهل ما زالت موجودة؟.. وكنا نعتقد أنهم يعرفون لعبة أو اثنين فقط ولكننا فوجئنا من خلال اللقاءات والمراجع بعدد وافر من الألعاب المتنوعة لكل فرد في الأسرة وللحالات الاجتماعية كذلك.. فما كان منا الا أن حرصنا على تسجيل ذلك لأن لكل أمة من الأمم حضاراتها التي تعبر عن تطورها وازدهارها في فترة من الفترات وتكمن هذه الحضارة في مآثرها وما خلفته من شواهد لا تزال بعضها يصارع بطش الزمن وجبروت الأيام وعوامل التعرية ان تلك الشواهد تسطع كشمس تنير الحوالك الموغلة في القدم وتغوص بنا في هذه العوالم المتباعدة والمسافات السحيقة من أعماق الزمن، لتبقى دليلا مادياً على براعة العقل البشري وتطوره على مر العصور والأيام.
فثول تزخر بالموروث الشعبي الفكري مثل باقي مدن المملكة وفي كافة الشواهد مما خلفه أسلافنا وصوره لنا بصدق وأمانة حتى يتجلى ذلك واضحاً في أفراحهم ومناسباتهم كالأعياد وكذلك في معتقداتهم القديمة.
والحديث عن ثول يذكرنا بالساحل الغربي ورحلات الصيد والغوص حيث المراكب الشراعية المختلفة الأحجام والأشكال وهي تبحر إلى رحلات طويلة يقضيها البحارة في البحث عن النهيد والأصداف وعلى مراكب الصيد الشراعية تكون هناك الألعاب الشعبية التي تصاحبها المراويس والسمسمية واليوجي.
فالألعاب الشعبية في ثول عديدة وتنقسم إلى عدة أقسام فهناك الألعاب التي تصاحبها الدفوف مثل الزير والطيران والنوب والمراويس للعب مع الردح بالأرجل والتصفيق بالأيادي بالإضافة إلى البنادق والسيوف مثل العرضة والردح والرحيص والزير والخبيتي. وهناك الألعاب ذات الآلات الوترية مثل البوص ولعبة الزار والخبيتي وقد تصاحبها الدفوف مثل الطيران والنوب ولكنها تعتمد في المقام الأول على الآلات المسبقية كنعصر أساسي لها.
أما الألعاب الفكرية مثل السيجة والضحة وبعض ألعاب البنات والألغاز الشعبية والغبواوي والألعاب اللفظية وألعاب حركية كالجري مثل لعبة القب والقال.
الزير
لعبة الزير هي رقصة شعبية جماعية يلعبها أغلب مدن وقرى المنطقة الغربية وقد اتخذ اسمها من اسم الآلة الرئيسية فيها وهي الزير وهو عبارة عن كوز من الفخار تسد فتحته بغطاء من جلد الإبل الطري وتشد بحبال من ليف النخل.
العرضة
وهي من الألعاب الشعبية وقد سميت بالعرضة لكونها أخذت من العرض وخاصة في حالات الغزو التي كانت تحدث بين القبائل فتقام العرضة عندما يأمر شيخ القبيلة وهو الذي بيده الأمر والنهي الشروع في حالة الحرب يأمر بدق المراويس لإبلاغ الناس الخبر أو يرسل أحدا يطوف على المنازل والأهالي يخبرهم لحضور الاجتماع فحينما تدق الطبول والمراويس يجتمع الناس ويكون إخبارهم بالأمر من الأبيات المعروفة:
لا يجي بكرة الضحى إلا أنتم
في طلب شيخ المعزة جملة
الخبيتي
الخبيتي لعبة شعبية اشتق اسمها من كلمة الخبت وهو السهل الرملي البعيد عن المنازل وقد كانت تقام في الليالي المقمرة وكذلك على ضوء المراكب في البحر حيث الاعتماد على الجلوس حيث يكون اللاعبون دائرة أو مستطيلا يكون في وسطها الميدان المخصص للعب وتشبه لعبة الزار أو هو شبيهها من حيث الألحان والقصائد المغناة وتصاحبها أحياناً السمسمية بالإضافة إلى الدفوف.
وقد كانت تقام في فصلي الصيف والربيع وحيث انه يتم في هذين الفصلين الشديد في الصيف إلى حيث مزارع النخيل في قرى قديد وحجر وفي الربيع إلى حيث المزارع القريبة التي تزرع أثناء الأمطار وحيث أوقات الحصاد وجني الثمر أو الجداد أو حيث الزراعة والرعي في وادي الدعيجية.
ومن الألحان الجميلة التي كانت يتغنى بها في لعبة الخبيتي:
يا نجوم السماء يا سارية خبريني
عن عذيب اللما هوشد والاهنية
وهناك من تجد يصف حبيبته وعن سبب الهجران:
أخضر خضاري يا نجوم السماء
سمسم قلبي وأنا ايش سويت..
الزار
من الألعاب التي يشتهر بها أهل الساحل الغربي ويزاولها بعض الناس في قرية ثول لعبة الزار ولقد انقسم الناس في شأن هذه اللعبة إلى قسمين قسم حرم لعبها ومزاولتها على اعتقاد منه أنها لعبة السحرة والدجالين والمشعوذين وأمثالهم.. والقسم الآخر ما زال يمارسها ويتلذذ بها.
واللعبة تقوم على آلة البوص كأهم عنصر في المجموعة التي تتكون من الطيران والنوب وغيرهما.. وأما اللاعبون فإنهم يشكلون دائرة كبيرة تبدأ من عازف أو نافخ البوص الذي يكون على أحد طرفي الدائرة.
وعندما يعزف الناي بأغنية فإنك تجد بعض الأشخاص يتحرك لا شعورياً باتجاه الناي «البوص» ويتحرك في حركات هستيرية ثم يسقط على الأرض ويتمرغ وربما أجهش بالبكاء ويسمى «مضروراً» ثم يقترب منه أي شخص ويطلب منه الزهمة التي يريدها ثم يقوم بإنشادها ويتبعه نافخ البوص باللحن وبعد ذلك تجد هذا الرجل يقف ويتابع اللعب وهذا بيت من الأبيات التي تقال في لعبة الزار:
فرقوا لي حملولي عند باب السلام
والحمول الثقيلة فرقوها قوام
السمسمية
وهي من الآلات الموسيقية التي تتكون من جسم نحاسي أو جسم خشبي.
وعلى آلة السمسمية تقام وتؤدى كثير من الألعاب الشعبية مثل الخبيتي والكسرات والمواويل الشعبية والأغاني ذات الإيقاعات والألحان البحرية.
وأكثر ما يصاحب السمسمية من أشعار هو شعر الكسرة التي يشتهر بأهالي ثول حيث يخرج الناس إلى السهول القريبة في الليالي المقمرة وتقام الألعاب الخاصة بالرجال.
وقد يكون عازف السمسمية هو المؤدي ولا مانع من قيام غيره بهذا الدور حيث يكون هناك الراوي بالن سبة للكسرات ومن أشهر المواويل التي كانت تصاحب السمسمية مثل:
يا رب غربتنا يا رب ودينا
نحو البلاد يا رشاد بانشوف أهالينا
أو:
سلام عليكم با جالسين جملة
مافات عليكم حبيبي في الصباح يمله
لابس حزام بندقي ومكلفة جملة
لولا أثر جرته ما تخضر الرمله
القصيد
وهي لعبة جماعية وهي لعبة المبادع وتسمى في ثول القصيد. وقد كانت هذه اللعبة تقام في المناسبات العامة خصوصاً موسم الحج تقام فيه المدارية ويجتمع الناس حولها في صفين متقابلين فيلعبون القصيد وتلعب أيضا في مناسبات الأفراح. وقد تغير في الوقت الحاضر طريقة اللعب حيث أصبح الرجال على حدة والنساء في المكان المخصص لهن بعيداً عن تجمعات الرجال.
وصفة هذه اللعبة أن يجتمع رجال ثول في مكان معين مكونين صفين متقابلين ثم يبدأ الشاعر في إلقاء بيت من الشعر حتى يرد شخص آخر من الصف الثاني وتبدأ المحاورة الشعرية أو المبادعة.
الألعاب الرياضية
تكثر في قرية ثول الألعاب الرياضية الشهيرة والقديمة جدا والتي تعتمد على القوة والبنية الجسمانية أو التكوين الجسماني للشخص. ومن الألعاب القديمة لعبة «القب» والقال بالإضافة الى المطارح والسباحة والغوص والجري.. وهناك بعض الألعاب القديمة والتي اندثرت تقريباً في ثول مثل:
القب
وهي لعبة شعبية مشهورة في قرية ثول الى وقت قريب وهي ان يجتمع الشباب في مكان بعيد عن المنازل ويمارسونها وتعتمد على الحركة والقوة الجسمانية وبراعة اللاعب ومهارته حيث ينافس اللاعبون فرادى أو على شكل جماعات حيث تلعب كل مجموعة لفريق.
لعبة القال
وهي لعبة شعبية قديمة وتشبه لعبة الهوكي وهي لعبة جماعية خاصة بالرجال وأيضا تشبه لعبة القولف وربما كانت أشبه بلعبة كرة الثلج ويمارسها الأطفال والرجال.
المطارح
ويسمى المداوس من داس يدوس وهو يشبه المصارعة الحرة الى حد بعيد وهو أن يتقابل لاعبان في مكان ما ويتشابكان مع بعضهما البعض والذي يستطيع أن يطرح الآخر الى الأرض يعتبر فائزاً وهي لعبة تعتمد اعتماداً كليا على القوة البدنية والتكوين الجسماني.
وهناك ألعاب كثيرة مثل السباحة الغوص الجري ولكن شدتنا هذه اللعبة التي ربما اسمها يجعلك تحاول التعرف عليها وهي لعبة عظيم وضاح «أنفاح أنفاح» وهي لعبة قديمة جدا معروفة عند العرب من العهد الجاهلي وكانت تسمى «عظم وضاح أو عظيم وضاح» بالتصغير وقد ورد ذكرها في كثير من الكتب القديمة فقد ذكرها الجاحظ في كتاب الحيوان.
وهناك لعبة وسيسة وهي لعبة مخصصة للبنات ويشاركهن فيها الأطفال وقد تسمى في بعض المناطق «غميضة».
الألعاب الفكرية
أما الألعاب الشعبية الفكرية والتي تعرف في ثول والتي تحتاج الى تفكير عميق وذكاء وفطنة في كثير من مجريات اللعب وقد كانت تجد تحديا بين اللاعبين وتشجيعا من المشاهدين ومن هذه الألعاب:
السيجة
وهي لعبة خاصة بالذكور وتعتمد على الذكاء في إدراك طريقة الخصم وهي لعبة لها شهرة واسعة وعظيمة بين سكان البادية ولها لاعبون مشهورون وهي لعبة تشبه لعبة الشطرنج بالإضافة الى أن هناك عدة ألعاب أخرى تنتشر في ثول مثل «الضاع العكرة لعبة الطاقية الزقطة».
الألغاز الشعبية
وتكثر في ثول الألغاز المتوارثة والمعروفة والألغاز عبارة عن جمل مركبة ذات بناء جميل أو تكون على شكل أبيات من الشعر أو على شكل قصة. ومن القصص الشهيرة يقال بأنه مر جماعة من الناس على أنثى ترعى أغنامها في إحدى المراعي القريبة وكانت هذه المرأة معروفة بالحياء والحشمة وذات نسب وحسب فهي من الشرف بمكان وعندما رأوها وبجوارها شاب قد نام وتوسد إحدى فخذيها وهي تلعب في شعر رأسه فلما اقتربوا منها وتحققوا منها ارتابوا وشكوا في الأمر وأخذوا فيها وبدأوا يتغامزون ويضحكون.
وقد كانت هذه المرأة حكيمة عاقلة بليغة فعندما رأت الدهشة والاستغراب يعلو وجوه الجماعة وقفت أمامهم واعترضتهم وقالت:
اهرجوا... ولا تسكتون
هرج الظن لا تظنون
أمي جابت أمه
وأخو زوجي عمه
فكان هذا الشاب الذي كان معها هو ابنها.
الألغاز الشعرية
وهي الألغاز التي تتخذ من الشعر طابعا لها وأمثلة على ذلك:
1 سوق الهوى يا أهل الهوى رحت يمه
ولقيت في سوق الهوى ما يقولون
واين يورع يا ملا حاكم أمه
الأم ترضع والولد صار معظوم
وحل هذا اللغز هو «لجام الفرس»
2 طوير طار مع الخطار
قليبه ريش وراسه نار
والحل هو «الغليون»
ألعاب الأطفال
وللأطفال ألعابهم الخاصة والتي تنير الفرح والتسلية وتدخل جوا من السرور والمرح على الطفل وألعاب الأطفال كثيرة ومتنوعة ومن هذه الألعاب «حدراجة مدراجة» وهي لعبة مشهورة في ثول كما ذكرها الأستاذ حماد السالمي وهي لعبة يضعون أكفهم مبسوطة الى الأرض حيث يكون باطن الكف على الأرض وظاهرها الى أعلى فيقوم أحدهم بقبضة يده حيث يضم أصابعه الى باطن اليد ويضرب على الكف المبسوطة على الأرض وهذه اللعبة أيضا مشهورة وكانت تتداول بين الأطفال في المدينة المنورة والتي تقوم كلماتها:


حدراجه مدراجه
يا كل عين سارجه
يا خيتي يا أخت أمي
عطيني دملج أمي
بحج به وازور به
وأجيب لامي طبينه
بيضاء مثل العجينة

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved