Wednesday 9th October,200210968العددالاربعاء 3 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

اهتمام الأمير عبد الله بالخدمات الطبية.. تجسيد للدور الحضاري للحرس الوطني اهتمام الأمير عبد الله بالخدمات الطبية.. تجسيد للدور الحضاري للحرس الوطني
د. عبد الإله ساعاتي

تجسيد المعطيات الاجتماعية والثقافية والصحية للحرس الوطني، واقع الدور الحضاري الذي يضطلع به كمؤسسة عسكرية يتجاوز دورها نطاق العمل العسكري إلى آفاق رحبة في مجالات البناء والنماء، تطبيقاً للمفاهيم العالمية الحديثة للدور التنموي للمؤسسات العسكرية الحضارية، وذلك نتاج طبيعي لاهتمام ودعم سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائب الملك ورئيس الحرس الوطني.
وتعد الخدمات الطبية صورة من صور الفعل الحضاري للحرس الوطني من خلال الرعاية الصحية الشمولية النوعية والكمية التي توفرها لمنسوبي الحرس والمواطنين.
وإذ أقصر الحديث هنا على هذه الخدمات بمناسبة الانجازات التي شهدتها مؤخراً والمتمثلة في بدء تشغيل مستشفى الدمام والاحساء والصدى العالمي لنجاح عملية فصل الطفلين السياميين، فإنه يجدر ابتداء أن نستقرئ -في عجالة- التطور التاريخي للخدمات الطبية بالحرس الوطني، والتي تعود بداياتها الأولى إلى بداية انشاء الحرس الوطني في عام 1374هـ، حيث كان هناك طبيب عام ملحق بالوحدات العسكرية، وفي عام 1380هـ أنشئ أول مستوصف تابع للحرس الوطني في الرياض.
وشهد عام 1390هـ انشاء الادارة العامة للخدمات الطبية بالحرس الوطني، وفي عام 1402هـ افتتح مستشفى الملك خالد للحرس الوطني في جدة، ثم افتتح مستشفى الملك فهد للحرس الوطني في الرياض في عام 1403هـ.
وللحق فإن الخدمات الطبية في الحرس الوطني انتقلت في عام 1415هـ إلى مرحلة جديدة حافلة بالانجازات عقب صدور الأمر السامي القاضي بتحويل الادارة العامة للخدمات الطبية إلي «الشؤون الصحية بالحرس الوطني» وتعيين معالي الدكتور فهد العبد الجبار مديراً عاماً تنفيذياً لها.
فلقد حدث تطور رأسي وأفقي في الأداء الصحي في اطار تطبيق مفهوم النظام الصحي الشامل (Comprehensive Health System) شمل توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية حيث بلغ عدد العيادات والمراكز الصحية التابعة للحرس الوطني (60) مركزاً وعيادة.
وتحولت كل من مستشفى الملك فهد بالرياض ومستشفى الملك خالد بجدة إلي مدينة طبية حيث صدرت الموافقة السامية في ذي القعدة 1421هـ على اطلاق اسم «مدينة الملك عبد العزيز الطبية» على مجمعات الشؤون الصحية القائمة في كل من الرياض وجدة.
ولقد اتخذ الدكتور فهد العبد الجبار قراراً جريئاً في عام 1996م حين أعلن الاستغناء عن شركات تشغيل المستشفيات وقيام الشؤون الصحية بتشغيل مستشفيات الحرس الوطني ذاتياً، وحققت هذه التجربة نجاحات متعددة حيث ساهمت في انخفاض التكاليف وقضت على ازدواجية القيادة والادارة، وأثرت ايجابياً على الجودة النوعية وعلى برامج السعودة.
وفي هذه الأيام وفي اطار برامج التطوير الشامل بدأ التشغيل الطبي لمستشفى الملك عبد العزيز في الاحساء بسعة سريرية قدرها 280 سريراً. كما بدأ التشغيل في مستشفى الملك عبد العزيز بالدمام بسعة سريرية قدرها 100 سرير، لتنضم إلى المدن الطبية والمرافق الصحية الأخرى. وتمثل اضافة جديدة لتوفير رعاية صحية نوعية لمنسوبي الحرس الوطني والمواطنين في المنطقة الشرقية.
أما المنجز الآخر الذي تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الاعلام العالمية، فهو نجاح عملية فصل الطفلين السياميين الماليزيين، التي استغرق اجراؤها نحو 21 ساعة والتي تعد اضافة جديدة في سجل انجازات الخدمات الصحية في المملكة عموماً وفي الحرس الوطني خصوصاً، لا سيما في ظل صعوبة العملية نظراً لسن الطفلين البالغ أربع سنوات ونصف وتعد سناً متأخرة في العرف الطبي. كما أن المراكز الطبية في بريطانيا احجمت عن اجرائها وقللت من فرص نجاحها. ويحق لنا أن نفخر بأن رئيس الفريق الطبي الذي أجري العملية هو طبيب سعودي «الدكتور عبد الله الربيعة» كما أن معظم أعضاء الفريق الطبي سعوديون.
ولقد آثرت التريث في الكتابة عن هذه العملية حتى تتبين ملامح نجاحها، فهناك تجارب سابقة لعمليات جراحية كبرى اجريت وحظيت بتغطية اعلامية مكثفة قبيل اجرائها، ثم لم يحالفها النجاح.
وهأنذا أكتب بعد مرور ثلاثة أسابيع من اجراء العملية وتسنى لي زيارة الطفلين وهما - بحمد الله - بصحة جيدة.
ولا ريب أن متابعة سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز الشخصية لمجريات العملية الجراحية حتى ساعات الصباح الأولى - كما أكد سمو الأمير متعب بن عبد الله - إنما تعكس اهتمام ومتابعة سموه للتطورات الكمية والنوعية التي لامست قطاع الشؤون الصحية بالحرس الوطني.
وفي الوقت الذي نشيد فيه بالفريق الطبي الذي أجرى وتابع العملية الجراحية، فإنه لابد لنا أن نشيد بجهود الزميل الأستاذ سلطان البازعي مدير العلاقات العامة بالحرس الوطني والعاملين معه والشؤون الإعلامية بالمستشفى، فلقد قدموا لنا نموذجاً لما يجب أن تقوم به ادارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية في مثل هذه المناسبات، كما ينبغي علينا التنويه بجهود الزميل الدكتور ماجد التويجري المدير التنفيذي للحاسب الآلي بالحرس الوطني وزملائه، فلقد كانت التغطية عبر «الانترنت» رائعة، وحظيت بمتابعة عشرات الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
والتغطية الاعلامية لهذا الحدث تكتسب أهمية خاصة في هذا الوقت بالذات في ظل الأحداث العالمية الحالية والمتغيرات والتداعيات الدولية، فالحدث يعكس تطوراً حضارياً، ويجسد قدرة الانسان السعودي على التفوق. وهي الرسالة التي نحتاج إلى ابرازها عالمياً في اطار مواجهة الحملة المجحفة ضد المملكة من بعض وسائل الإعلام الغربية.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير الوطن والمواطن في ظل قيادتنا الرشيدة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved