«وقعولي أوقعلكم» هذا هو لسان حال الرئيس الامريكي بوش وهو يوقع المخالفة الدولية، القدس عاصمة لإسرائيل مخاطباً الكونجرس الأمريكي طالباً إياهم التوقيع بالسماح له استخدام القوة ضد العراق.
فهي في الحقيقة وببساطة مقايضة أبطالها بوش والكونجرس وهي بالتالي غاية وهدف حصل عليها الاثنان معا، فالدعم الأمريكي المطلق للصهاينة مشهود له منذ عقود وهو سياسة امريكية اعتقد أنها إجبارية لابد أن يمارسها وتسير عليها أي إدارة ترأس امريكا ولأي شخص يصبح عضوا في الكونجرس، والرئيس بوش (الحالي) ليس إلا داعما لذلك الدعم السخي للصهاينة.
فالإرهاب الصهيوني في فلسطين يمارس ليل نهار وبدون انقطاع والغريب ان المحاصرة التي تفرض على الرمز الفلسطيني ياسر عرفات بين الحين والآخر زادت بعدما انتخب الرئيس الامريكي بوش والإرهابي المجرم شارون.
فهذا يدعم وذاك يطبق وهكذا تدور الأيام، ولاشك بأن الخافي اعظم.. فالتوقيعان انما هما ضربة قوية وموجعة ليس للفلسطينيين والعراقيين فحسب بل لكل من هو مسلم أو عربي ولكل دولة أو حتى لكل جهة لها مصالحها في هذين الأمرين، والمستفيد بالتالي وفي كل الأحوال الصهاينة وحدهم حتى أمريكا فلن تكسب بالقدر الذي سيجنيه وسيكسبه الإسرائيليون.
فهدف واشنطن المعلن بإسقاط الرئيس العراقي صدام حسين والتوقيع على أن القدس عاصمة لإسرائيل إنما هما مخالفة للشرعية الدولية ارتكبتها امريكا الراعية الأولى للسلام، دولة الحرية، دولة الديمقراطية كما يقال أو بالحقيقة كما يقولون هم..
تلك المخالفات الصريحة العلنية التي تمارسها الإدارة الأمريكية وحتى الكونجرس ستعرض أمريكا لخسائر جمة، قد تعرضها لهجمات إرهابية وغير إرهابية من هنا أو هناك قد تكون من دول متخلفة أو متقدمة أو حتى من داخل أمريكا وقد تكون من يهود يعارضون قيام دولة إسرائيلية أزعجهم ذلك التوقيع.. وضرب العراق من الأمريكان إنما هو ضربة واحدة لعشرات العصافير والمصالح الروسية والفرنسية والالمانية والصينية حتى بريطانيا التي ستشارك في الحرب لن تحصل على الغنائم ولكنها حتما ستدفع جزءا كبيرا من فاتورة الحرب كما حصل في أزمنة عدة.
|