بأسلوبه الرصين والرزين وطرحه الموضوعي الصادق، تساءل الكاتب والأديب الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي بزاويته الأسبوعية «جداول» بصحيفة «الجزيرة» المتجددة دائماً الصادرة يوم الاثنين 28/5/1423هـ بمقالة تحت عنوان «لماذا لا تكون مقابرنا كمقابر مكة المكرمة؟» أشار خلالها عن سروره بشأن الخبر الذي نشرته صحيفة «الندوة» التي تصدر بمكة المكرمة والمتعلق بالانتهاء من تهيئة وتكييف صالة العزاء في مقابر المعلاة في مكة المكرمة ... لقد تساءل الأستاذ حمد بعد قراءته للخبر لماذا لا توجد مثل هذه الصالة المتنقلة في كافة مقابر بلادنا مشيرا إلى أن العزاء سنة بل إنه من حق المسلم على أخيه المسلم وعلينا أن نسعى إلى تشجيع القيام بهذه السنة الحميدة.
ولأن أغلب مناطق بلادنا قاري إذ هو حار جدا بالصيف وبارد جدا بالشتاء وبين الذين يخرجون لدفن الميت الكبار في السن والمرضى وغيرهم بل حتى الأصحاء يتأثرون وقد ينالهم الضرر من شدة الحر أو البرد وهو الأطول في معظم مناطق المملكة.
لذلك فإن أبا بدر يرى أن وجود مثل هذه «الصالات المؤقتة» أو حتى المظلات العادية أصبح أمراً ضرورياً جدا لنواح صحية وتنظيمية وحفزاً على تشجيع الناس بالمشاركة في تشييع الموتى وحضور دفنهم وعزاء ذويهم في المقبرة وكون هذه المظلات غير موجودة في السابق فلا يوجد ما يبرر منعها فهناك مئات الأشياء والأمور والأدوات التي لم تكن موجودة بالسابق وهي الآن ملء السمع والبصر في الأسواق والمساجد والبيوت ولم يقل أحد بعدم مشروعيتها .. وقد ختم كاتبنا مقالته بحمد الله الذي لم يجعل علينا في الدين حرجا ... والمشقة تدعو إلى رفع الحرج ... وأنا بدوري أتساءل مع أبي بدر أيضا لماذا تقام هذه المظلات في مقابر مكة المكرمة ولا يسمح بإقامتها في مقابر أخرى في عدد من مدن المملكة رغم أننا في بلد واحد. الشيء الذي أود أن أوضحه للأستاذ حمد والقارئ الكريم هو ما يتعلق بما أشار إليه من أن مظلات مقبرة النسيم جاءت بمبادرة موفقة من أمانة مدينة الرياض على عهد معالي الأستاذ عبدالله بن علي النعيم إذ أن الحقيقة هي أن أول من بادر إلى إنشاء مظلات في مقبرة النسيم ومقاعد داخل المظلات وخارجها هو رجل الخير والبر محمد بن أحمد الفوزان «جزاه الله خيرا» بتشجيع متحفظ في أول الأمر من أمانة مدينة الرياض على عهد معالي الأستاذ عبدالله بن علي النعيم الذي طلب شخصياً فيما بعد من محمد الفوزان عمل مظلات مماثلة في مقبرة العود..
ومن هنا يتضح أن المبادرة جاءت من أبي فوزان وليست من أمانة مدينة الرياض التي ترددت في الموافقة أول الأمر إلا أنها بعد ذلك شجعت إقامة مثل هذه المظلات وكان بودي لو أنها لم تقم بإزالتها فيما بعد ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
وختاماً أضم صوتي وقلمي إلى صوت أبي بدر وقلمه لدراسة مشروعية عمل مثل هذه المظلات في المقابر تيسيرا على المسلمين ومنعاً للضرر وتحفيزاً لهم على تشييع الموتى والمشاركة في دفنهم لأن ديننا الحنيف ولله الحمد دين يسر والله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وإذا كان هناك من محذور فهو ينطبق على الغرف التي تقام داخل المقابر للحفاظ على اللبن.
والله من وراء القصد.
د.سليمان بن عبدالرحمن العنقري للتواصل فاكس 4410043 ص.ب 56165 الرياض 11554 |