Sunday 6th October,200210965العددالأحد 29 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نوافذ نوافذ
بيانات المثقفين
أميمة الخميس

على الرغم من كثرة اللغط والتساؤلات التي قامت حول بيانات المثقفين التي صدرت من مجموعة من المفكرين والمثقفين السعوديين، وعلى الرغم من أن الكثير كان يحاول أن يقلل من قيمتها ويصف دعوة أصحاب البيان بالحوار بين الحضارات أنها قافزة على التواتر التاريخي المحلي في مجتمعات لا تمتلك آلية الحوار بين أفرادها ومذاهبها وجميع شرائحها المجتمعية بعد!!!
ناهيك أن تطلب هذا الحوار على مستوى حضارات وشعوب!!!!
إلا أنني ما برحت أرى الأهمية الفائقة لمثل تلك البيانات من خلال عدد من المنطلقات قد يكون من أهمها:
1- خروج المثقف أو المفكر من البلاط، أي الاستقلالية عن الخطاب الرسمي الذي لا تجعله شاعر القبيلة الصداح الرنان والمزمر المناسباتي، بل هو تحول عن هذا الدور باتجاه الدور الريادي المفترض والمتوقع منه عندما يحمل مشعله ويضيء الأماكن الدامسة والمقلقة في هذا الوطن، بل ويوجه الضوء باتجاه أماكن القصور والخلل، ويتسنم الدور التاريخي الطبيعي للمثقف الذي يملك بعين الخبير نظرته ورؤيته المستقبلية اتجاه مسيرة شعب وأمة.
2- تلك البيانات كانت في سطورها وكتابها والموقعين عليها تختزل الوحدة الوطنية، وتختصر الوعي الحاد الذي يعرفه الجميع عن أهمية الوحدة الوطنية من حيث كونها مركب الخلاص الوحيد الذي من الممكن ان ينقذ الجميع في ظل التلاطمات والعواصف الاقليمية والعالمية، وبالتالي فضحت العديد من المزايدات التي تدور حول هذا المكان ومدى قوة لحمته الوطنية.
3- تلك البيانات فعلت دور المثقف في المجتمع المحلي وعلى المستوى العالمي فعلى حين كان هامشيا يعاني من القلق والرقابة والتهميش كما هو حال غالبية المثقفين في دول العالم الثالث، تجاوز أستار العتمة وصنع من قلقه الوطني، من تحديه لغطرسة الدول العظمى وجبروتها، من رغبته في التطوير العقلاني المسؤول لمجتمعه بيانا مستقل الإرارة والصوت، أحد البيانات بدأت اسطره بمقطع «نرفع اصواتنا عاليا ونقول» وعلى الرغم من شعارية هذا التعبير وطفولته إلا انه يظل يحمل وعي المثقف بأهمية هذا الصوت في المشاركة في صناعة خريطة الوجه السياسي في مجتمعه.
4- وبعيداً عن كوننا من المؤيدين أو لربما نمتلك بعضاً من الملاحظات عليها، إلا ان تلك البيانات تبقى النواة والبذرة المتوقعة للنشاط الفكري والثقافي لنخبة هذا الوطن «الإنتلجنسيا»، والتي استطاعت بولاء وطني خالص ونبيل ان تنقل رؤيتها وتصوراتها من الأحاديث الجانبية والمنخفضة للمجالس المعتمة، باتجاه الضوء المنطلق من الحب والولاء الوطني المأمول والمتوقع في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved