أجهزة الصراف الآلي تعطل مصالح المواطنين في جازان
مديرو الدوائر الحكومية يمنحون الموظفين إجازة من أجل صرف الراتب

* جازان - إبراهيم بكري:
تعطلت المصالح... حركة السير شلت كلياً... الدوائر الحكومية خالية بدون موظفين... شرطة المنطقة تتدخل لفك المشادات... كبار السن يسقطون في فخ اللوص... حالات من الانتظار والترقب لأكثر من ثلاث ساعات في طوابير طويلة المدى... حالة من الإغماء... حالة وفاة واحدة سجلت من العام الماضي... هذا القليل من الكثير فبداية من يوم 25 من كل شهر فإن مدينة جازان تعيش في أسوأ حالاتها.. والسبب يعود لسعي الموظفين لاستلام رواتبهم من أجهزة الصراف الآلي.
«الجزيرة» قامت بجولة على أجهزة الصراف لترصد ردود الأفعال:في البداية تحدث المواطن عبدالله هادي قائلاً: عماذا أتكلم؟ عن العذاب وتعطل مصالحنا بسبب الزحام الشديد أمام أجهزة الصراف الآلي!وناشد هادي المسؤولين في المنطقة بضرورة سرعة توجيه البنوك بزيادة أعداد الأجهزة وتوزيعها على جميع المحافظات.
أما المواطن محمد حكمي فيقول: مع الأسف فأنا اليوم لم أذهب إلى مقر عملي لحاجتي الماسة لاستلام راتبي. مؤكداً أنه يوم أمس عقب انتظار ساعتين أمام جهاز الصراف لم يستطع الوصول بسبب الزحام الشديد.
أما المواطن علي جبران البالغ من العمر 70 عاماً فيقول: معاناتي مع الصراف الآلي لا يمكن وصفها، فقد تعرضت لسرقة راتبي التقاعدي ثلاث مرات بسبب انتشار اللصوص أمام الاجهزة.وعن الحيل التي يستخدمها اللصوص يقول جبران: هؤلاء اللصوص محترفون وكل يوم لهم طريقة للنصب والغش ولعل من طرقهم إظهار الشفقة على كبار السن الموجودين في الطابور فيقترب اللص من أحد كبار السن ويقول له بكل أدب واحترام ارتاح يا والد وأنا أصرف راتبك ويقوم اللص بصرف الراتب ومن بين الزحام الشديد يهرب بالدخل الوحيل لهذه الأسرة المحتاجة.وأضاف جبران أن آخر طرق النصب هو إبدال بطاقة الصراف حيث يقوم اللص بأخذ بطاقة أحد كبار السن بحجة التأكد من وجود الراتب بالصراف بعد ذلك يستبدل البطاقة ببطاقة أخرى واخبار صاحب البطاقة بأن الراتب لم ينزل بالصراف ومن ثم يقوم اللص بسرقة الراتب.وناشد جبران البنوك بضرورة وضع موظفين بجوار الأجهزة لمساعدة كبار السن لعدم قدرتهم على التعامل مع الأجهزة.
أما المواطن خالد الرفاعي فقد أكد أن مديره في العمل قام بمنحه إجازة يوم واحد من العمل لكي يصرف راتب المدير!
وأضاف الرفاعي بأن مديره ليس الوحيد الذي يعمل ذلك، بل الكثير من مديري الدوائر الحكومية الذين يفضلون تفريغ موظف كل شهر ومنحه إجازة لكي يصرف له راتبه الشهري!!!!!!!!!
أما المواطن فيصل حلوي فأضاف أنهم رغم قلة عدد الصرافات الآلية بالمنطقة فإن أغلبها تتعطل باستمرار.وكشف الحلوي أن تجاهل البنوك بزيادة أعداد الأجهزة مقصودة وذلك لمراجعة البنك والوقوف في فخ القروض والتيسير الشامل وللأسف الكثير بسبب هذه القروض أصبحت حياتهم تعيسة والديون تلاحقهم من كل جانب.وأضاف عبدالرحمن مغفوري أنه بسبب الزحام الشديد يشاهد في كل شهر عدد من حالات الإغماء بجوار أجهزة الصراف الآلي لكبار السن والمرضى، مؤكداً أنه في العام الماضي توفي أحد كبار السن في ظل انتظاره في الطابور لكي يتسلم راتبه وبسبب الإرهاق تعرض المسن لنوبة قلبية.
ومن جانبه أكد ل«الجزيرة» أحد رجال الأمن أن رجال الشرطة يتدخلون دائماً لفك المشادات التي تحصل أمام أجهزة الصراف الآلي، مؤكداً أن هناك نية لتوزيع عدد من رجال الأمن بجوار الأجهزة بالمنطقة.