* ميونيخ - جاك كندريد - د.ب.أ:
يشهد الوضع الاقتصادي في مجال صناعة السينما والتليفزيون بألمانيا تراجعا منذ سنوات الازدهار ما بين عامي 1997 و2000، حتى لو كانت بعض المناطق مثل ميونيخ أفضل حالا من غيرها من حيث كونها موقعا جذابا للإنتاج.
وقد تأكد ذلك في تقرير صدر الشهر الماضي من المعهد الالماني للدراسات الاقتصادية في برلين. وأعدت تلك الدراسة بناء على طلب السلطات الاعلامية في ولاياتي شمال الراين وستفاليا وبافاريا بالتعاون مع الرابطة الفدرالية للمنتجين السينمائيين الالمان.
وأشار التقرير إلى أنه رغم أزمة مجموعة كيرش. فإن ميونيخ ما تزال أفضل موقع للانتاج السينمائي والتليفزيوني في ألمانيا.
وقال فولفجانج زوفرت الذي وضع الدراسة: إن كل من يعمل في ميونيخ ليس هناك ما يدفعه للذهاب إلى مكان آخر.
وقد شهد عام 2000 ذروة نجاح صناعة الانتاج السينمائي والتليفزيوني في ألمانيا. وارتفعت عائدات الانتاج في ذلك العام بنسبة خمسين بالمائة إلى 6 ،2 مليارات يورو(بما يوازي ستة مليارات دولار) كما وظفت شركات الانتاج 38700 شخص يعملون وقتا كاملا بالاضافة إلى خمسين ألف موظف مستقل يعملون في مشروعات عديدة. وحازت مسلسلات مثل «أوقات طيبة وأوقات عصيبة» و«النفق» على نجاح كبير فاق ما حازت عليه البرامج الحوارية الواقعية وبرامج المسابقات والافلام الوثائقية. وذكرت الدراسة أن إنتاج الافلام الروائية لم يكن ليحقق نجاحا كبيرا من الناحية الاقتصادية دون الدعم المالي الذي بلغ مائة مليون يورو. وقد أشار عدد العاملين في هذا المجال عام 2000 دون إحصاء مذيعي البرامج التليفزيونية إلى الوضع القوي لاقتصاد الانتاج التليفزيوني. وتم توجيه نحو 4 ،9 مليارات مارك ألماني (بما يوازي 2 ،2 مليار دولار) في عام2000 لتمويل مشروعات إنتاج. في حين تم تخصيص 5 ،2 مليارات مارك لشراء حقوق الانتاج. وبحساب صافي عائدات التليفزيون الذي بلغ 5 ،9 مليارات مارك ألماني والرسوم المقررة التي بلغت 12 مليار مارك. فإن قطاع الانتاج التليفزيوني شكل 25 بالمائة من صافي الارباح. ولكن الوضع الحالي يدعو للقلق حسبما يشير تقرير المعهد الالماني للدراسات الاقتصادية. فقد انخفضت أرباح كثير من منتجي الاعمال التليفزيونية البالغ عددهم 185الف.. والمنتجين السينمائيين البالغ عددهم 453 مقارنة بالشركات التي تعمل في قطاعات صناعية أخرى بعد أن عجزوا عن استعادة المبالغ المالية التي تكلفوها برغم زيادة حجم الانتاج.
وتعاني شركات الانتاج الكبيرة والصغيرة على حد سواء من نقص رأس المال بينما تضررت الشركات الصغيرة بشكل أكبر من عدم انتعاش قطاع الاعلانات التليفزيونية. وفي قطاع الشركات الكبيرة بلغت عائدات 22 شركة إنتاج تليفزيوني أكثر من خمسين مليون مارك في عام 2000، كما سجلت 32 شركة أخرى في نفس الفئة ما بين 25 إلى خمسين مليون مارك فيما حققت أربعين شركة أصغر ما بين عشرة إلى 25مليون مارك.
وذكرت الدراسة أن الاضطرابات الناجمة عن إفلاس مجموعة كيرش وتأثيرها السيئ على الشركات التليفزيونية في ميونيخ لا يمكن تقييمها في الوقت الراهن. غير أن الدراسة أشارت إلى أن ميونيخ ما تزال تمثل كبرى مواقع الانتاج السينمائي والتليفزيوني في ألمانيا وتليها كولونيا وبرلين فيما تتذيل هامبورج القائمة بشكل سيئ.
ومن بين الشركات التي تناولتها الدراسة سجلت تلك الموجودة في كولونيا أعلى الايرادات تليها هامبورج وميونيخ. ولكن شركات الانتاج في برلين ظلت مديونة رغم أن رؤوس الاموال شهدت أكبر معدل نمو نشط في قطاع الانتاج التليفزيوني منذ عام 1997. تليها كولونيا وميونيخ بينما تأتي هامبورج في المؤخرة.
وقال زوفرت إن كولونيا احتلت موقع الصدارة فيما يتعلق بإمكانات الانتاج مثل مواقع العمل ومعدات التصوير والاضاءة حيث تتفوق على برلين وميونيخ بشكل واضح. ولكن على أساس دورة رأس المال والايرادات والبنية التحتية للانتاج ومجموعة العاملين فإن ميونيخ ما تزال تتفوق على كولونيا وهامبورج.
وتنبأ زوفرت أن ميونيخ وكولونيا وبرلين وهامبورج سوف تحافظ على مواقع التصوير لديها رغم ركود السوق وانكماشه. وفي الوقت ذاته تضع شركة ليزا فيلم ومقرها في فيينا اللمسات الاخيرة على الجزء الثالث من سلسلة «حب وكذب وعواطف» التي تعد استمرارا للعمل الذي تقدمه الشبكات التليفزيونية العامة إيه.آر.دي في ألمانيا وأو.آر.إف في النمسا.
وفي الوقت ذاته أقنع كارل سبيس رئيس شركة ليزا فيلم المخرج جوزيف فيلزمايرالذي أنتج فيلم كوميديان هارمونست الذي لاقى نجاحا بأن يخرج أول أفلامه التليفزيونية الذي يحمل اسم «أوجست السعيد». وسيقوم بدور البطولة في الفيلم الذي سينتجه سبيس الممثلة الالمانية دانافا فروفا رفيقة فيلزماير والممثل النمساوي المحبوب أوتو شينك.
وفي قطاع إنتاج الافلام الروائية أقالت شركة فيفندي دويتشلاند جابريلا باخر رئيسة استوديوهات بابلزبيرج موشن بيكتشرز في برلين. وقال تيري بوتوك المدير الاداري لشركة فيفندي دويتشلاند: لقد انهارت الثقةالمتبادلة اللازمة لمزيد من التعاون مع جابريلا باخر.
|