Sunday 6th October,200210965العددالأحد 29 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب: قراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب:
معرض دولي بمساحة معرض مدرسي للكتب؟!
قرأها - تركي إبراهيم الماضي

عندما هممت بدخول الباب الرئيسي للمبنى الاداري لجامعة الملك سعود «صدمتني»! لوحة طويلة مكتوب عليها هكذا:«معرض الرياض الدولي للكتاب»!! وتساءلت هل هو فعلاً معرض دولي للكتاب؟! عندما وجدت نفسي في بهو المبنى الاداري للجامعة وشاهدت الأجنحة المتعددة عرفت لحظتها ان المعرض يقام في هذا المكان.. تذكرت لحظتها أيام دراستي في هذه الجامعة وكيف كان يضيق بنا هذا «البهو» أمام تجمعنا وازدحامنا على المطعم وعلى حجز الطاولات المتناثرة.. لحظتها لم أصدق ما رأيت؟! هل مساحة المعرض في البهو فقط؟!.. قلت في نفسي: سأتجول بين الأجنحة لأكتشف الحقيقة. اصطحبت معي جهاز التسجيل لحفظ انطباعاتي وانطباعات الآخرين حول هذا المعرض. فوجئت في البداية بأن الأجنحة الحكومية أخذت موقع الصدارة وفي أفضل الأماكن ولا نعلم سبب ذلك!!.. بالاضافة إلى ان مساحة أجنحة دور النشر صغيرة جداً تصلح لأي شيء ما عدا عرض الكتب فيها! الجميل في الأمر ان الزائر يستطيع قراءة الكتب وهو في الممر دون الدخول في الجناح الصغير جداً!!. ظللت أسير وأسجل ملاحظاتي مع بعض الناشرين حتى كانت المفاجأة!! عندما وصلت إلى الباب الآخر للبهو وجدت ان المعرض يزحف زحفاً ويخرج خارج البهو «البارد» إلى ممر ضيق يربط بين المبنى الاداري للجامعة وبين المكتبة المركزية.. وهو ممر ضيق «حار» ومزدحم.. والغريب في الأمر فعلا ان بعض دور النشر العربية البارزة في اصداراتها وضعت أجنحتها في هذا الممر الضيق.. ولا يعلم أحد سر ذلك؟!. لن أتحدث عن غلاء أسعار الكتب وخاصة الكتب الأكاديمية، لأنها تستغل حاجة الطلبة والطالبات ولاحظوا ان المعرض يقام تحت تنظيم جامعة عريقة!!. الأسئلة هنا كثيرة.. ودهشتي بما حدث أكبر.. ولكن لحظتها تذكرت جهاز التسجيل.. فأسرعت إلى بعض الناشرين لأتأكد من انطباعاتهم وهل ما شاهدته بالفعل حقيقة وليس خيالاً.. فصدمت مرة أخرى بأشياء ذكروها لي ولم أكن أعيها لأنني لم أكن معنياً بها.. اقرؤوا معي بعض هذه الآراء:
إقبال ضعيف
يؤكد د. نبيل أبوحلتم المسؤول عن جناح دار أسامة للنشر ان الاقبال هذا العام كان ضعيفا مقارنة بالمعرض السابق قبل عامين فيقول: المعرض هذا العام مميز وبه عدد كبير من المشاركين العرب بالاضافة إلى وجود عدد كبير من العناوين المميزة في جميع التخصصات والفروع، والاقبال هذا العام لم يكن كما هو من قبل عامين ولا ندري ما هو السبب؟! بالاضافة لذلك لدينا ملاحظة حول المكان المخصص للمعرض فنتمنى من القائمين على هذا المعرض ان يعملوا في المستقبل على أن تكون قاعة المعرض منفصلة لوحدها حتى يتمكن الزائر من السير في جنبات المعرض براحة والحصول على أكبر قدر ممكن من الكتب.
تراجع القراءة
ويوافق على هذا الرأي الأستاذ حسن ياغي المسؤول عن جناح المركز الثقافي العربي بالمغرب قائلا:
من بين المعارض التي شاركنا بها في المملكة اعتقد ان الاقبال في هذا المعرض هو الأقل حضوراً، أظن ان هذا شيء طبيعي، فمجمل الأحداث التي مر بها العالم العربي والعالم أحد أسباب قلة الحضور، وهناك على العموم تراجع في عدد القراء، وذلك لأن القراء ينتظرون أشياء جديدة من هذه التبدلات التي تحصل في العالم وهو أمر لم يواكبه الفكر العربي بشكل كافٍ حتى الآن، والكتب التي يحصل عليها اقبال هي الكتب المرتبطة بفضائح «ما» بطريقة أو بأخرى قد تثير حولها قضية وعادة هذه الكتب لا تعيش طويلا.
حضور نسائي
ويخالفهما الرأي الأستاذ محمد جلال المسؤول عن جناح الانجلو المصرية للنشر حين يؤكد على وجود اقبال نسائي على الكتب.. ففي البداية يورد ملاحظة هامة قائلا:
هناك بعض السلبيات في التنظيم منها بُعد مستودع الكتب مثلا عن أرض المعرض. أما بالنسبة لتقييمه للإقبال على هذا المعرض فقد قال: وجدت اقبالا كبيرا وخصوصا من الطالبات والباحثات حيث إننا نختص بنشر الدراسات والكتب الأكاديمية.
نسافر للمستودع
ويعيد الأستاذ خالد المعالي الوجه الثقافي المعروف وصاحب دار الجمل للنشر طرح نفس المشكلة التي تواجه الناشرين وهي بُعد المستودع عن أرض المعرض فيقول: نحن نشارك في هذا المعرض لأول مرة ولديّ انطباعات وهي انطباعات أولية وسريعة وربما تكون غير صحيحة، فهناك اقبال نوعي في شراء الكتب، وترتيبات الأجنحة والقاعات جيدة. بالنسبة لي هناك ملحوظتان الأولى تتعلق بمشكلة المستودع فهو بعيد جداً عن أرض المعرض ومن أجل الوصول اليه نحتاج إلى سفر!!. الملحوظة الأخرى هي الوقت المخصص للسيدات فهو وقت قليل جداً مقارنة بالأيام المخصصة للرجال، وهو أيضا لا يساوي عمل يوم واحد!!. من ناحية أخرى، يفاجئك د. مضر زهران المسؤول عن جناح دار زهران للنشر بأنه ليست لديه ملاحظات ويقول: وجدت تعاملا طيبا من ادارة تنظيم المعرض، ولم نواجه أي عقبات في التنظيم، ولا أذكر أي مشكلة واجهتني وأنا مسرور بهذا المعرض، فالمبيعات مرضية والتنظيم مريح.
تفرقة واضحة
أما الأستاذ عماد محمود عبدالحميد المسؤول عن جناح مؤسسة الانتشار العربي فيلحظ ان هناك دُوراً استأثرت بأمكنة جيدة وهناك دور لم تستأثر بالأمكنة الجيدة بل كان نصيبها في الصحراء ويقول:
يجب ان يكون معرض الرياض الدولي للكتاب في صالة باردة واحدة لأنه من غير المعقول ان يكون ناشر في غرفة باردة في قاعة منظمة ومرتبة وناشر يكابد حرارة الشمس فهذا تقسيم غير عادل، ونتمنى على ادارة المعرض في المرة القادمة ان يكون هناك صالة واحدة للجميع ولا يكون هناك تمييز بين دول النشر.
كما أود ان أشير إلى ان لجان المشتريات يشكو كثير من الناشرين بأنهم لم يروهم بعد في حين ان الصالة الرئيسية تنعم بما يريدون أو يرغبون بقراءته عن الكتب!!.
شكوى دار عريقة
وفي نهاية جولتي توقفت أمام دار نشر عريقة وذات صيت، يقع جناحها في الممر بين البهو والمكتبة المركزية، لم أكد أسأله حتى انطلق غاضباً:
نحن لدينا شكوى كدار غزيرة الانتاج كنا نتمنى أن يكون موقعنا في الصالة الرئيسية ورغم أننا دفعنا رسوم الاشتراك حتى يضعوا موقعنا بالصالة الرئيسية ولكن كما تشاهد فجناحنا يقع داخل ممر!! ونحن نتمنى أن يكون هناك نظرة وتقييم لدور النشر الجادة التي لديها انتاج متميز في النشر.
وبعد:
نعود للبداية مرة أخرى.. والى اللوحة الطويلة التي كُتب عليها:«معرض الرياض الدولي للكتاب».. وأعود إلى تساؤلي الصادق: هل مساحة المعرض الصغيرة جداً.. ودور النشر المحدودة.. نستطيع أن نطلق عليها معرض الرياض الدولي للكتاب؟!.. لماذا لا يكتب بدلا عنها معرض الجامعة وفقط حتى نستطيع ان نفهم ما حدث بأنه معرض جامعي وهذه هي مساحته الطبيعية.. ولكن أن يكون معرض دولي وبمساحة معرض مدرسي للكتاب فهذه حكاية أخرى.. ربما نفتح فصولها مرة أخرى للقراءة بشكل دقيق!!.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved