Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نشوة الانتصار نشوة الانتصار
العميد ركن د. بندر بن عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود

ما هم شخص بالحديث عن وطن كالمملكة العربية السعودية إلا واستشعر قصر قامته وضآلة ما قد يقدم أمام معطيات وطن ظل شامخاً بكل المقاييس فالشروع في مسألة الاستعراض أمر يعني تزاحم الصور وتداخل المشاعر ليظل العطاء شحيحاً وعاجزاً عن رصد وملاحقة سلسلة التطورات المتتالية حد الفخر بل تزداد يقينا وأنت تستعرض تفاصيل ماضينا المجيد.. إن عزائم الصادقين من الرجال لم تذهب أدراج الرياح فها نحن نقطف ثمار جهد جهيد حققته رغبات من وضعوا نصب الأعين مرحلة مختلفة لحياة أكثر تطوراً ذلك أن الفارق بين ما كنا عليه وما آل إليه الوضع يظل شاسعاً حد الدهشة وهو الأمر الذي يعد إنجازاً لا يعادله إنجاز في ظل ادراك تام لحقائق الزمن وتطور الأوطان.
نعم ونحن نستعرض المنجز بعد المنجز يخالجنا شعور نشوة المنتصر برغم طموحنا الى ما هو أفضل ونقف منتشين أمام نتائج التخطيط المحكم لحياة مفعمة بالرفاهة محفوفة بالاستناد إلى الشريعة الإسلامية منهجاً ثابتاً بل مصدراً من مصادر الفخر والتشريع وينبوعاً صافياً لاستمرارية العطاء فلي ظل تجربة فريدة ستظل ناقوساً يشدنا نحو الاستمرار.
لا يمكن لكائن من كان أن يغفل مرحلة السنوات العجاف التي مر فيها الوطن قبل مرحلة التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ولا يتجاهل حجم الطفرة الحضارية التي عاشتها وتعيشها المملكة في غضون سنوات معدودة إلا جاحد مكابر أو جاهل يعيش خارج مبادئ الانصاف ذلك أن لجلالته رحمه الله ملحمة جهادية استمرت زهاء 32 عاماً تمكن من خلالها من توحيد المملكة القارة بكل ما تعني تلك المفردة لجمع القلوب والعقول على هدف واعد نبيل لتحقيق بنيان راسخ قوامه العمل للرقي بالوطن والمواطن فتحقق على يده كل ما يحلم به المواطن لتستمر وتيرة التطور على أيدي أبنائه البررة وتحتل المملكة المكانة المتقدمة في صفوف أوطان تم تأسيسها قبل التفكير في إنشاء المملكة بمئات السنين.
لعلنا نستشعر أهمية توحيد المملكة بالنظر الى طبيعتها بل حق للدهشة ان تسكننا أمام معطيات ذلك الواقع ابان مرحلة التأسيس كيف لا والبيئة لم تكن مهيأة لمشروع عملاق كمشروع التوحيد في ظل انقسامات حادة وجهل مطبق وشح اقتصادي وأمية متفشية تحولت أمام عزيمة المؤسس إلى واقع حضاري مغاير لما كانت عليه من قبل. فتأسيس دولة حديثة بحجم قارة معجزة حقيقية ذللتها مصداقية التوجه لرجل نذر حياته لراحة أبناء شعبه بل لشخصية فذة استطاعت قهر المعوقات وتحقيق المستحيلات من خلال فض النزاعات والعمل على وحدة المسلمين لنصل إلى مرحلة متقدمة سبقت بعضاً من أحلامنا المتواضعة عبر استمرارية المنهج الثابت عبر قادة عظام تولوا زمام الأمور فحققوا في مضمار الحضارة جملة من عطاءات لا يمكن أن تتحقق لولا إرادة الله وإخلاص النية.
ها نحن نسترجع بالفخر والاعتزاز ذكرى التوحيد بوثبة جديدة وجادة لعطاء متواصل يسر الصديق ويغضب الاعداء ممن لاهم لهم إلا محاولة تحجيم انجازاتها كمن يحاول حجب ضوء الشمس بالغربال فنحن نرى تلك الانجازات كبيرة فيما يرونها غير ذلك وتلك سنة الحياة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved