|
ان واجب الآباء في تربية أبنائهم حيوي ومهم وليست المدرسة وحدها مسؤولة عن تربية الأبناء وتقويمهم وتوجيههم لدرجة ان البعض قد يبلغ به تصوره ان المدرسة هي الكفيلة بذلك فتراه لا يهتم بابنه ولا يحرص على متابعة تحصيله العلمي والمسلكي وملاحظته..
وأفضى بنا شجون الحديث الى موضوع التربية وشكا لي قائلا: ان ابني لم ينجح في الامتحان فقلت: وما أسباب ذلك ورجوته ان يشرح لي بوضوح برنامج ابنه اليومي فقال: ان ابني لا يذاكر دروسه وكنا نتساهل معه في عملية مواظبته على المدرسة وكنا نخاف عليه إذا غلظنا له القول كما ان والدته لا تستطيع الابتعاد عنه فتصطحبه في زياراتها، الى جانب كثرة الهدايا «من اللعب» التي تدفعه الى المزيد من العبث واللعب وتشغله عن دروسه. فقلت: الآن عرفت وكما قيل إذا عرف السبب بطل العجب بدلا من الاهتمام بالابن والاهتمام بتعليمه صار الاهمال وبدلا من الحرص والحزم والمتابعة صارت السهولة والليونة فاستمرأ التساهل ودفعه ذلك الى التهاون.. ولقد كان المفروض الحزم معه والحرص على ان يكون مواظبا على مدرسته ومتابعة دراسته اليومية ومناقشته والاستفسار عما أخذه ودرسه وحفزه الى ضرورة انفاق وقته في عمل واجباته ومذاكرة دروسه واثارة انتباهه ولفت نظره باستمرار الى دروسه وبالنسبة للهدايا فيجب التقليل منها فهي تشغله عن واجباته وتصرفه عن الاهتمام بدروسه كما انه يجب ان نحسن اختيار الهدية بحيث تكون ذات فائدة مزدوجة وذلك بأن تكون في شكل أفلام أو كتاب صغير أو قصة لطيفة أو حقيبة يدوية الخ.. ان بمتابعة الابن ومعرفة مدى جده واجتهاده ومحاولة نصحه وارشاده وتوجيهه ومحاولة حفزه دائما الى الاستفادة من أوقات فراغه بكل مثمر ومفيد وتعويد الأبناء على الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة وتجنيبهم كل أمر وعمل مشين سوف يساعدهم ذلك على مزيد من الفائدة والادراك والتفاعل. ان بعض الآباء لا يهتم كثيرا بالرعاية المنزلية ومراقبة الابن وتراه يلقي اللوم دائما على المدرسة.. ولا ريب ان المدرسة هي مكان الاعداد والتكوين والتوجيه ولكن الآباء عليهم واجب كبير فمتى تركنا الأبناء على ما يهوون ويريدون فاننا بذلك نتخلى عن مسؤوليتنا كآباء تجاه أبنائنا والتي تلزمنا ان نكون أكثر ما نكون حزما وحرصا وادراكا ونبث فيهم كل خلق كريم ومثل فاضلة حتى يتسنى لهم السير وفق قواعد كريمة وسليمة من السلوك الحسن والأدب القويم والخلق المتين وتربيتهم على الدين والفضيلة حتى يخرجوا للحياة وهم أكثر ما يكونون علما وأدبا وخلقا ويتمكنوا من خدمة أمتهم وبلادهم على الوجه المطلوب والله الموفق. *** تجارب الحياة لا يخلو أي فرد من تجربة أو تجارب عاشها في حياته وواجهها في مسيرته وتتفاوت التجارب في حياة كل فرد بحسب ظروفه وحياته وثقافته.. ولا ريب أن التجربة هي المحك الحقيقي لمعرفة كثير من الأمور وسبر أغوارها فهي تزيد المرء تفتحا وفهما وادراكا للحياة بل انها عامل كبير في تنمية المواهب ونافذة يطل منها على الحياة ومن خلال التجارب يتعرف المرء على أشياء كثيرة بل ويتعرف على عيوبه ويدرك أخطاءه ويكون واقعيا مع نفسه.. *** كرة القدم: صورة شعرية قال معروف الرصافي شاعر العراق يصف كرة القدم:
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |