Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مغالطات في تاريخ الرس مغالطات في تاريخ الرس
كتبه: قبلان الصالح قبلان

أثناء بحثي عن مصادر في تاريخ الرس وجدت في مكتبة جامعة الملك سعود كتابين عن إبراهيم باشا الأول بعنوان ذكرى البطل الفاتح إبراهيم باشا نشرته الجمعية الملكية للدراسات التاريخية بمصر المطبوع عام 1948م بمناسبة انقضاء مئة عام على وفاة إبراهيم باشا ذكر فيه أن إبراهيم باشا زحف إلى نجد عام 1817م ووصل الرس وحاصرها حتى سلمت.. وذكر أيضا أنه على الرغم من أن الطبيعة حالفت عدوه، إذ ثارت الزوابع والعواصف بشكل غير مألوف فهبت الريح الشديدة تسفي التراب والرمل وتنتزع المشارب والخيام وتسلب الإنسان حرية التنفس والحركة.. وامتطى إبراهيم جواده في يوم من هذه الأيام العصيبة وسار في ألف فارس فانقض على أعدائه وفرَّق شملهم.
وكان سكان الرس قد سئموا انتظار وصول المدد إليهم من عبدالله، ولم تعد لهم طاقة برؤية الخراب الذي أخذ يسري من بيت إلى بيت فعولوا وعلى رأسهم حاكمهم «محمد بن مزروع» على أن يطلبوا من إبراهيم هدنة شريفة وكان لهم ما أرادوا، ورفع عنهم الحصار على شرط قبول حامية مصرية في بلدتهم وأقول إن هذا كلام غير منطقي ومغالطة تاريخية واضحة نجيب عنها بما يلي:
1 - الرس كما يعلم أهله كابراً عن كابر وقبلهم المؤرخون النجديون وغيرهم من العرب أن أهله الشجعان وقفوا في وجه إبراهيم باشا في حصاره لهم دام ثلاثة أشهر ونصف، وبعد أن نفد صبره من طول الحصار وافق على الصلح ولم تذكر الروايات التي روت هذا الحصار في كتب تاريخ نجد أن إبراهيم امتطى صهوة جواده في الف فارس فانقض على أعدائه ومزق شملهم.
2 - لم يسأم أهل الرس وحدهم من الحرب بل جيش إبراهيم سئم أيضاً.
3 - لم يسر الخراب من بيت إلى بيت كما ذكر بل إن الخسائر التي أصابت السور استطاع أهل الرس إصلاحها وقت الحرب مما أطال مدة الحصار.
4 - لم يكن محمد بن مزروع حاكما إنما هو من مدد الإمام عبدالله الذي مد به أهل الرس للمساعدة على الصمود، وكان أمير الرس ذلك الوقت علي بن إبراهيم الشارخ تولى الأمارة بعد إصابة أمير الرس منصور العساف.
5 - لم يطلبوا هدنة شريفة كما ذكر ولكن تم الصلح المعروف في تواريخ نجد بشروط رضيها أهل الرس.
6 - ولم يضع حامية مصرية في الرس «بشرط» بل أن من ضمن شروط الصلح ألا تستقبل الرس أية حامية عسكرية إلا بعد استسلام عنيزة.
7 - لم تحصل أية عواصف أو رياح شديدة كما ذكر وكل هذا ليس من المنهج التاريخي في شيء ولا من الأمانة العلمية التي يفترض أن تنهجها الجمعية التاريخية في كتابتها.
أما الكتاب الثاني إبراهيم باشا تأليف الإفرنجي بيير كربتيس ترجمه إلى العربية محمد بدران والناشر مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة قال فيه عن حرب الرس:
وحمى وطيس القتال حول الرس وضيَّق إبراهيم الخناق على حصنها وخسر في هذا الحصار ثلاثة آلاف من رجاله ولما تبين له أن الحصن لا بد واقع في يده أرسل إلى عبدالله يطلب إليه تسليمه فأجابه الأمير النجدي بقوله «تعال فخذه» فقبل إبراهيم هذا التحدي وهجم عليه هجمة صادقة لم تستطع حاميته أن تردها ولما دخل إبراهيم المدينة لم يجد أعداءه فيها لأن العرب أخلوها كما أخلى الروس أسملنسك smohensk من قبل وأسرع عبدالله إلى عاصمته الدرعية كما أسرع الروس إلى موسكو.. ونجيب على ما ذكره الإفرنجي بيير بما يلي:
أولاً: قتلى جيش إبراهيم باشا لم يبلغوا هذا العدد وإنما يتراوح القتلى ما بين 500 - 800 في اقرب الروايات إلى الصحة.
ثانياً: الإمام عبدالله لم يكن في الرس وقت الحرب حتى يطلب منه التسليم، وإنما تقول الروايات ان الذي قال ذلك محمد بن مزروع الذي أرسله الإمام عبدالله مدداً لأهل الرس.
ثالثاً: قوله دخل إبراهيم المدينة ولم يجد أعداءه عار عن الصحة وإنما دخل الرس مع بعض جنوده واستقبله أهل الرس استقبال الفاتحين وصلى الجمعة في جامع الرس وخطب فيها قرناس خطبة أعجبت إبراهيم.
رابعاً: الإمام عبدالله وقت الصلح كان في عنيزة ثم رحل إلى بريدة وبعد سقوط عنيزة رحل إلى الدرعية وهذا الكلام من الإفرنجي بيير مغالطة تاريخية وليس لها سند تاريخي يسندها والمعركة مطروحة في كتب تواريخ نجد خاصة والمملكة عامة وفي كتب المؤرخين العرب الذين كتبوا عن المملكة أو نجد أو من كتب في عصر محمد علي باشا ولكن الجهل والهوى لا طب لهما إلا بالعلم والتعلم.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved