إن المتأمل للحالة المحزنة التي يعيشها الاعلام الرياضي بأغلب فئاته يدرك تماماً حاجتنا الماسة لبدء رحلة جديدة من التطوير الذاتي والمهني مع الحرص على تطوير العقول المحشوة للاسف بمزيج من التعصب الاعمى وكيل التهم غير المنطقية.. فالاعلام في واقعه الحالي واقصد بذلك الصحافة الرياضية وصل لمرحلة لم تعد مقبولة لدى القارئ الكريم الذي يتمتع بفكر واعٍ وثقافة واسعة ولم يعد يحتمل ما ينشر من تفاهات واختلاقات مخالفة للحقائق ولكن البعض هداهم الله اصبحوا مسيرين وليسوا مخيرين.. فتجدهم يلبون رغبات من يسعون لكسب ودهم وهذا ما ذبح الصحافة الرياضية ولطخها بدماء التعصب.
لذا ونحن نعيش مرحلة التطوير التي تهدف الى تطوير الرياضة السعودية بجميع فئاتها فانني اطالب بإعادة النظر فيما ينشر في بعض الصفحات الرياضية والتهجم غير المنطقي على اندية محددة ولاعبيها.. لقد آن الاوان لنرتقي بالصحافة الرياضية ونخرجها من مرحلة المراهقة التي تعيش على الاحلام والخيالات والعواطف والانفعالات دون النظر للامور بنظرة واقعية وموضوعية.. فلا بد ممن يتصف بهذه الصفات ان يعي ما يفعل وان يبادر فوراً الى الانتقال لحالة الرشد والنضج والوعي الرياضي والنظر الى الحقائق بعقل صافٍ وقلم صادق خالٍ من تلوث التعصب الذي انتشر ونقل العدوى التي تأثر بها الكثير والكثير من الاقلام المتلونة.
فما حدث بالامس ويحدث اليوم نتمنى ان يكون الحلقة الاخيرة لاسدال الستار على «مسرحية التعصب» التي ألفها وقام بدورها اناس لاتهمهم مصلحة الرياضة والاعلام.. وكأنهم وجدوا في هذا المجال لزرع الفتن وممارسة ادوار متنافية مع مبادئ الصحفي المتزن والمحافظ على امانة القلم.. وهناك من تخصص في تجريد نجومية هذا اللاعب او ذاك النادي وهذه النوعية للاسف كثرت وتضاعفت الى ان تجاوزت عدد «بطولات الهلال» الفريق الذي دائما ما توجه اليه سهام النقد اللاذع لاهداف في نفوسهم المريضة.. فبعدما ارتحنا من غياب كبيرهم الذي علمهم فنون التعصب ظهر علينا آخرون يسيرون على نفس النهج والاسلوب.. ولكن بطريقة غبية ومكشوفة توحي بضحالة فكر هؤلاء المستصحفين..!؟
لذلك نتمنى ان يحظى الاعلام الرياضي باهتمام المسؤولين عنه ويأخذ نصيبه من التطوير الفكري والذاتي للحيلولة دون استعراض صحفناالرياضية كوسيلة استهزاء وضحك مع الآخرين في القنوات الفضائية وهذا ما حدث ويحدث الآن ولابد من ايقاف المتجاوزين عند حدودهم حتى لا تصبح تلك الصحف قنابل قابلة للانفجار وتدمير اللاعبين والاندية.
القادسية والتحدي
يبدو ان علة لاعب القادسية في السنوات التي مضت كانت بسبب نقص «فيتامين التحدي» الذي أثقل كاهل الفريق بالمزيد من المتاعب والمعاناة والاخفاقات.. ولكن بعد عودة الفريق للمتاز في هذا الموسم الى جانب شقيقه ومنافسه التقليدي الاتفاق بدأت روح المنافسة الشريفة تظهر بين القادسية والاتفاق.. ووصلت الى التحدي الخالي من الخصام والتفوه بالعبارات اللاذعة.. فكان بالفعل «فيتامين تحد» للاعبي القادسية الذين وجدوا انفسهم أهلاً للمسؤولية والتحدي فتبدلت احوالهم وتزودوا بوقود الكفاح والاخلاص حتى كسبوا جولة التحدي امام المنافس الاتفاق في اهم مراحل المسابقة ليعلنوا وبجدارة احقيتهم بالتأهل لدور الأربعة من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد للأندية الممتازة.. متفوقين على الاتفاق والهلال والنصر.. وعودة القادسية لمناخه الطبيعي لاشك انها تُسعد الجميع وتُعيد لكرة المنطقة الشرقية توهجها بعدما كادت تغيب لغياب القادسية والنهضة.. ولكن الوضع الحالي للمتنافسين التقليديين القادسية والاتفاق يوحي بالاستقرار بعدما تم تلافي العقبات التي دهورت احوالهما في المواسم التي مضت.
وعودة القادسية لساحة المنافسة ستكون في صالح الاتفاق وبالتالي تتضاعف المنافسة المشتركة لتفعيل خطورتهما في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ومسابقة كأس سمو ولي العهد.
سطور مختصرة
* نتمنى من لجنة الحكام برئاسة الاستاذ عمر الشقير ان تركز كثيراً اثناء مشاهدتها للقاء الهام الذي جمع الهلال والاتفاق عبر الفيديو لتشاهد الاخطاء الجسيمة التي ارتكبها الحكم احمد الوادعي..
ونحن نستغرب ان تسند هذه المباراة الحساسة لحكم مثل الوادعي الذي كان له دور كبير بخروج الهلال والاتفاق متعادلين وبالتالي فقدا فرصة المنافسة للوصول للدور الاربعة.. فالوادعي تغاضى عن اخطاء مؤثرة ابرزها ضربة جزاء للهلال في الوقت الحرج ولكن الحكم أغمض عينيه «ولا من شاف ولا من دري» فلماذافعل الوادعي ذلك..!؟ واذا اعترفت اللجنة باخطائه الفادحة فنتمنى ان يجد العقاب الصارم أسوة بحكام كبار لاقوا نفس المصير فغض البصر بهذا الاسلوب المكشوف مرفوض حفاظاً على حقوق الانديةونجاح مسابقاتنا الرياضية.
فالتحكيم كان يسير بالطريق الصحيح ولكن الوادعي فجَّر قنبلة الاخفاق المبكر والذي يهدد بانفجار المزيد من قنابل الاخفاق والتي ستخلف كماً هائلاً من الضحايا.. وتبقى لجنة الحكام هي المسؤولة أولاً وأخيراً..؟
* في الرائد حاجة غلط.. وإلا ماهي الاسباب التي جعلت من رائد التحدي محطة سهلة للتزود بالنقاط والاهداف الكبيرة.. ومن حسن حظ الفريق ان هذه الكارثة لم تحل الا في اولى المسابقات حيث انه لاضرر منها ولا هبوط.. فعلى رجال الرائد التكاتف معاً لتوفير الدواء المناسب الذي ينقذ فريقهم من علة الاخفاقات والقضاء على هذا الفيروس الخطير قبل حلول مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والتي تحتاج لنفس طويل وانتصارات عديدة مع العمل الجاد للتخلص من شبح الهبوط الذي عادة ما يلازم الرائد.
* يبدو ان اللاعب الهلالي عبدالله الجمعان استوعب الدرس جيداً وعاد لناديه بصورة مختلفة محاطة بالالتزام واحترام رأي المسؤولين عنه في ناديه.. وكان التقدير والرضا افضل استقبال له من ادارة ناديه.. وهكذا تعالج الامور دون ان يخسر اي طرف.
* يجب ألا تلعب نتائج فريق الرياض في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد دوراً رئيسياًَ في اهتزاز ثقة ادارة النادي بالمدرب الوطني خالد القروني لانه مدرب متمكن وجدير بمنحه ثقة كبرى.. فالظروف لم تخدمه في هذه المسابقة وسيحقق في الدوري ما يطمح له رجال مدرسة الوسطى.
* موقع النجم الهلالي يوسف الثنيان على شبكة الانترنت يستحق الزيارة لما يحتويه من مواضيع شيقة ومواد دسمة بالاضافة الى سرعة نقل الاحداث الرياضية داخل منتدياته والتزام اعضائه ومرتاديه بنشر ما يرضي القارئ الرياضي دون الخروج عن الاساليب غير المهذبة.. وما يزيد من روعة هذا المنتدى هي تلك الاهداف والمراوغات التي ارتوت منها الساحات الخضراء من اقدام الفيلسوف الهلالي يوسف الثنيان.. فتحية وثناء لجميع من يشرف على هذا الموقع الفريد من نوعه.
للتواصل: |