Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«الخدمة الاجتماعية» مفقودة في هذه الجهات!! «الخدمة الاجتماعية» مفقودة في هذه الجهات!!

سعادة رئيس تحرير صحيفة عزيزتي الجزيرة - حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اطلعت على الخبر المنشور في صفحة محليات في العدد 10940 عن اعتزام قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إقامة الندوة العلمية التاسعة خلال 24 -25 من الشهر الجاري التي تتضمن ندوات علمية مختلفة تأتي في سياق جهود المسؤولين في المستشفى لترجمة الدور الايجابي للخدمة الاجتماعية تجاه المجتمع أفراداً وجماعات من خلال التطبيق المهني لأسس ومبادئ الخدمة الاجتماعية والدخول في سوق بناء ودعم الركائز والقيم والاعتقادات السليمة وتصحيح السلوكيات وتقوية الاتجاهات البناءة سواء في مجال خدمة الفرد او تنظيم المجتمع او في مجال العمل مع الجماعات وبالرغم من هذه الجهود المشكورة لهذه الجهة إلا ان هناك غياباً معنوياً كبيراً للخدمة الاجتماعية في بعض الجهات الأخرى سواء من المستشفيات او المراكز او الهيئات على خلفية الصعوبة التي لاقتها المهنة في سبيل الاعتراف بها على مدار العقود الماضية في المجتمعات الأوروبية الحديثة آنذاك وزد على ذلك ما واجهته عند محاولة توطينها وتأسيس اعمدتها على هرم المهن الانسانية والاجتماعية مما حدا بالبعض في محاولة تطويع ما تم رفضه من مبادئها وقيمها المهنية لتتواءم مع المجتمعات الإسلامية والعربية. وليس بكاف وجود مكتب للإخصائي او قسم لهذه المهنة في مكان ما فقط للتدليل على دورها وفاعليته.
إن عدم بروز الخدمة الاجتماعية كمهنة قائمة بذاتها حاليا وعدم نزولها للسوق المهنية الاجتماعية بقوة يرجع الى النظرة القاصرة لها حيث ينظر اليها كمهنة مساعدة ربما يحتاج اليها وليست بالأساس ممكنة من دور ما!! والحقيقة والواقع يشهدان بخلاف ذلك فالخدمة الاجتماعية ودورها يمثلان الجانب الإنساني في مراحل مختلفة من العلاج الطبي والنفسي والتأهيل الاجتماعي وعلى افتراض هذا الاعتقاد القاصر فإن ثانوية الدور لا تقلل من شأن النتائج الإيجابية للمهنة ودور الاخصائيين في دفع الوظائف والأعمال الاجتماعية والإنسانية الى الأمام سواء بالدراسة او البحث او المعالجة او حتى بجمع المعلومات الاحصائية. وثمة امر يحيط بفصول الفاعلية والأثر للخدمة الاجتماعية فهناك من الجامعات من خصصت أقسام للدراسة وهناك من خصص كليات وهناك من دمج قسم الخدمة الاجتماعية مع غيره من الأقسام وهذا التفارق العجيب مرده التضعيف النظري للدور المهني للخدمة الاجتماعية فالدارس في الكلية ليس كمن درس في قسم او في قسم مدمج مع قسم آخر من حيث ساعات التدريب العملي وساعات الدراسة النظرية. فعلى سبيل المثال هناك كلية الخدمة الاجتماعية للبنات في الرئاسة العامة تتلقى الدارسة فيها 186 ساعة نظري و120 ساعة تدريب ميداني في حين تم تصنيف الخدمة الاجتماعية في جامعة الملك سعود كقسم تابع لكلية الآداب يتلقى الدارس فيها 128 ساعة تدريب ميداني بمعدل 8 ساعات اسبوعياً على مدار فصل دراسي واحد فقط وفي جامعة الإمام كقسم تابع لكلية العلوم الاجتماعية تقدم 224 ساعة تدريب ميداني على مدار السنتين الاخيرتين. وعلى الرغم من انك ترى لوحات تحمل مسمى الخدمة الاجتماعية في المستشفيات والمراكز والهيئات إلا انك تجهل حتماً نوع الدور الذي يقوم به الاخصائي الاجتماعي فترى الناس تهرول في أروقة المستشفيات تبحث عن الطبيب والعلاج ولكنها لا تبحث عن الاخصائي الاجتماعي، والأسباب قد ترجع الى:
1- ضعف الإعداد الميداني.
2- ضعف اللغة الانجليزية.
3- محدودية الصلاحيات للإخصائي الممارس في جهة عمله.
4- توجيه الاخصائي الى أعمال لا علاقة لها بتخصصه الأساس.
في حين رفع مستوى التسارع المدني للحياة الاجتماعية وتيرة التحديات والقلق وصعوبات التكيف مما جعل الحاجة ترتفع الى زيادة المساحة المهنية للخدمة الاجتماعية المؤصلة بالدراسات والخبرات وعلى ضرورة وجود معاون في سبيل خدمة الأفراد والجماعات والتخطيط الاجتماعي النافع للمستحدثات المجتمعية وردم الفجوات التي تعدت في سلبيتها الى تقويض الدور المجتمعي لعدد من افراد المجتمع وهيئاته في ظل اقتصار الدور المناط ببعض الاخصائيين على توقيع اوامر الدخول للزائرين في المستشفيات أثناء الدوام الرسمي او الاتصال على أقارب المرضى لاخبارهم بموت قريب لهم او تدريب طلاب وطالبات التدريب الميداني والتطبيقي على مهام وأدوار لم يقوموا هم بها عملياً على ارض الواقع!! وبعد فهل اصبح تدريس وتأهيل الاخصائيين عبئاً على الجامعات ومؤسسات التعليم المختلفة؟ وهل صعوبة إلحاق خريجي الخدمة الاجتماعية بوظائف هي نتاج ضعف الإعداد او النظر الى عدم الحاجة الحالية لهم؟ هذه التساؤلات يطرحها واقع تدريس الخدمة الاجتماعية من جهة وحاجة المجتمع الفعلية لدور الاخصائي والنقلة الاكثر جدية هي التوسع في ادخال المواد التربوية للخدمة الاجتماعية وفتح المجال للخريجين للتدريس لعل النفع يصيب المجتمع من هذه الطاقات والأعداد المهدرة.

محمد بن سعود الزويد - الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved