يسرد قصة للعزيزة
هذا الموقف وثمانية وعشرون عاماً في «المياه»

وأنا أقرأ صدور الأمر الملكي الكريم الخاص بإنشاء وزارة مستقلة للمياه وضم مصالح المياه والصرف الصحي إليها وجعلها فروعاً لها في المناطق والمحافظات في صحيفة الجزيرة.. جال في خاطري الكثير من الذكريات الجميلة عن هذه المنشأة التي أعمل بها منذ (28) عاماً وعن هذا التحول الجذري الكبير الذي طرأ عليها بصدور هذا القرار الكريم فهذه المنشأة الرائدة «مصلحة المياه والصرف الصحي» بمنطقة مكة المكرمة عملت بها لسنوات طويلة وتحديداً اعتباراً من 1/6/1395هـ أي منذ سنواتها الأولى والتي كانت تحت مسمى «مصلحة عين زبيدة والعزيزية» ومقرها (مكة المكرمة) تم تحول مسماها إلى مصلحة المياه والمجاري في عام 1399هـ وفي عام 1406هـ تم تحويل المسمى إلى مصلحة المياه والصرف الصحي، وفي هذا العام 1423هـ يأتي هذا التحول الجذري الكبير في تاريخ هذه المنشأة العريقة بصدور الأمر الملكي بإنشاء وزارة للمياه وبهذا ينتهي مسمى المصلحة ويصبح هذا الجهاز فرعاً لوزارة المياه.
لقد أمضيت أياماً جميلة في هذه المصلحة على مدى الـ28 عاماً المنصرمة وعاصرت (10) مديرين عامين للمصلحة وهم:
الشيخ ماجد فيروز رحمه الله.
الشيخ عبدالله بن سعيد رحمه الله.
الشيخ غازي بن فيصل ظافر رحمه الله.
المهندس الدكتور/ يحيى بن حمزة كوشك.
المهندس/ فهد سليمان الحمد السليمان.
الدكتور/ خالد محمد عبدالغني مشرفاً عاماً على المصلحة.
الدكتور نزيه بن حسن نصيف مشرفاً عاماً على المصلحة.
المهندس/ محمد بن عبدالله القويحص مديراً عاماً.
المهندس/ خالد بن عبدالقادر البدري.
الدكتور/ عبدالفتاح بن احمد فؤاد المدير العام الحالي للمصلحة .
ولا شك ان مدة 28 عاماً في هذا الجهاز ليست بالأمر السهل فالارتباط به أصبح وثيقاً ويشكل هاجساً روحياً ونفسياً فهو ارتباط وثيق من الصعب نسيانه أو تناسيه على مدى الحياة فالعمل مكان جميل يُجبل الموظف المخلص على حبه والتفاني في عشقه.
فكل ما كان الحب قوياً ووثيقاً بين الموظف والمنشأة التي يعمل بها ازدادت انتاجية الموظف والخدمة والولاء لهذه المنشأة وتوثقت علاقته الحميمة بها وأصبح هناك رابط نفسي وروحي يربط الموظف بهذه المنشأة فمكان العمل كما هو معلوم يقضي فيه الموظف ساعات تفوق في عددها تلك الساعات التي يقضيها مع اسرته في منزله.. كل هذه الخواطر والذكريات تداعت في ذاكرتي واسترجعت شريطها عبر تلك السنوات الطويلة التي قضيتها في جهاز هذه المصلحة الرائدة ولذلك عز عليَّ توديع اسمها المحبب إلى نفسي ولكنني في نفس الوقت مؤمن بأن التغيير من الأمور المطلوبة والمرغوبة وهو سنة من سنن الحياة خاصة وان تطور المنشآت يأتي متمشياً ومواكباً للتقدم والتطور الحضاري الكبير الذي تعيشه بلادنا في مختلف المجالات..
فأهلاً يا وزارة المياه ووداعاً يا مصلحة المياه.