بداية نشكر جريدة الجزيرة والقائمين عليها لاهتمامها بقضايانا التعليمية والتربوية ومعايشتها لواقع الميدان وما يحدث فيه من بعض السلبيات وأوجه القصور وخاصة مع بداية العام الدراسي الجديد ففي مثل هذه الايام من كل عام اعتدنا ان نسمع عبر الصحافة ويردد المسؤولون سواء في وزارة المعارف او ادارات التعليم حول عملية الاستعداد وحالة الاستنفار لبداية عام جديد مملوء بالهمة والنشاط والجد والاجتهاد وجدية النظام وحسن التنظيم ولكن مع اطلالة العام الدراسي الجديد وتوجه الطلاب والطالبات الى المدارس تكشف الايام الاولى حقيقة تلك التصريحات التي لم تستند على حقائق واقعية او تقارير فعلية لواقع المدارس والبعض منها ما زال يعاني من عدم توفر مبنى والاخر من نقص المعلمين ومن نقص الكتب والمقاعد وهكذا فكيف تنتظم الدراسة في بعض المدارس وهذا واقعها وحالها؟
واما فيما يتعلق بعملية تعيين المعلمات من قبل وزارة الخدمة المدنية والتي يحق ان يطلق عليها وزارة الخدمة النائمة والتي لا تستيقظ الا مع بداية العام الدراسي من كل عام لتفاجئنا كعادتها بالاعلان عن الوظائف التعليمية النسوية فيمضي من الدراسة شهران او اكثر وهي مشغولة باستقبال الطلبات ومن ثم فرزها وترتيبها وعمل المفاضلات بينها ومن ثم الاعلان عنها فكيف يتحقق الانتظام في الدراسة ويفعل النظام في المدرسة ما دامت وزارة الخدمة تسير على هذا المنوال منذ سنوات؟ ولماذا لا يتم الاعلان عن الوظائف في وقت الاجازة ويتم التعيين قبل بداية العام الدراسي الجديد حتى تعرف كل معلمة منطقتها التعليمية ومدرستها الفعلية وتهيئ لنفسها السكن او وسيلة النقل؟ ام ان مسؤولي الخدمة وموظفيها يرغبون في التمتع بالاجازة كغيرهم من القطاعات الأخرى ولا يهمهم المصلحة العامة.
ان انعدام التخطيط وفقدان التنسيق بين وزارة المعارف ووزارة الخدمة المدنية اوجد ثغرة كبيرة واحدث شرخا في جدار العملية التربوية بسبب سوء التوقيت فما ذنب الطالب والطالبة وقد مضى من الدراسة شهران او اكثر وبعض المناهج معطلة لعدم توفر معلم او معلمة والى متى ووزارة الخدمة لا تستطيع ان تفرق بين الوظائف التعليمية والوظائف الأخرى من ناحية الأهمية والوقت وهل القضية لا تتعدى انها وظفت فقط خاصة وأن العالم يعيش في عصر السرعة لإنجاز الأعمال او البحث عن معلومات في أي مكان بسبب تقدم وتطور وسائل التكنولوجيا وخاصة اجهزة الحاسب الآلي وتسخير وسائل الاتصالات المختلفة لتيسير اعمالها وانجازها في زمن قياسي جداً.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح مدير العلاقات العامة |