في السنوات الأخيرة انتشرت محلات العطارة في معظم مدن المملكة ونصب الكثير من هؤلاء أنفسهم أطباء في الطب الشعبي من خلال الوصفات التي يقومون بتجهيزها للمترددين عليهم من مختلف فئات المجتمع مقابل مبلغ معين من المال وقد وصل استخفاف هذه المحلات بعقول الناس أنهم يعالجون جميع الحالات بدون أية مؤثرات وهم في الحقيقة يجهلون مكونات هذه الأعشاب وتفاعلاتها الكيميائية وما تحدثه عندما يتم خلطها بأعشاب اخرى تصل الى درجة التسمم واذكر منذ فترة ليست بعيدة ان احد الاخوة من المواطنين ذُكِرت له وصفةٌ من قبل احد العطارين وهي عبارة عن نبات ينمو في صحاري ومزارع المملكة اسمه «العشرق» يستخدم حلة للبطن وقد استخدمه متوقِّعا أنه سوف يخفف من المعاناة التي يعيشها لقاء سوء الهضم عنده وكانت النتيجة عكسية اودت بحياته واليوم عندما نتحدث عن محلات العطارة لسنا ضد وجودها لانها موجودة في معظم دول العالم ولكن نحن ضد الطريقة التي تمارسها في استغلالها لهذه الاعشاب بطريقة عشوائية بعيدا عن استخدامها الحقيقي وقد نبه الكثير من المختصين في الادوية الى خطورة هذه الاعشاب اذا استخدمت بطريقة غير علمية باعتبار ان الصيادلة والمهتمين بطب الاعشاب هم الذين يستطيعون تصنيفها ومعرفة مكوناتها واضرارها ومجالات استخدامها فمن هذا المنبر اوجه دعوة الى وزارة الصحة ووزارة التجارة للتنسيق مع كليات الصيدلة والاستفادة من الابحاث التي عملت عن الاعشاب التي يستخدمها بعض العطارين والتي معظمها سام وخطير على حياة الانسان وقد قامت جامعة الملك سعود بابحاث مشكورة حول هذا الموضوع واعتقد انها لو فُعلت في الجانب الميداني سوف تحقق نتائج ايجابية وتجنب ابناء الوطن هذا الكثير من الاخطار التي تنتج من اصحاب بعض محلات العطارة كذلك ايضاً ينظر في موضوع تصنيف هذه المحلات حتى لا تُستغل كما هو حاصل الآن تحت مسمى «محلات البهورات والقهوة والبن» وأن تركز وزارة التجارة على عملية الاستيراد بالتنسيق مع مصلحة الجمارك للتأكد من أن أصحاب هذا المحلات هم ممن شملهم هذا التصنيف أيضاً من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار التفكير في عمل دورات في مراكز خدمة المجتمع للراغبين في فتح محلات للعطارة لتعريفهم بالاعشاب وأنواعها واضرارها وأن يتم ربط الموافقة عليها بالحصول على هذه الدورة ويجب ألا تنسى دور الاعلام المسموع والمقروء والمشاهد عن توعية المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر عند التعامل مع اصحاب هذه المحلات.
|