لا أدري أيتها الروح كم هي تلك الفترة من حساب الزمن..؟
فإنني لم أنظر في ساعتي.. أو بالأحرى لم أنظر في وجه التاريخ.
فقد أبغض تلك التجربة في تلك الساعة لأنها ميزان تبين مقدار (السم) البطيء الذي بثته تلك الروح القاسية في قلب محبها.
فجميل ان يتعلم الفرد من أخطائه وتجاربه السابقة.. وجميل أيضا ان يتعلم من أخطاء وتجارب الآخرين.. ورائع ان يتفهم كل ما يسمع ويرى.
ولكن الأهم ان لا يتصور انه الأذكى والأحسن والأفضل.
فعندما يحاول الإنسان أن لا يقع في خطأ فإنه بذلك يدخل في صراع نفسي عويص لا حل له. يمنع نفسه من كل شيء.. ويتقوقع على نفسه ..ظنا منه بذلك يكون أذكى من الآخرين بحيث أنه لا يعطي لنفسه فرصة لخوض التجربة بكل ما فيها من أحزان وأفراح خوفاً من الندم والخطأ.
ومن جهة أخرى انه يخاف ان يخوض تجارب الآخرين .. وفي النهاية من الأذكى..؟! لا أحد. لأن حياتنا ليست جداول منظمة.. تخطط وترسم على تجارب الآخرين.. فكل انسان له ظروفه وعواطفه.. وأحاسيسه .. وأسلوب تفكيره.. وبيئته وبالتالي له تجاربه الخاصة التي تجعله مختلفا عن الآخرين. فعلى الإنسان أن يكون ذكيا بالقدر الكافي الذي يجعله يصمد أمام أخطائه ويتعلم منها. ولا يقع في نفس الخطأ مرتين.. وأن يكون حريصاً وواعياً حتى لا يقع في أخطاء الآخرين. ولكن ليس به ان يكون غبياً لدرجة أنه يفقد كل شيء..؟!
|