* لندن اف ب:
وردت تفسيرات عدة لحرارة اللقاء الذي انعقد الثلاثاء بين المستشار الالماني غيرهارد شرويدر ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، من بينها انه محاولة لتقريب بين المانيا والولايات المتحدة اللتين «تسممت» الاجواء بينهما بسبب العراق.
واعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ان اللقاء الذي تم بين شرويدر وبلير كان «حارا جدا وغير رسمي».
وقد التقى بلير وشرودر في عشاء لم تشارك فيه شخصيات رسمية، وناقشا طوال ساعتين مسائل العراق وافغانستان وشؤونا اوروبية، كما اوضحت رئاسة الوزراء التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل.
وكان لافتا للنظر اختيار المستشار الالماني لندن بدلا من باريس للقيام بزيارته الرسمية الاولى الى الخارج بعد فوز حزبه الاشتراكي الديموقراطي المتحالف مع حزب الخضر في الانتخابات النيابية التي اجريت الاحد.
ورفض سفير المانيا في لندن طوماس ماتوسيك الادعاءات بأن زيارة شرودرالى لندن قبل باريس مؤشر الى برودة العلاقات مع فرنسا حيث فاز اليمين في الانتخابات الرئاسية والنيابية.
وأكد ماتوسيك لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان «شرودر قال في وضوح ان التوافق الفرنسي- الالماني بالغ الاهمية لمستقبل اوروبا لانه لن يحصل اصلاح للسياسة الزراعية المشتركة والتمويل من دون تعاون فرنسا».
واضاف «لا نستطيع القيام بذلك من دون فرنسا ولا نستطيع القيام به من دون البريطانيين، يتعين علينا القيام به مجتمعين».
وقد حاول ماتوسيك التقليل من اهمية الخلافات بين المانيا من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة ثانية، في موضوع العراق.
وقال «يمكن ان تحصل خلافات بين الاصدقاء، لكن من الضروري عدم اعطاء هذه الخلافات طابعا شخصيا وخصوصا بين حليفين قريبين».
واكد «اننا نتقاسم الاهداف الاستراتيجية نفسها، وهي تحرير العالم من اسلحة الدمار الشامل والارهاب».
وقد يؤدي لقاء شرودر مع بلير الى التقريب بين برلين وواشنطن في وقت اثارت معارضة المستشار تدخلا في العراق خلال الحملة الانتخابية توترا بين المانيا والولايات المتحدة.
واتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد شرودر امس الاثنين ب(تسميم العلاقات الالمانية - الاميركية» خلال حملته الانتخابية.وبلير الذي غالبا ما يضطلع بدور الوسيط بين اوروبا والولايات المتحدة هو الزعيم الوحيد على الصعيد الدولي الذي يؤيد التهديدات بتدخل اميركي ضد العراق.
|