«لِلوَطَنْ..
للِفَداءِ الذَّي..
يتباهى بِهاماتِنَا..
ويُحطّمُ فينا الوثَنْ..
نحتفي بالذي كانَ مِنّا..
على وَهَجٍ..
ونُباركُ ما لم يكنْ..»
وفي هذه اللحظاتِ لا أريدُ أَنْ أُدَبّجَ سياقاً خطابياً لا يمكن أن يحتفظ بأيّ رصيد مهما كانت درجة الانحياز، وإنما أشير بتلقائية ووضوح إلى أَنّ حضور «الوطن» في أيّ زمان وفي أَيّ مكان يعني الانتماء بمعناه الحقيقي، ويعني الأصل والفصل بأبعادهما الانسانية، وتَرِدُ كذلك جدليةُ الأخذ والعطاء بين «الوطن» و«المواطن»، ويَسْمُقُ الصدق في العمل والانتاج، ورفضُ الفَسَاد بأشكاله كلها..، ويسمُو الوفاءُ بما تقتضيه الأمانةُ وما يتطلبه الضميرُ الحيّ..
ويتحتم نبذُ النفاق بكلّ أنواعه، والتزلف بكلّ صيغه، ومحاربةُ جميع نماذج الرياء والتباهي بلا رصيد، كذلك من مقتضيات الوطنية الحقيقية إلغاءُ جميع أساليب «التّبجيل» الذي لا لزوم له وليس من باب إحقاق الحق، ولا من باب القول للمحْسن «أحسنت».. وقديماً قال شاعرنا:
لا تقلْ في الكريم ما ليس فيه وتُسَمِّ البخيل باسم الجواد |
بذلك.. وبما تَتَفَجَّرُ به عبقريةُ الوعي بالمواطنة.. نكون حقاً وصدقاً قد وقَّعنا على شُروطِ الوطنية المُثْلى التي لا تُلغي الشرطَ الإنساني فيها ولا تتجاهلُ الشّرطَ المدنيّ كذلك...».
|