Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصيدة قصيدة
العوامة
عبد الله الصالح العثيمين



سمعت صوت غمغمهْ
فشاقني أن أفهمَهْ
وقلت قد يفيدني
شخصيَّة معمَّمهْ
يجيد حلّ السحر والتمائم المطلسمهْ
ويقتني في عبِّه
لكل سر معجمهْ
فمثله من يدَّعي
أن الإله أكرمهْ
سألته فما وجدت
منه إلا بَرْشمهْ (1)
وبعد لأيٍ قال لي:
ما لي وما للغمغمهْ؟
إني امرؤ يخيفه
طريق أهل المشأمهْ
وبحث ما طرحتَه
مسألةٌ محرَّمهْ
فاذهب وفتِّش في زوايا السوق عن معلِّمهْ
قارئة الفنجال أدرى بالأمور المبهمهْ
وسرت معنويتي
مهيضةٌ محطَّمهْ
أجترُّ خطوي متعباً
صوب الزوايا المعتمهْ
وعندما وصلت خلت
القلب نال مغنمهْ
فربَّة التنجيم تزهو بارتداء الأوسمهْ
ومن بعيدٍ لوَّحت
بيدها الموشَّمهْ
سعيدةً بمن أتى
يسألها مبتسمهْ
قالت: جديرٌ بالحفيِّ أن يمدَّ درهمهْ
ناولتها ما قرَّرت
من أجرة مقدَّمهْ
ففكَّرت وقدَّرت
ثم انبرت مكلِّمهْ
الصوت ذو سمعته
بُشرى بخَودٍ مغرمهْ
تأتيك من عليائها
رضيَّةً مستسلمهْ
فاحرص على استقبالها
عزيزةً مكرَّمهْ
واعلم بأن نسلها
يرضيك يوم الملحمهْ
كأنه عند النزال خالدٌ أو عكرمهْ
يُعدُّ منذ المهد للمجد العظيم سلَّمهْ
وغادةٌ كأنها
حوريةٌ مجسَّمهْ
تذوب أينما خطت
عذوبةٌ ومرحمهْ
وتجعل البيت السعيد تحفةً منمنمهْ
وهكذا ألفيتها
مما أريد مُعدمهْ
وعدت أدراجي كقنَّاص أضاع أسهمهْ
وقلت في نفسي غدي
قد أستطيب مقدمهْ
وينجلي عن خاطري
حزُنٌ شربت علقمهْ
لا يأس رُبَّ أهبلٍ
جوابه ما أحكمهْ
حجَّته جاهزةٌ
ممهورةٌ مختَّمهْ
وألف عصفوريةٍ
بمثل هذا متخمهْ
وما إن انجال الدجى
ولفَّ صبحاً أنجمهْ
حتى غدوت والتقيت أنفساً مزدحمهْ
سألت منهم واحداً
ذا هيئةٍ مهندمهْ
فكان لي ما أبتغي
إذ حفَّت البشرى فمهْ
وراح يشدو طرباً
بلهجةٍ منغَّمهْ:
«وجدتها وجدتها»
هذاك صوت العولمهْ
تلك التي أصداؤها
بين الورى مدمدمهْ
البعض يجري نحوها
يأمل فيها بلسمهْ
والبعض يخشى أنها
لقهره مصمَّمهْ
لكنني من خبرتي
بالحِيَل المنظَّمهْ
أدرك معزى عدوها
بخيلها المسوَّمهْ
وإن ترد شرحتها
شرحاً مثاليَ السَّمهْ
فقلت: هيَّا واختصر
ما شئت أن تقدِّمهْ
فقال في عبارةٍ
رصينةٍ ومحكمهْ
جواب ما سألت عنه سوف أجلو مبهمهْ
أن تحكم الدنيا عصاباتُ ابتزازٍ مجرمهْ
تفعل ما يحلو لها
باطشةً مهدَّمهْ
لأنها في العالمين الخصمُ والمحكَّمهْ
ومن يفُه بكِلْمةٍ
عن جورها أو مظلمهْ
غدا سليمُ رأسه
جمجمةً مهشَّمهْ
وأن تظل أمتي
مهانةً مشرذمهْ
يزيدها مرَّ الليالي فرقةً وأقلمهْ
وأن يُرى أحرارها
أفواههم مكمَّمهْ
كيلا تُمسَّ كبرياء النخبةِ المنعَمهْ
والخيل عن جموحها المخيف تُبقى ملجمهْ
هذا الذي أعرفه
عمَّا يسمَّى العولمهْ

(1) البرشمة: التحديق بالنظر.
* « تلقى كاتب القصيدة دعوة كريمة من جمعية بيروت للتراث للمشاركة في مؤتمرها الذي انعقد ثلاثة أيام «10 12/9/2002م» بعنوان «تراثنا: الواقع والمستقبل في ظل العولمة» وفوجئ أن اسمه قد أدرج في البرنامج على أساس أنه سيلقي شعراً بالمناسبة. فكتب هذه الأبيات إجابة للموقف السار الذي وجد نفسه فيه. على أنه لم يقتصر على إلقائها وحدها وإنما ألقى معها قصائد أخرى».

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved