المرأة متهمة دائماً بأنها أكثر حرصاً من الرجل على إخفاء عمرها الحقيقي، وهي تهمة صحيحة لاشك فيها تمارسها معظم النساء إن لم يكن كلهن، وهذه الصفة لا تخص المرأة العربية وحدها، بل تخص نساء العالم جميعاً، ويقال: إن أحد الرؤساء الأمريكان تهكم على هذه الحقيقة عندما سئل لماذا لا تتولى المرأة الأمريكية الرئاسة؟ فقال ببساطة: لأنه لا توجد امرأة أمريكية تعترف أنها بلغت سن الأربعين!؟
وهذه حقيقة تنطبق على معظم النساء لأنه يبدو أن سن ما قبل الأربعين مرتبط في أذهانهن بالشباب والأنوثة.
كذب من قال: إن سن اليأس يبدأ عند المرأة بعد الأربعين.. إشاعة أطلقها رجل لا يعقل فصدقتها من لا ثقة في أنفسهن بأنوثتهن وشبابهن، فالعمر في نظري لا يعد بحساب السنين، ولا بدقات الساعات والثواني، بل يعد بإحساس القلب وحيوية الروح ونشاط الجسد.
إن الذين يقعون ضحايا الإحساس باليأس والخمول هم الذين يصلون للشيخوخة والهرم حتى ولو كانوا في سن العشرين أو الثلاثين أو الأربعين وما أكثر ما يحدث هذا بين النساء، فهناك المرأة التي تتزوج قبل سن العشرين فلا تصل الثلاثين إلا وقد أحست بالكبر والشيخوخة فكلما كبر أولادها تنازلت عن قطعة من إحساسها بالشباب، فإذا تزوجت إحدى بناتها نراها وكأنها قد وصلت سن الخمسين، والعيب في هذا النوع من النساء، وفي نوع الحياة التي يعشنها، وليس في الزواج المبكر.
فالمرأة تستطيع أن تحتفظ بشبابها سواء تزوجت مبكرة أو متأخرة، المهم أن يكون الإحساس بالشباب كلمة السر في حركة حياتها.. أن يكون قلبها نابضا بالحب والأمل، وأن تكون روحها وثابة طموحة وأن ينعكس هذا الأمل، وهذا الطموح على جسدها فتتعهده بالعناية والرياضة والاهتمام وما أكثر الأمهات اللاتي نراهن ينافسن بناتهن شباباً من خلال الشعور العميق والأصيل بالحياة وبجمالها.
إن عمليات التجميل وأدوات التجميل وألوانه الزاهية لا تكفي أن تعيد المرأة إلى الشباب الذي بدأت تتوارى ملامحه، وإذا أعادت هذا الشباب للحظات خادعة براقة فإنها لا يمكن أن تعيد الشعور به إلا إذا كان هناك شعور به بالفعل، وإن هذا «الإحساس» إذا ما ملأ القلب دب في كيان الجسد كله وضخ فيه دماء حارة تجدد الحياة وتعيد إليه الشباب.
في هذه الحال فقط تستطيع المرأة أن تنكر عمرها الحقيقي بحساب السنين إذا تمكنت من الإبقاء على شبابها وضبط ساعات عمرها على دقات قلبها ومشاعره وحركة جسدها ولياقته، تستطيع المرأة أن تعيش بلا مساحيق.. وأن تحرق طاقة السنين بالعمل المستمر، وتشعر أن حياتها تزداد نشاطاً وشباباً ورواء، وكلما رأت ابنتها تكبر أمامها سنة بعد سنة ترى شبابها فيها ولكنها تشعر بعمق وصدق أنها شابة مثلها !!.
|