Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الإعلام العربي والحملة الأمريكية ضد الإرهاب!!! الإعلام العربي والحملة الأمريكية ضد الإرهاب!!!
د. حامد بن مالح الشمري

ارتكبت القوات الصربية وبمباركة ودعم مباشر وغير مباشر من المجتمع الأوربي وصمت وتجاهل أمريكي واحدة من أفظع وأبشع جرائم التطهير العرقي في حروب البلقان. فلقد قتلت القوات الصربية نحو ثمانية آلاف من الرجال والنساء والأطفال من البوسنيين في يوم واحد عام 1995م!!! وهؤلاء المسلمون العزل الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة قد جمعوا في مكان واحد (سربرنيتشا) أعلنت الأمم المتحدة أنه منطقة آمنة ومحصنة وهو بالفعل مكان آمن ومحصن تحرسه قوات حفظ السلام من الدول الغربية!! ولكن لتسهيل مهمة مجرمي وارهابيي الصرب ومن خلفهم قوات حفظ السلام وقوات الأمن التابعة للأمم المتحدة لتنفيذ تلك المجزرة البشرية البشعة المخطط لها ضد المسلمين في سربرنيتشا وأيضاً في أقاليم ومدن البوسنة والهرسك، ومن المؤسف أن تلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والدول لا تفرق بين الضحية والجلاد خصوصاً إذا كان العرب والمسلمون طرفاً في القضية!! إن غياب الإعلام العربي والإسلامي في متابعة وابراز قضايا الأمة وفضح وتعرية الارهاب الموجه للمسلمين من قبل اعدائهم ومناصرة الحق والدفاع عن المسلمين اعلامياً في كل أصقاع المعمورة يعكس الصورة الانهزامية المؤلمة التي يعيشها العالم العربي والإسلامي سياسياً واجتماعياً.
لقد كرس الإعلام العربي كل امكاناته في زيادة معدلات الاحباط والتضليل لشعوب الأمة المسلمة وحرص على ترويض عقول الشعوب بتقبل ما يخطط له الأعداء واستحسان ادعاءاتهم الباطلة وغرس مفاهيم الغرب الماكرة في عقول الناس ومنها الارهاب بالمفهوم الغربي والذي أصبح غطاء لأمريكا وحلفائها لممارسة شتى أنواع الخداع والارهاب الحقيقي ضد شعوبنا، بل إن الإعلام العربي -وبكل أسف- أصبح يردد ما تتناوله وسائل الإعلام الأمريكي والغربي حول الخطط والمؤامرات الاستعمارية ضد أمتنا الإسلامية. ويسعى لتوجيه وتوظيف امكاناته في تغذية عقول الشباب والشابات بكافة فنون الطرب والرقص وتقديم أنواع متعددة من البرامج الهزيلة والمستوردة من الثقافة الغربية المنتهية الصلاحية التي لا تخدم شرائح المجتمع توعوياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً وتربوياً والتي من المفترض أن تعكس واقع قيم وثقافة وقضايا وحاجات المجتمع. ان تراثنا العربي والإسلامي غني ولله الحمد بالكثير من القيم والفضائل والاختراعات والعادات الطيبة التي تستحق أن يتعلمها ويعرفها أبناء شعوب الأمة الإسلامية خصوصاً ونحن نعيش عصر البث الفضائي المكثف المليء بالغث والهزيل.
وإن فضائح مذبحة سربرنيتشا وغيرها من الجرائم الارهابية الأخرى التي ارتكبت بحق المسلمين في أقاليم البلقان أو في باقي دول العالم نشرت من قبل بعض وسائل الاعلام الغربي وان كان ذلك على استحياء كبير!! ولعل المتابع لهذه الأحداث يعرف ما تلى ذلك من اعترافات رسمية من بعض الحكومات الغربية أدى إلى استقالة الكثير من الوزراء والمسؤولين من مناصبهم كنتيجة مباشرة لهذه الفضائح البشعة بحق المسلمين في سربرنيتشا وغيرها من بلدان البوسنة والهرسك. والشعب المسلم وبكل حسرة وألم له أن يتساءل: أين دور الاعلام المسلم بكافة ادواته وخصوصاً أننا نعيش عصر المعلومات والتقنية المتطورة التي جعلت من العالم قرية صغيرة؟! ولماذا لا يتم تسخير هذه الامكانيات لخدمة قضايا الأمة!! أم أن ذلك ليس من حق الأمة المسلمة؟ أم أن الاعلام العربي ضعيف ومكبل ويتم تحريكه بالريموت كنترول!!
لا شك أن الاعلام بكافة وسائله وأدواته له دور كبير ومؤثر في خدمة قضايا وتوجهات الأمة والنهوض بمجالات التطوير في كافة الاختصاصات. فهذا الاعلام الأمريكي يصول ويجول في العالم وفق أنماط وممارسات اعلامية متعددة، فنجده تارة يوجه كافة امكاناته لخدمة مصالح وهيمنة وخطط ومطامع أمريكا الاستراتيجية، وتارة يأخذ شكل النقد والتوعية الموجهة أو غير ذلك. ولعل المتابع للإعلام الأمريكي اليهودي يعرف الاستراتيجية التي يقوم عليها هذا الاعلام النافذ فهو يقوم على استخدام أساليب متنوعة من أجل تضخيم الحدث اعلامياً لغسل أدمغة الشعوب وترويض واقناع الرأي العالمي لتبرير وتقوية موقف أمريكا تجاه القضية أو الهدف الذي تم اقراره في دهاليز اتخاذ القرار الأمريكي وجعل المجتمع الدولي يقبل بالأمر الواقع، وهذه الحملة الاعلامية المكثفة تسبق البدء رسمياً في اتخاذ خطوات تنفيذية.
والحقيقة ان الاعلام الأمريكي جزء أساسي من العملية السياسية الأمريكية، فهو المصدر والقوة الأساسية لخدمة قضايا ومصالح أمريكا. وكما يعرف الجميع بأن اليهود أصبح لهم نفوذ قوي في كافة الدوائر السياسية الأمريكية من خلال سيطرتهم على المال والصحافة والقنوات الاخبارية والصحف الأمريكية ومن هذه القنوات الاخبارية Fox-News, NBC, ABC, CNN والعديد من الصحف الأمريكية الشهيرة. وهناك مقولة مشهورة للحاخام اليهودي راشورون عندما قال: «إذا كان الذهب والمال هما قوتنا الأولى للسيطرة على العالم، فإن الصحافة والإعلام يجب أن تكونا قوتنا الثانية». وهذا هو واقع الحال للصحافة والاعلام الأمريكي اليهودي الذي يحقق أهداف أمريكا والدولة اليهودية في السيطرة على العالم من خلال مخططاتهم التوسعية التي أصبحت مكشوفة للجميع.
إن سيطرة اليهود على وسائل الاعلام امتدت إلى القارة الأوربية وهم سائرون على هذا النهج التوسعي والتغلغل إلى كافة قارات دول العالم وصولاً إلى الدوائر السياسية والاقتصادية الأكثر تأثيراً في اتخاذ القرار. فالحملة ضد الارهاب «الحملة الصليبية» هي صناعة اعلامية أمريكية يهودية تم اعدادها واخراجها بشكل مدروس ودقيق من قبل خبراء وصناع القرار وتم عرضها وتقديمها للملأ من خلال أشهر وسائل الاعلام الأمريكية والأوربية وصولاً إلى مئات الملايين من المشاهدين في أمريكا وأوربا وأمريكا اللاتينية ودول آسيا وباقي أنحاء العالم وعلى مدار عشرات السنين، وهي بالطبع حملة موجهة ضد الدول الاسلامية وعلى وجه الخصوص الدول العربية لأن الارهابيين حسب تعريفهم ورؤيتهم هم بالدرجة الأولى من المسلمين العرب، والارهاب من وجهة وأهداف أمريكا ومن سار على شاكلتها من الدول الأوربية وغيرها من الحلفاء هو كل عمل جماعي أو فردي على مستوى الدول أو الشعوب يتعارض مع مصالح ومطامع أمريكا وحلفائها الاقتصادية والدينية والسياسية، ولعل الكثيرين من أبناء شعوبنا لا يعرفون بأنه يوجد في أمريكا لوحدها مائتا منظمة ارهابية لها نشاطات اجرامية كبيرة داخل وخارج أمريكا راح ضحيتها آلاف البشر ومع هذا لا يجرؤ الاعلام العربي أو غيره على التحدث عن ذلك بل ان المنظمات الارهابية والمافيا الدولية والموساد الاسرائيلي في أوربا وأمريكا اللاتينية والتي كانت هاجس الدول في السبعينات والثمانينات أصبحت أكثر نشاطاً وتحرراً بعد الحادي عشر من سبتمبر، لأن دائرة الارهاب أصبحت ضيقة ومحصورة على شعوب الدول العربية والإسلامية. وما فعلته أمريكا في الشعب الأفغاني الفقير أو غيره من شعوب الدول الأخرى التي طالها ظلم أمريكا أو ما ارتكبه الصرب في سربرينتشا أو ما يفعله الصهاينة من جرائم ارهابية في فلسطين هو لا يدخل تحت دائرة الارهاب من وجهة نظرهم وانما هو حق مشروع لهم في تحقيق أهدافهم الواهية واسترجاع حقوقهم والدفاع عن حرياتهم ومعتقداتهم، بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى القاء تهمة الارهاب على من يقوم بتحكيم كتاب الله والعمل بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من القيام بأعمال الخير والبر والاغاثة والتبرع للشعوب المحتاجة والمنكوبة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن ذلك يقع تحت دائرة الارهاب حسب الاستراتيجية الغربية، أما ما تفعله الحملات التنصيرية في أفريقيا وآسيا والتي تحظى بدعم مالي ومعنوي وسياسي كبير وغير محدود من أمريكا والحكومات الغربية فهو من الأعمال الانسانية وكذلك ما يتبرع به الملايين من شعوب تلك الدول الغربية في تقديم الأموال الكبيرة لتلك المنظمات والتي تفوق العديد من ميزانيات الدول العربية مجتمعة فهو أيضاً من الأعمال الخيرية؟!!
إن اعلان الحرب من وجهة نظر أمريكا وحلفائها هو لكسب المزيد من الغنائم والظفر بعقود طويلة الأجل وعالية الربحية وعلى حساب مستقبل شعوب العالم من أجل استنزاف ثروات ومقدرات الأمة المسلمة تحت شعارات ووعود زائفة وخادعة فهي من قبيل المسكنات التي ألفها الشارع العربي عبر عقود طويلة بلا فائدة، فقد حفظ الطفل العربي عبارات.. تم كسر دائرة المأزق أو الطريق المسدود للعودة للمفاوضات.. تم تحريك جهود السلام..، التأكيد على مسارات السلام!!.. تطابق وجهات النظر مع راعي السلام.. أمريكا ملتزمة بالسلام..، العمل على تهدئة الوضع أو بعبارة أصح وأدق القضاء على المقاومة المشروعة..!! وغير ذلك من العبارات والمصطلحات السياسية المقتبسة والتي كلفت شعوب الأمة الإسلامية الكثير من ضياع الحقوق والاحباط والانسحاب من المواجهة المشروعة مع الدوائر السياسية العالمية.
والملاحظ بعد الحادي عشر من سبتمبر «المشؤوم» بأن الحريات والقيم التي تكفل بها وحفظها الدستور الأمريكي أصبحت منتهكة، بل إن الكثير من العقلاء والأكاديميين الأمريكيين يصفون سياسة بلادهم الخارجية بالمتخبطة والخرقاء والبعض يصف حكومة بوش بحكومة المصائب، بل إن البعض لا يتردد بوصف بعض أعضائها بالارهابيين، وهذا ما جعل أمريكا تفقد مصداقيتها واصدقاءها بصورة كبيرة في العالم العربي والإسلامي وكذلك في أوربا ودول آسيا فقد أعلنت الخارجية الأمريكية أنها سوف تعقد مؤتمراً في أكتوبر القادم لمناقشة تزايد العداء والكراهية لأمريكا من شعوب العالم؟!!. وما علمت أمريكا وحلفاؤها بأنه عميت أبصارهم وعقولهم عن العدالة الإلهية مما جعلهم في هذا الوضع المتدهور سياسياً واقتصادياً، وكما يقال فإن البعوض لا يولد إلا اذا كان هناك مستنقعات. لابد لأمريكا أن تعالج أسباب الارهاب، لأن القضاء على مجموعة من الارهابيين ربما يتحقق، لكن الفكر الارهابي لا يمكن القضاء عليه إلا إذا تم معالجة الأسباب المؤدية لذلك.
معالجة هذا الموضوع بشيء من التعسف والقهر والغطرسة والانفراد بالقرار وتهميش المجتمع الدولي والتسلط كلها تعمل على اتساع وتأصيل هذه المشكلة عالمياً. الاعلام الأمريكي والغربي دائماً ما يبحث عن ذرائع ودعاوى باطلة ويحرص على بث معلومات مضللة وزائفة لتحقيق مخططات الغرب الكيدية الاستعمارية للأمة المسلمة. فهذا جيش العدو الصهيوني المدجج بكافة أنواع السلاح الأمريكي الأحدث تطوراً في العالم للحرب والدمار يوظف ضد شعب أعزل لا يملك أي نوع من الأسلحة التي تملكها أفقر دول العالم!؟ ومع هذا فان مقاومة الشعب الفلسطيني ممثلاً بأطفاله وشبابه وشيبه ونسائه ضد المحتل الصهيوني الذي لا حدود لأطماعه التوسعية هو ارهاب في نظر الغرب، وكل من يمد يد العون للفلسطينيين هم ايضا ارهابيون، بل ان امريكا اشترطت على الدول العربية ان تدين المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد ما يواجهه افراد الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وهدم ومصادرة الاراضي والمنازل وحرمانهم من ادنى الحقوق والخدمات الانسانية واعتبار مقاومة الشعب الفلسطيني مقاومة ارهابية تستحق سحقها بالدبابات وطائرات الاباتشي وال «اف» خمسة عشر وكل الوسائل العسكرية الاخرى كشرط اساسي لاعادة المفاوضات الوهمية!؟ ان الآلة العسكرية المدمرة التي تمارسها اسرائيل ضد شعب صاحب حق لا يمكن ان يتحقق بها السلام ولا يمكن لراعي السلام «كما يقال»!! ان يخطو خطوة واحدة تجاه السلام ما دام يتبنى ويؤمن بالسياسة الصهيونية القائمة على سفك الدماء ومصادرة الحقوق، وكان الاولى لراعي السلام ان يوظف امكاناته في احقاق الحق والعدل ومناصرة الشعوب المتضررة. اما ما تقوم به امريكا واسرائيل وحلفاؤها من التنصت على جميع المكالمات الهاتفية من والى العالم العربي والاسلامي وكذلك تعقب شعوب العالم وخصوصا الجاليات المسلمة وارتكاب العديد من الاغتيالات والتحقيقات والمضايقات ضدها بدون توفر اي دليل ملموس تجاه تورط هذه الجاليات بأي عمل مخالف للانظمة، بل وصل الامر الى حد طرد بعض المسافرين العرب والمسلمين من الطائرات الامريكية والاوروبية فقط لان اسماءهم او اشكالهم توحي بأنهم عرب او مسلمون وغير ذلك من الممارسات القهرية والتعسفية فماذا يقال عن ذلك وتحت اي عرف او نظام يصنف ويعرف ذلك؟!
ومن جهة اخرى فان امريكا تحرص على اصدار القرارات الدوليةوالالتفاف عليها والتي تسمح لها بانتهاك المعاهدات الدولية لتحقيق مصالحها ومطامعها حتى لو كان ذلك على حساب حقوق وحريات شعوب العالم!!؟؟ لاشك ان حال لسان الشارع العربي يقول كفى استجداء واستعطافا للآخرين، وكفى شجبا ومسؤولياتنا واخفاقاتنا المتكررة والتصدي لها بعزم وارادة والعمل الجاد لاصلاح ما يمكن اصلاحه. لابد من البحث في اصول الازمات وفق ادوات البحث العلمي حتى نستطيع تشخيص المرض واسبابه ومن ثم وضع الحلول العلاجية المباشرة دون جعل هذه المشاكل تتراكم بعضها فوق بعض مما يصعب معه العلاج او حتى التدخل الجراحي! نحن امة الاسلام ضد الارهاب بمعناه الحقيقي والاسلام لا يقر قتل الابرياء ولا التشجيع عليه ويدعونا لازالة الظلم ومناصرة المظلوم والتسامح والتعايش والحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة واعطاء كل ذي حق حقه قال تعالى:
«يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة»
ولكن ماذا عمن يسعى بشتى الوسائل لالحاق اشد الضرر والاذى لاذلال واضعاف الامة الاسلامية وجعلها في ذيل الدول المتخلفة سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا، بل وصل الامر الى ان يتم ارهاب الدول العربية من خلال التهديد والاعلان لتغيير النظام التعليمي او الخطاب الديني او النظام السياسي، وهم ايضا مستمرون بوضع الخطط الذكية لاستمرار تدفق اموال واستنزاف خيرات ومقدرات الامة الاسلامية وتوظيفها في رفاهية واستقرار شعوبهم وفي نفس الوقت حققوا مبتغاهم في جعل الدول الاسلامية خانعة مستسلمة ومستهلكة لغثهم وهزيلهم بما في ذلك تصدير المخلفات الامريكية!! الا يعتبر ذلك من الارهاب المنظم؟! فلا غرابة عندما وصف الرئيس الامريكي بوش السفاح المجرم شارون بأنه رجل السلام فهذا وصف صحيح لان امريكا ترى وتؤمن بأن اسرائيل شريكها وحليفها الاستراتيجي وانهما في خندق واحد ضد الارهاب الذي صنع بعقول امريكية يهودية حققت لهم اهدافهم فاي سلام وخطط سلام ترتجى بعد ذلك؟ وماهي جدوى الركض واللهث وراء راعي السلام لعقود طويلة من الزمن بلا فائدة حقيقية!! وهل العمل السياسي اصبح لدى بعض العرب الظهور اعلاميا والتجول والتسابق لكسب الود الامريكي!!؟ والبعض يحرص على عدم اغضاب الادارة الامريكية خوفا على مصالحهم ولعل ما سهل من مهمات الدول الغربية في عدم مناصرة قضايا الدول الاسلامية لاعتبارات عقائدية راسخة في اذهان الغرب هذا من جهة ومن جهة اخرى الى ضعف وتفكك حكومات الدول المسلمة وغياب وحدة الصف العربي وتغييب المشاركة في معالجة واتخاذ القرارات المصيرية، مما جعل التخلف والتشتت والتناحر والفقر سمة المجتمع العربي والاسلامي رغم ما تملكه الامة العربية من ثروات وخيرات وامكانات كبيرة وكفيلة بتقدم ورفاهية شعوبها، ولعل التباعد الكبير بين الحكومات وشعوبها ادى الى انعكاسات واخفاقات في ادارة قضايا وهموم الامة وتوصيل رسالة الشعوب المسلمة وغضبها الى حكومات الدول الاخرى وتوضيح مفهوم ومضامين المقاومة والارهاب من وجهة نظر الاسلام.الدول الاسلامية بحاجة الى ان تتفهم احتياجات شعوبها والعمل على بناء جيل يملك سلاح المعرفة والعلم والابداع والمشاركة الفعالة في الدفاع عن قضايا الامة ولابد من وضع الخطط الاقتصادية والتعليمية والتصنيعية والتكنولوجية لبناء مجتمع صناعي واقتصادي وعسكري قادر على المواجهة والدفاع عن مكتسبات ومقدرات الامة الاسلامية ويملك الولاء الكبير لدينه ولاوطانه.
امتنا العربية بحاجة الى رفع درجة التجانس والتقارب مع شعوبها لان الشعوب هي التي تملك وسائل الدعم والمساندة لدولها سياسيا واقتصاديا وعسكريا والتي يحسب لها الآخرون الف حساب.
امتنا الاسلامية بحاجة ماسة الى اعلام متكامل موثوق يحفظ لها حقوقها ويدافع عن قضاياها المصيرية وكذلك الحاجة الى اعلام حر واقعي مسؤول بعيد عن المهاترات والمزايدات او التزييف والتضليل، لابد من ايجاد اعلام توعوي عقلاني يحفظ لشعوبنا احترامها وقيمها ومكتسباتها ويرفع درجة الوعي والحيطة من الاخطار العديدة المحدقة بأمتنا من كل اتجاه.
امتنا الاسلامية بحاجة الى ممارسة النقد الصريح البناء المسؤول دون حرج وتقبل ذلك والترحيب به بصدر رحب لنقد الذات ومحاسبة ومعالجة مشاكل الامة الادارية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية وغير ذلك ما دام الهدف منه هو الاصلاح والمصلحة الوطنية وتقويم الاخطاء والاعوجاج وايجاد الحلول والبدائل لمعالجة مجالات القصور.
ديننا الاسلامي الحنيف يأمرنا بالمساواة والمعاملة الحسنة والعدل وعدم التمييز او الظلم والقهر وكذلك يحثنا على الاتقان والامانة في العمل والمساءلة ومحاسبة المقصر والعمل الشوري في كل صغيرة وكبيرة وغير ذلك من القيم الاسلامية الصالحة في كل زمان ومكان، والتي متى عملنا وتمسكنا بها في دولنا الاسلامية فان الفلاح والخير والنصر سوف يكون معنا ومن نصيبنا بإذن الله. ان تفعيل ادوات الاعلام والنقد البناء المسؤول وجعلها تمثل الساعد الايمن للقوة السياسية للدفاع عن قضايا الامة وايضا بالتأكيد تساعد على تسريع نهضة وتطور وتقدم امتنا الاسلامية في كافة المجالات، وهذا الاسلوب وان كان البعض لا يتقبله هو اسلوب حضاري يهدف الى رفع درجة الشفافية ونقد الذات ومحاسبة المتهاون والمتلاعب بمقدرات ومصالح الامة وكذلك اشراك الجميع في بناء نهضة بلادهم وتحمل المسؤولية الجماعية.

(*) مدير ادارة الدراسات بمجلس الشورى

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved