تزخر بلادنا الغالية كغيرها من بلدان العالم بالمواهب المتعددة سواء في مجال الفكر والأدب واللغة والثقافة أو الصناعة والتقنيات العلمية أو المواهب الفطرية في مجال الرسم والتمثيل والخط العربي والموسيقى والغناءوخلاف ذلك من مواهب عديدة يتميز بها الجنس البشري.. والانسان بما حباه الله سبحانه وتعالى من مواهب سواء كانت فطرية او مكتسبة بالتعليم والتدريب يظل بحاجة ماسة الى رعاية هذه الموهبة وصقلها ومتابعتها لكي تتضامن وتتطور هذه الملكة الابداعية أو هذه الموهبة أياً كانت.
وحديثي هذا اليوم يتمحور حول المواهب التي يزخر بها عالم الفن التشكيلي سواء كانت هذه المواهب في الرسم أو التصوير أو النحت والتصميم والخزف أو الجرافيك أو خلافه من مجالات الفنون التشكيلية.
اقول ان المتابع لانتاج الطلاب في مدارس التعليم العالي يلاحظ وجود مواهب مبكرة وامكانيات فنية جميلة لدى بعض الطلاب لكنها فقط تحتاج الرعاية والتشجيع والصقل والتدريب، فكم من معرض مدرسي أو طلابي لقطاع تعليمي ما قدم عينات مشجعة موهوبة تحتاج للتواصل مع العطاء التشكيلي والابداع فيه لكي تصل الى مرحلة متقدمة جداً من النبوغ في هذا الجانب.. والمتابع أيضاً لهذه المواهب يجد أو يلاحظ ان معظمها يذوب أو يتلاشى في مهده في ظل غياب الرعاية والدعم والتشجيع وعدم اتاحة الفرصة لها للتواصل مع هذه الهواية.
وكما نعلم جميعاً ان الساحة تفتقد بالفعل الى مراكز مخصصة بشكل جدي ومدروس لهذه المواهب الفنية لكي تقدم لها الدعم والرعاية وفق جو يتم تهيئته تخصيصاً لهذا النوع من النشاط والتهيئة التي اتمنى ان تحدث هي التهيئة الجادة بالفعل من خلال قاعات وصالات وورش عمل مهيأة بالعدة والعتاد وبالمختصين المؤهلين في هذا الجانب والذين ومن خلال خبراتهم قادرون على ان يولوا تلك المواهب الرعاية والصقل والتدريب عبر قنوات تعليمية وتقنية وأدائية واعية بل ان من واجب جهات كوزارة المعارف وهي الجهة التي تتولى الطالب منذ بداياته ان تتولى بالفعل هذه المسألة وتوليها عناية أكبر ورعاية افضل وفق مراكز «جادة» متخصصة لهذا الجانب الابداعي الجميل لاننا ومن واقع متابعة لاحظنا وجود مواهب هائلة في مجال الفنون التشكيلية لكنها اي هذه المواهب تحتاج الى الرعاية والتشجيع.
اتمنى أن يكون هناك التفاتة جادة لمثل هذا النوع من المراكز المتخصصة لكي تساهم في تقديم خدمتين هامتين تأتي رعاية المواهب وتشجيعها أولاً وقضاء وقت الفراغ بما هو نافع ومفيد ثانياً.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.
| 
