Thursday 26th September,200210955العددالخميس 19 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تلميحة تلميحة
المرأة وقدرتها على كشف زوايا الجمال
محمد المنيف

يخجل البعض من القول أن كل شيء جميل في منزله من اختيار زوجته، يأتي الخجل نتيجة لعقد اجتماعية أكل عليها الدهر وشرب كانت المرأة (الزوجة) مهمشة فيها وفي كل شيء حتى من أقل حقوقها كالابتسامة أو المزاح، أشياء وأشياء لم تكن مستحقة ان يتواصل معها أو يتوارثها أو يتعاقبها الأجيال فأسقوطها من حياتهم الجديدة معترفين بأن المرأة جزء لا يتجزأ من بناء المجتمع بكل تفاصيله حتي واقعه الاقتصادي والسياسي. من هنا نعود لما اعنيه وهو دور جمال المرأة في تجميل الحياة وإضفائها كل ما هو رائع في الشكل والمضمون ابتداء بالمشاعر الصادقة والعاطفة الجياشة امام ما يمتلكه الرجل من جفاف وتصحر فيها وصولا إلى الماديات الملموسة في كل ما يحيط بنا. ولنا ان نتخيل منزلا يعج بالجمال بما يظهره من حسن اختيار وذكاء في تجميله واستغلال كل مساحة منه بوجود القطع الفنية أو في روعة تنسيقها مع ما يفيض به من حب وحنان حتما سيكون وراءه امرأة. ومهما حاول أي رجل أن يتجاهل دور المرأة في جمال الحياة إلا أن الواقع يخالفه والشواهد كثيرة، فللمرأة عالمها الجمالي المتميز بما تمتلكه من ملكات في عقلها ووجدانها تفوقه بها وفي مقدمتها القدرة على أن تجعل من منزلها جنة في الأرض بشرط أن تجد التشجيع من الرجل وان يتيح الفرصة لها وأن يصمت وينتظر النتائج. لقد حاول الرجل ان يأخذ ما ليس له في عالم الديكور المنزلي ورغم ذلك لم يصل إلى مستوى المرأة المهندسة في نفس المجال لوجود فارق كبير في الإحساس بالمكان، فالرجل يري ان المنزل مكان يستريح فيه بضع دقائق أو سويعات عابرة ليعود لمكتبه أو متجره أو لمكان تجمع الاصحاب حتى وقت متأخر من الليل، بينما المرأة ترى في المنزل عشها الصغير الذي يحتضن كل لحظات السعادة ويلملم شملها على مدار ساعات النهار، ولهذا تختلف الكيفية التي سيظهر بها هذا العش بين الاثنين حتى في إحساس الرجل بمحيطه المنزلي بان يترك الاختيار لمهندس ديكور يفعل ما يراه بينما المرأة تفعل ما تشعر انه الأفضل ويبقى هذا الشعور ملازما لها فهي حريصة على كل جزء بنته بيدها أو قامت بتوزيعه وإضافته قطعة قطعة لا يمكن أن تفرض فيه ففي كل منها معانٍ جميلة وصوت يأتي من الماضي بكل ذكرياته العطرة خصوصا اذا كان الاثنان قد ساهما في بناء العش (المنزل) مهما صغر حجمه أو مساحته.
هذا الموضوع جاء نتيجة زيارتي لمنزل احد الأصدقاء الأعزاء وكان وقتها في اعلى درجات السعادة بمنزله الذي اكمل بناءه وتأثيثه ويعتزم السكن فيه، كان يشير إلى كل جزء منه ابتداء من التصميم الإنشائي للمبنى مرورا بالدهانات ووصولا لقطع الأثاث وهو يقول انها نتيجة دراسات مشتركة ومستفيضة بينه وبينها (زوجته) دون أدنى ترددد أو خجل فاعتقدت انه أول الرجال الشجعان بل اصدقهم وأكثرهم وفاء بل أكثرهم تحقيقا للسعادة. ففي قادم أيامه سيذكر لابنائه حكاية كل قطعة في منزله مغلفة بأسمى معاني الحب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved