تحتفل المملكة العربية السعودية شعباً وقيادة هذه الأيام بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، تلك البلاد التي كانت مناطقها وقراها وهجرها متناثرة متناحرة، يطبق عليها الجهل والفقر والمرض.
اليوم نعيش في بلاد مترابطة متوحدة تخضع للدين الواحد والقيادة الواحدة، والاستقرار الذي ينعم به القوي والضعيف في إطار وحدة واحدة.
الهجر تحولت الى قرى والقرى تحولت الى مدن والمدن تحولت الى مناطق متطورة تربط بينها طرق عملاقة وليلها كنهارها لتوفر أحدث تكنولوجيا الكهرباء ووسائل الاتصال معظم المدن فيها مدن جامعية بالإضافة للجامعات الموجودة في معظم مناطق المملكة العربية السعودية.
إن القيادة السعودية تعمل بكل جهد لنشر التعليم والمشافي في مدن وقرى ومناطق المملكة. وتحاول بكل السبل والطرق والوسائل تلمُّس اهتمامات الشعب السعودي ورغباته لتحقيقها. ولعل الاتجاه الذي بدأ بإنشاء مجلس للشورى مع الرغبة في تطويره بما يتلاءم وخصوصية المجتمع السعودي والانسجام مع ما هو متعارف عليه في الدول العربية والإسلامية والدولية. والعمل على انشاء مؤسسات المجتمع المدني ومن ذلك الموافقة على تكوين جمعية للصحفيين وغيرها من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني مثل اللجان المتعلقة بالعمل والعمال وتوسيع هذا الاتجاه ليشمل كل فئات النشاط الاجتماعي والشعبي. بحيث يكون للمجتمع السعودي رأي ومشاركة فيما يتعلق بحياته ونشاطاته واهتماماته، ومصالحه الوطنية والإسلامية والدولية.
إن ذكرى اليوم الوطني تتطلب من المجتمع السعودي شعباً وقيادة النظر بموضوعية للأخذ بكل ما يحصنه ويقويه تجاه التطورات السياسية والاقتصادية والفكرية والإعلامية، والمطامع الدولية التي تتخفى تحت حقوق الإنسان وحرية الرأي..
إن الصخرة التي تُعجز الطامعين لاختراق المجتمع للوصول الى ثرواته والسيطرة عليها هي بالتلاحم الاجتماعي الواعي بحيث تكون الجبهة الداخلية عصية على الدول الكبرى.إن الهجمة الشرسة العدوانية التي تمارسها بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والتسريبات التي تخرج من هذه الدوائر بهدف ابتزاز الدول العربية والمملكة العربية السعودية واحدة منها لا يمكن تحقق اهدافها بالمطلق عندما تتوافر العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين فئات المجتمع.إن هذا المجتمع هو القادر وحده على صد هذه القوى ولحجم أطماعها وتقزيمها مهما توشحت بالقوة وغطرسة الاستبكار.
فذكرى اليوم الوطني ينبغي ان تكون مناسبة لجرد المكاسب والنجاحات مع تحديد نقاط الإخفاقات اذا وُجدت والعمل على تجاوزها وذلك بالعمل المخلص الدؤوب يشارك فيه الجميع ويتحمل مسؤوليته الجميع قيادة ونُخباً وشعباً بصورة أكثر وضوحاً تتحمل مسؤوليته كل أطياف المجتمع السعودي بقيادته الرشيدة التي هي من نسيجه ولحمته وبنيانه وكل ذكرى يوم للوطن يكون غرساً جديداً يثمر رطباً جنياً
|