قرأت في عدد الجزيرة رقم 10936 وتاريخ 29/6/1423هـ مقالاً بعنوان انني اتساءل لماذا تجبرون المعلمة على التقاعد؟!
وقد ذكر الكاتب بأن المرأة في امس الحاجة الى هذا الراتب من الرجل حيث ان للرجل اكثر من مصدر غير راتبه وهذه المسكينة «المعلمة» هو مصدرها الوحيد ومصاريفها كثيرة وكل من حولها من زوج واخ واب وقريب ذا محرم لها يطمع في راتبها ولو بجزء يسير مقابل خدمات يقدمها لها.
وكل هذه الامور ليست موضوعي الذي اردت ان اعقب عليه.
ولكن لو نظرنا الى الرجل لوجدنا انه بعكس المرأة من حيث العمل والحاجة الى التقاعد فالرجل في بداية حياته الوظيفية اما اعزب او متزوج ولكن باطفال صغار رعايتهم مسئولية الام ودور الرجل هو العمل بجد ونشاط وربما في اكثر من مجال سواءً أكان وظيفة او تجارة او زراعة او بالجمع بين هذه المهن او اجزاء منها.
ويستمر على هذه الحال ودوره بسيط جداً والمسئولية العظمى على الام.
وتكون الأم في هذه السنوات الاولى من عملها مشغولة باطفالها وعملها وشئون بيتها وخادمتها وكل شيء وربما كان عملها غير مستمر يتخلله الاجازات المرضية والاضطرارية والمرافقة لابنائها في المستشفيات وغير ذلك من الامور التي تصادف اماً مليء بيتها بالاطفال متدرجين في الاعمار ومع كل هذه الظروف تقوم بعملها على اكمل وجه تقريباً ولو من وجهة نظرها كأم فهي مجتهدة اذا لم يحصل لها طارىء.
وبعد العشرين عاما أو ال 25 عاما يفكر الرجل في التقاعد المبكر لعدة اسباب:
- كبر سنه تقريباً وحاجته الى الراحة.- وجود مصدر مادي مع التقاعد يلبي حاجاته.
- رعايته لاولاده وبناته الذين يحتاجون اليه بعد ان تخرجوا من رعاية امهم واصبحوا ما بين الثانوية والجامعة.
- ما تبقى من راتبه اذا لم يتقاعد لا يساوي شيئاً بالنسبة للربط الوظيفي سواءً كان موظفاً او معلماً.
ولكن بالعكس من ذلك تبدأ الام بالارتياح قليلاً في كل عام يكبر فيه ابناؤها حيث يصبحون جاهزين للاعتماد على انفسهم فالولد لديه سيارة يرعى شئونه بنفسه وكذلك البنت فهي في سن يسمح لها بمساعدة امها في شئون المنزل ورعاية لبعض اخوتها الصغار ان وجدوا.
وبعد سنوات ومقارنة بالرجل بعد اكثر من عشرين عاماً تصبح وحيدة في منزلها وبعدما انتهت مشاكلها التي كانت تؤلمها وتمنعها من الاستمرار في عملها بشكل يخلو من الغياب او الاستئذان او الاجازات او غير ذلك.
فلماذا نحاول بعد ان انهت ظروفها ان نجعلها في بيتها تعاني من الوحدة وتلهو بأشياء تحاول اضاعة الوقت بها.
فتقاعد المرأة يحتاج الى دراسة بشكل كبير وجاد لان عطاؤها بعد العشرين وليس قبل العشرين كما في الرجل فلماذا نجعل من تقاعدها قضية ونحن حتى الآن لا نعلم ماهو المفيد لها عملها بعد العشرين أم التقاعد.
ولماذا لا يتم عمل استبيان لمعرفة متى يمكن ان يكون سن التقاعد بالنسبة للمرأة تجيب عليه النساء العاملات او تترك بحريتها في العمل شأنها شأن الرجل متى ما رغبت في التقاعد فلتتقدم او لتعمل حتى تكمل عمرها 60 عاماً.. والله من وراء القصد.
محمد عبدالله الحميضي /مكتب شقراء |