قرأت ما نشر في عدد الجزيرة 10942 بتاريخ 6/7/1423هـ في الصفحة الأخيرة خبر يسر الخاطر ويفرح القلب ويبكي العين فرحاً بمقاطعة السم الزعاف والداء القتال احد أسلحة الدمار البطيئة المفعول السريعة الانتشار التي لا تفرق بين كبير وصغير أنثى وذكر مسلم وكافر عربي وعجمي انه القنبلة الموقوتة الدخان وشقيقته الشيشة (المعسل).
ضربت أسواق حفر الباطن أروع الأمثلة في الاستجابة للحملات التوعوية التي تقدمها «عيادة مكافحة التدخين» في توعية الناس بخطر هذا السم القتال واثاره على الصحة العامة ومن ثم الآثار الاقتصادية والاجتماعية وقبل ذلك استجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما في قوله جل وعلا: {ويٍحٌلٍَ لّهٍمٍ الطَّيٌَبّاتٌ ويٍحّرٌَمٍ عّلّيًهٌمٍ الخّبّائٌثّ} [الأعراف: 157].
ودليل نجاح هذه الحملة المباركة ليس إقلاع الخمسين مدخناً فحسب بل تعدى ذلك النجاح ليشمل أصحاب المحلات والأسواق وتوقفهم عن بيع هذا السم بل ومقاطعته وان كان فيه نفع مادي فهو كما قال الله جل جلاله: {يّسًأّلٍونّكّ عّنٌ الخّمًرٌ والًمّيًسٌرٌ قٍلً فٌيهٌمّا إثًمِ كّبٌيرِ ومّنّافٌعٍ لٌلنَّاسٌ وإثًمٍهٍمّا أّكًبّرٍ مٌن نَّفًعٌهٌمّا} [البقرة: 219] ، فهو لا يخلو من النفع المادي لكن تقابله الخسارة العظيمة من الاثم والكسب المحرم، فهذه مناشدة لباقي المحافظات ان تسعى سعي محافظة حفر الباطن في الحملة التوعوية ضد هذا السم ولا تكتفي بتوعية المدخنين بل لابد من وصول صوت المقاطعة للتجار وأصحاب المحلات إما بجمعهم وتحذيرهم من هذا الخطر الذي يفتك بالأرواح وينشر الأمراض وخطره عليهم قبل المستخدم فاثم كل متعاط له لهم مثله «ومن دعا الى ضلالة كان عليه إثمها وإثم من تبعه الى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء» كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه من ربي أفضل الصلاة وأتم التسليم. فالعاقل اللبيب والرجل الرشيد يتنبه للأمر ولا يجعل الدنيا تلهيه وتشغله بشهواتها فينجرف وراءها وينسى ما هو مقبل عليه من أمر الآخرة وما فيها من أهوال وكربات بل يستعد بطاعة الله ويقوي تعلقه بربه عسى ان يدرك رحمته ورضوانه فيفوز وينجو من عذابه ونيرانه أعاذنا الله وإياكم.. آمين.اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ووفقنا للاستعداد قبل النقلة واجعل مستقرنا بحبوحة الجنة وشفع فينا نبي الرحمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
حسن بن سالم الخنبشي /الرياض |