في زمن المصائب التي لا تأتي فرادى لا ادي بماذا ابتدي وبماذا انتهي فقد آلمني وضع انتفاخ الجثمان في انتظار الدفن فلا الثلاجة قبلت الجثة ولا القبر وسعها! تلك هي مصيبة «صاحب الفزعة» بعدد الجزيرة 10941 في 5 رجب 1423هـ ص 5 محليات رغم ان فاجعة الوفاة كانت شديدة الوقع على ذوي المتوفاة فقد شارك في الالم «صاحب الفزعة» حيث وجد ان الامر اكبر والمصيبة اعظم حينما جاءت معضلة بطاقة الاحوال واحضار ورقة التبليغ عن الوفاة فضاعت اوراقه بين طلب الشرطة للبطاقة وطلب مستشفى الشميسي لها ايضاً فماذا كان التصرف بقي جثمان المرأة مرمياً في الممر حتى انتفخ في اليوم التالي فهل يعقل تكون حرمة المسلمة بهذا الشكل؟
وهل يعقل او يصدق هذا الامر لولا رأينا الصورة، لقد اصبحنا ضحية العامل الآسيوي وسوء فهمه لحرمة الميت كحرمة الحي. اذا كنا ندار بأيدٍ عابثة بهذا الشكل فكيف العمل؟! فلم تفلح رجاءات «صاحب الفزعة» في وضع الجثمان في الثلاجة «جيب ورقة شرطة انا ادخل ثلاجة كلام واحد بس..» انه يطبق التعليمات لكي يحقق رضا المسئول رامياً بأي اعتبارات ومسئوليات فماذا يضير لو ادخل الجثمان الثلاجة ثم طلبت البطاقة وورقة الوفاة بهدوء وروية.
عجباً هذه الحادثة تقع في مجتمعنا وكأن ذلك مسلسل دراماتيكي فصوله فجائع متتالية فلا الثلاجة قبلت موتانا فلماذا إذن وضعت؟!
ولا القبور اتسعت للجثث بفعل التعفن والانتفاخ فأين إذن نضع موتانا في زمن العجائب فيازمان العجائب وش بقى ما ظهر!! فاذا كانت الرحلة للميت صعبة في اعداده فما اصعبها على ذويه هل نزيدهم اوجاعا وآلاماً وفواجع ام نواسيهم أين التلاحم والتعاطف والعضو الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسه.
لقد غابت شمس الحقيقة عن الناس واصبحوا لا يهتمون حتى بالموتى وينظرون للموت بأنه قادم غريب وكأن الموت خلق لغيرهم ولم يخلق لهم، انني هنا اناشد بعدم اخذ اصل البطاقة لماذا لا يكتفى بصورة فالمعلومات التي في الصورة هي التي في الاصل لماذا يقوم مجمع الرياض الطبي بسحب الاصل ويصر على عدم تسليم البطاقة إلا بورقة إبلاغ الوفاة ولم يدركوا انه لا يمكن اعطاء ورقة الابلاغ إلا بأصل البطاقة لقد عاش «صاحب الفزعة» في دوامة لا يمكن حلها إلا بتدخل اصحاب الشأن بالاكتفاء بأخذ رقم البطاقة او صورة منها وعدم تمكين اي جهة بأخذ الاصل مهما كانت الظروف فهل المسألة «رهانة» بل العمل بالارقام والاسماء فما الفائدة من حجز الاصل ويمكن للشخص ان وقع له مشكلة في اثناء الطريق وطلبت منه البطاقة للتعريف فماذا يعمل هل يعاود اللهاث والمطاردة للجهات ليخبرها ان البطاقة مطلوبة ام ماذا يعمل؟ انها اجراءات تعوق اكثر مما تفيد المصلحة فحبذا اعادة النظر وعدم تكرر المأساة.
وفي الختام اشكر الاخ عبدالكريم الرويشد على هذا الطرح بالكلمة التعبيرية والصورة الحية التي تفاعل معها القراء راجين ان تجد صداها لدى المسؤولين وهذا من اهم اهداف النشر ولن ننسى دور «الجزيرة» في طرح مثل هذه المواضيع الحساسة للغاية التي تتعلق بالمصلحة العامة وبحول الله تعالى ثم توجيهات ولاة الامر تكون بطاقة الاحوال الاصل مع صاحبها ولن تتحول بعد هذا النشر الى معضلة تذكر و يكتفى بصورة منها او اخذ المعلومات التي بها.
وبالله التوفيق
حمد بن عبدالله بن خنين /الدلم |