السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلعت على ما نشر في جريدة الجزيرة الصادرة بتاريخ 9/7/1423هـ الخبر القائل بمحاولة فتاة الانتحار وذلك بسبب إرغامها على الزواج من شخص كبير في السن.. أقول وبالله التوفيق.
نحن أمة إسلامية ترعرعنا على الخير ونشأنا عليه.. نحن من أمة الإسلام التي قال الله عنها {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ } وبما أننا هكذا فقد علمنا الإسلام كيف نكرم البنت لأنها كانت مسلوبة الحق في الزمن الجاهلي فعلمنا الإسلام كيف نعاملها وكيف نعطيها حقوقها ونصونها ونحفظ مشاعرها.. هذا ما علمنا ديننا الحنيف..
ولكننا نأسف من بعض التصرفات التي نشأت من بعض أفراد المجتمع ومنها عضل الفتاة على الزواج وإجبارها عليه حتى ولو كان من شخص كبير في سنه أحدودب ظهره ودق عظمه وما ذاك إلا من أجل مصالح مشتركة بين ولي الأمر وخاطبها، والمرأة حينئذ هي من تدفع ثمناً غالياً بسبب هذه التصرفات الهوجاء كطمع الولي بالمال الوفير الذي لدى الخاطب على حساب الفتاة وراحتها؛ أين هؤلاء الأولياء من قوله عليه السلام.. «ولا تنكح البكر حتى تستأذن».
وليعلم الأولياء أن الرجل إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود وهذا يشمل البكر والثيب، هذا ما قله صاحب فتح الباري ودليل ذلك «أن رجلاً يدعى خداماً أنكح ابنته، فكرهت نكاح أبيها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فردّ عنها نكاح أبيها فتزوجت أبا لبابة بن عبدالمنذر» ألم يأن للأولياء أن يرجعوا إلى صوابهم..
ألم يأن لهم أن يحاسبوا أنفسهم..
ألم يأن لهم أن يرحموا زفرات وصرخات من تحت أيدهم؟!
سليمان بن فهد المطلق/بريدة |