Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إفريقيا تستعيد ذاتها إفريقيا تستعيد ذاتها
زهير أحمد الغماطي

أخيراً.. تحول حلم الأفارقة إلى حقيقة، وأصبح الأمل الذي راود أجيالاً عديدة من الأجداد والآباء في رؤية قارتهم واحدة موحدة كما كانت قبل أن تنكب بتدخلات واستعمار الأوروبي الأبيض مجسداً على أرض الواقع بعد أن وقَّع رؤساء القارة الافريقية على وثائق إعلان بدء العمل التنفيذي في إقامة الاتحاد الافريقي من جيبوتي شرقاً إلى مراكش غرباً، ومن خليج سرت شمالاً إلى جنوب إفريقيا جنوباً. لقد كان المارد الأسود الذي أعلن عن ولادته على ضفاف خليج سرت في قمة الرؤساء الأفارقة الاستثنائية 9/9/99م هو الذي أعاد الحياة للقارة العملاقة، وأعطى الأمل لأبنائها في رؤية قارتهم وقد استعادت وحدتها التي سلبت منها في اليوم الأول الذي نكبت فيه بوصول المستعمرين الأوروبيين إليها كغزاة تحت ستار «المستكشفين» في بدايات القرن الخامس عشر الافرنجي، ثم قيامهم باقتسامها أثناء انعقاد مؤتمر برلين عام 1881م.
ولم يترك المستعمرون الأوروبيون أثناء استعمارهم للقارة السمراء وسيلة قذرة في كل قواميس الدنيا إلا واستخدموها ضد الأفارقة. إن الذي عاشته افريقيا وعانته على أيدي المستعمر الأوروبي الأبيض على مدى قرون بكاملها، هو من المأساوية بحيث إن اموال وكنوز الدنيا كلها لن تكون كافية لتعويض الافارقة عما لحق بهم من ظلم، واجحاف، وتفرقة عنصرية، وبطش، ولن يشعر الأفارقة بأنهم ثاروا لأنفسهم إلا بالمسك بهذا العملاق الأسمر الذي رأى النور على ضفاف خليج سرت، وشهدت جنوب افريقيا بدء خطواته الأولى قبل أيام.. لا شيء يعوض الافارقة مما لحق بهم من ظلم، ونهب وامتهان كرامة، على مدى قرون بكاملها على أيدي المستعمر الأوروبي وشركاته الاحتكارية وعصابات ساسته التي زرعت الفتن، والخراب والدمار والحروب بين الشقيق وشقيقه، داخل القارة أثناء فترة استعماره لها، سوى العض بالنواجذ على حلمهم الذي أصبح حقيقة، والذي به ستعاد وحدة أسرهم وقبائلهم تماماً مثلما كانت من قبل، وربما سيفرضون سيادتهم على مستعبديهم وناهبي ثروات بلدانهم بالأمس.
إن انطلاقة القارة العملاقة نحو بناء مستقبلها قد بدأت، ولم يعد أمام الأفارقة سوى إثبات ذاتهم كقوة عملاقة على خارطة العالم، وإثبات أنهم جديرون حقاً
بالحياة أسوة ببقية خلق الله، وتحت شمسه الرائعة.. وفوق أرضهم المعطاءة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved