Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

جامعة الملك سعود ووزارة التعليم العالي ومعرض الكتاب جامعة الملك سعود ووزارة التعليم العالي ومعرض الكتاب
إبراهيم بن عبدالله الهاجري

أيام قليلة تفصلنا عن فعاليات المعرض الدولي للكتاب في رحاب جامعة الملك سعود المقرر عقده في 17/7/1423هـ وبرغم ذلك فلم نسمع عن إعلان عن مناشط هذا المعرض والمشاركين فيه والدعاية له عبر وسائل الإعلام المختلفة أو عبر اللوحات الدعائية في الشوارع، والجامعة حين استوفت من المشاريكن مبالغ مالية كان ذلك مقابل الخدمات التي ستقدمها لهم ومن أهم تلك الخدمات الدعاية الإعلامية، ولكنها لم تقم بالتعريف بالمعرض والدعاية له لجلب أكبر عدد من الزائرين مما يصح أن يصبح سبباً لتوجيه اللوح للقائمين على هذا المعرض والمسؤولين عنه. وأمر آخر مهم يتعلق بهذا المعرض ويؤذن يضعف الإقبال عليه هو توقيته، فالمعروف أن رواتب الموظفين تصرف في 25 من كل شهر فتكون لديهم سيولة مادية مشجعة على الشراء، ولذا تتسابق المحلات التجارية الكبرى للإعلان عن تخفيضاتها في هذا اليوم من كل شهر للاستفادة من وفرة السيولة في هذا الوقت في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وكان الأولى تأخير موعد افتتاح المعرض إلى يوم 25 ولكن من شهر شعبان وليس شهر رجب لأن الدراسة في الجامعات لا تستقر وتتضح معالم المناهج المقررة والكتب والمصادر المطلوبة من الدارسين إلا في بداية أو منتصف شهر شعبان فيتم توفيرها من المعرض حينئذ، أما في توقيته الحالي فإن المعرض لن يستفيد من شريحة كبيرة يمكن أن تنعش اقتصادياته بشكل كبير هي شريحة الطلاب الجامعيين والطالبات الجامعيات. إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن معارض الكتب في بلادنا لا تتناسب مع أهميتها العملية والاقتصادية وكون سوقها أكبر سوق في العالم العربي بل وفي الشرق الأوسط للكتب كما تشير إليه الاحصائيات عن أسواق الكتب، ولا يمكن أن يكون سبب ذلك ضعف أو ندرة الكفاءات المؤهلة علمياً وفطرياً، القادرة على تنظيم تلك المعارض بالصورة المناسبة لأهمية هذه البلاد علمياً، ولكن السبب هو في ضعف التخطيط لتلك المعارض وعدم استيفاء أسباب النهوض بمعارض الكتب لدينا بما فيه الكفاية بما في ذلك حساب اثارة الوطنية ثقافياً ومعرفياً في الداخل والخارج. وأكبر دليل على ذلك هو معرض جامعة الملك سعود الدولي الذي يقام دوماً في موقع غير ملائم لمعارض الكتب، ووزارة التعليم العالي لم تقم بتفعيل الآثار الثقافية لمعارض الكتب الجامعية في خدمة المجتمع والوطن، ولذا لم تنسق مع الجامعات التابعة لها لتحقق الأفضل لمصلحة الحركة العلمية والثقافية في بلادنا بعيداً عن العقبات التي تعيق عملية التنسيق بين الجامعات السعودية كما هو حادث في تحديد مكان معرض الكتاب بجامعة الملك سعود. وقد انعكس هذا الموقف من وزارة التعليم العالي على واجب من أهم واجباتها تجاه إبراز النهضة العلمية والثقافية لبلادنا بالصورة المعبرة عن حقيقة هذه النهضة وتطورها. وكان أضعف الإيمان أن يقام المعرض في مركز المعارض الذي تقام فيه مختلف النشاطات التجارية ما عدا معارض الكتب وكأنها لا تستحق مكاناً كبيراً ومتخصصاً وهذا شيء عجيب. إن الأمل كبير جداً في أن تتدارك وزارة التعليم العالي الأمر فتتولى هي بالتنسيق مع الجامعات تنظيم معرض عالمي للكتاب مستفيدة من الإمكانات المتاحة والكفاءات الموجودة في جميع الجامعات التابعة لها، وبالتعاون مع الجهات الثقافية الأخرى مثل دارة الملك عبدالعزيز ومركز الملك فيصل ومكتبة الملك الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومركز البابطين الثقافي وغيرها، وأن يتم التخطيط العلمي المدروس لهذا المعرض باستنطاق آراء العارضين من دور النشر في الداخل والخارج، وأساتذة الجامعات، والمستفيدين، وذوي الاهتمامات بالكتب، والإعلاميين والكتاب ذوي العلاقة بالنشر والثقافة، لمعرفة السلبيات التي تعاني منها معارضنا، والاطلاع على الايجابيات الموجودة في المعارض المتميزة في الخارج، ليكون المعرض المقترح في المستوى المأمول لحدث علمي وثقافي عالمي يعبر بصدق عن النهضة الحقيقية لهذا الوطن المعطاء.
إذ لا يجوز أن يكون مستوى معارض الكتب في بلاد عربية أقل منا مساحة وسكاناً وأضعف سوقاً أفضل من مستوى معارض الكتب في بلادنا، وأن يشكل مواطنوا هذا البلد نسبة كبرى من عارضي وزوار المعارض المتميزة ثم لا يكون في بلدهم معرض متميز. هل نسمع عن استجابة سريعة من معالي وزير التعليم العالي تعبر عن تفاعل الوزارة مع مطلب من مطالب المجتمع العلمي والثقافي الذي يرى أن الوزارة مسؤولة عن تهيئة السبل الملائمة لانعاشه وتشجيعه لما في ذلك من رفع اسم الوطن الذي ينتمي له هذا المجتمع الذي يشكو في الجانب الآخر من إعراض وزارة التعليم العالي عن مطالبه وتصوراته ورؤاه للنهوض بالمستوى العلمي والثقافي لبلادنا.. هذا والله الهادي للصواب...

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved