Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من جعفر الطيَّار الى نَصْر جرَّار من جعفر الطيَّار الى نَصْر جرَّار
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

نَصْر خالد إبراهيم جرَّار، ترك الدنيا على ظهر حصان البطولة، منطلقاً إلى ربِّه بعد بَتْر قدميه ويده اليُمْنَى، حيث وجدوا رأسه مفصولةً عن جسده تحت ركام «جِنينِ» البطولة في فلسطين، ربما يقدِّر الله سبحانه وتعالى ونسأله أن يقدر أن يلتقي جعفر الطيَّار صاحب اليدين المبتورتين في «مؤتة» بنَصْر جرَّار صاحب القدمين المبتورتين في «جنين»، يلتقيان هناك حيث يطير جعفر بجناحيه.
نَصْر خالد إبراهيم جرَّار، ترك الدنيا على ظهر حصان البطولة، منطلقاً إلى ربِّه بعد بَتْر قدميه ويده اليُمْنَى، حيث وجدوا رأسه مفصولةً عن جسده تحت ركام «جِنينِ» البطولة في فلسطين، ربما يقدِّر الله سبحانه وتعالى ونسأله أن يقدر أن يلتقي جعفر الطيَّار صاحب اليدين المبتورتين في «مؤتة» بنَصْر جرَّار صاحب القدمين المبتورتين في «جنين»، يلتقيان هناك حيث يطير جعفر بجناحيه.
تَساؤل:
ما هذا النور الساطعُ، ما هذا النورْ؟!
ما هذا النور الساطع يا عينَ الزَّمنِ الآتي
من اين تدفَّق.. كيف تألَّقَ حتى أصبح يَسرقُ نظراتي
ويحرِّك ساكنَ نَبَضاتي
ويجمِّع شاردَ خَطَراتي؟!
من أيِّ جهاتِ المَشْرقِ أَشْرق هذا النورْ
ولماذا أشعر أنَّ الأرض تَدُورْ
وأرى الأعوامَ تضيق مساحتُها..
فكأنَّ الأعوامَ شهورْ
ولماذا أشعر أنَّ التاريخ تَلَمْلَمَ حتى..
أصبح كلماتٍ في بِضْعِ سطور
ما هذا النور الساطعُ، ما هذا النور؟!
من أين أتاني، وأنا أترصَّد ثَغَراتٍ في جيش الرُّومْ
ورياحُ المعركةِ الكبرى، تتقيَّأُ حَرَّ سَمُومْ
والحربُ تُزَبْحِرُ، تَلْفَحُ وَجْهَ الراحةِ
تقعدُ وتقومْ؟!
والخيلُ تخوض النَّقْعَ، وفي الأنهار الحمراء تعومْ
ما هذا النور الساطعُ، ما هذا النور؟!
يا لُغَةَ الأحداثِ أجيبي
من أين أتاني، كيف أضاءَ دروبي؟
ولماذا أقبل يَصرفُ وجهَ غروبي؟
يُسمعني وهو بعيدٌ خَطْوَ قريبِ؟
يالغةَ الأحداث أجيبي
تفاصيل:
«من أنتَ؟»، سمعت سؤالاً يحمل لغةَ الإِصرارْ
من أنتَ؟، وثار الإعصارْ
من أنتَ؟
و«مُؤْتَةُ» تشهد أنَّ كؤوس الموتِ تُدارْ
الرَّاية عندي الآنَ فلا عاشَ الكفَّارْ
جيشٌ جَرَّارْ..
يَزْحُفُ بالرَّمْل وبالأحجارْ
من أنتَ؟
و«مُؤْتَةُ» تهتف باسمي ليل نهارْ
فلديها من جَسَدي آثارْ
وأنا جعفُرها الطيَّارْ
الحربُ تَمُدُّ حبائلَها وأنا أتلقَّى الأخطارْ
الرَّايةُ عندي الآنَ فلا عاش الكفَّار
اليُمْنَى بُتِرَتْ «يا ستَّارْ»
لا بأسَ.. ستحملُها اليُسَْرَى فأنا المغوارْ
اليُسْرَى بُتِرَتْ «يا ستَّارْ»
لا بأس.. سيحملها صدري فأنا المغوارْ
وضَمَمْتُ الرايةَ ضَمَّ المشتاقْ
وجنودُ الرُّوم تَسُدُّ الآفاقْ
ورماحٌ تخترق صدوراً.. وسيوفٌ فوق الأعناقْ
«الرَّايةُ» لن تسقط أبداً، مَنْ يحمل عني الرَّايهْ»؟؟
أبشر يا جعفرُ، هاتِ الرَّايهْ
هذا ابنُ رواحةَ يحتضن الرَّايهْ
ويفتِّش عن أسمى غايَهْ
وهنالك جعفرُ مازال يدورْ
يتساءل والحربُ تدورْ
ما هذا النور الساطعُ، ما هذا النورْ؟!
وأتاه الصوتُ قوياً، كالرَّعْد القاصفْ
لمَّاحاً كالبرقِ الخاطفْ
وندّياً كالغصنِ الوارفْ
«النور الساطع يا جعفرُ من أرضِ الإسراءْ»
فهناك ملاحمُ تجري، وإِباءْ
وهناكَ بطولاتُ الأبناءِ يُباركُها الآباءْ
وهناكَ رجالٌ يقتحمون الموتَ على «زَغْرَدَةِ» نساءْ
وهنالك غاراتٌ هَوْجاءْ
وهنالكَ أََنْهارُ دماءْ
عَمَّن تتحدَّثُ يا راوي الخبر الأسودْ؟؟
أتحدَّثُ يا جعفر عن جيش يهودٍ عربَدْ
سَلَبَ الأقصى، أَبْعَدَ، شرَّدْ
وعلى قَتْل الطفلِ تعوَّدْ
«جَيْشُ يهودْ؟؟!»
هل تعني إخوانَ قرودْ
هذا خَبَرٌ يُدْمي القلبَ، وربِّ الناسْ
كيف تركتم أرض المَحْشَرِ للأَنجاسْ؟!
مَهْلاً يا جعفرُ لا تجزعْ
فشموس بطولتنا تَسْطَعْ
النور أتاك من الأقصى
ورماحُ عزائمنا تُشْرَعْ
يا جعفرُ يا ابنَ أبي طالبْ:
النورُ أتاك من الأقصى
من شعب الهمَّةِ والواجبْ
من أمً تَشْرَبُ دمعتَها
وتجهِّز زاداً لمُحارِبْ
يا جعفرُ يا طيَّارْ:
النُّور تدفَّق من أشلاءِ فتىً مِغْوارْ
لا يخشى الأخطارْ
بتروا قدميهِ فَطَارْ.. قطعوا يُمْنَاهُ فثارْ
أَنْبَتَ في موضع قدميهِ الإصرارْ
رجموه بألفِ قذيفةِ نارْ.. دفنوه بأنقاضِ الدَّار
لكنَّ الصَّرْحَ الثابتَ لا ينهارْ
«نَصْرٌ» يا جعفرُ يا طيَّارْ «نَصْرٌ جرَّارْ»
هذا اسمُ فتى الأَخطارْ
جرَّ الأعداء إلى النَّارْ
هَتَك الأستارَ عن الأشرارْ
بعثَ الأنوارْ
وتجلَّى وجهاً قمريّاً من غير إطارْ
«نَصْرٌ»، أرأيتم أعظم من هذا النَّصْرْ؟
أنْ يُشْرِقَ وجهٌ في ظُلْمةِ قَبْر
أنْ يطلع قمرُ الأملِ الباسمِ في ليلةِ قَمْر
أنْ تُورق أغصانُ الهمَّةِ في صحراءٍ قَفْر
«جعفرُ طيَّار، نَصْرٌ جرَّارْ»
ما رأيُكَ يا ابنَ أبي طالبْ؟
ما رأيُكَ يا خيرَ مُحاربْ
يامن علَّمَ مُؤْتَةَ معنى الهمَّهْ
يا من تَرَك السَّفْحَ حزيناً، ومَضَى يُشْبِعُ نَهَمَ القمَّهْ
يا من أطلقَ خيلَ الفجرِ ومزَّقَ عنها حُجُبَ الظُّلْمَهْ
ما رأيُكَ يا بطلَ الأُمَّهْ؟؟
أصواتُ أذانٍ تتعالى في كلِّ مكانْ
تستمطر غَيْثَ الإِيمانْ
وتلاوَةُ آيِ القرآنْ
تغسل ما عَلِقَ بثوبِ الحقِّ من الأَدْرانْ
ولسان الأقصى يهتف «يا رحمنْ»
و انكشفتْ حجُُبُ الأعوامِ الألفِ، ونصفِ الأَلْفْ
وتردَّدَ في الآفاقِ صدى صوت الطيَّارْ:
من أرضِ «مُؤْتَةَ» من عزمي وإصراري
لك التحية يا نصرُ ابنَ جرَّارِ
من أرضِ مؤتة،َ والميدانُ محتفلٌ
بفارسٍ من بني الإسلام مِغْوارِ
من هاهنا وخيولُ المجد راكضةٌ
والنَّقْعُ ينشَقُّ عن أضواءِ بتَّار
والبحرُ يحلفُ أنَّ الُّلجَّةَ انشطرتْ
شطرينِ، تُنْبِىءُ عن إقدامِ بحَّار
أزفُّ رَوْضَةَ إِجلالٍ مباركةًً
بما حوتْ من ينابيعٍ وأنَهار
أزفُّها روضةً للحبِّ يانعةً
يفوح منها شذا حبِّي وإِكباري
إلى «جِنينَ» التي صاغتْ مَلاحمَها
وأرسلتْها إلينا فَيْضَ أَنوار
إلى المغاوير من أبنائها صمدوا
صمودَ محتسبٍ للأجر ِ َصبَّار
يا نَصْرُ يا وارثَ الأَمجادِ، ما حُمِلَتْ
إِليكَ إلاَّ على أكتافِ أَبرارِ
بيني وبينَك ميدانُ الجهادِ، وما
أغلاه من نَسَبٍ يسمو بأحرارِ
ما ماتَ مثلُكََ يا نَصْرَ الإِباءِ، وَهَلْ
يموتُ شَهْمٌ يبيع الرُّوحَ للباري؟!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved