مواطن اشترى «حوتاً»، ولست أعني بالحوت الضخم الذي يتحدث عنه العلماء وجعلوا عموم الناس لا يسمون ما يأكلون في وجباتهم - حوتا - ولعل الكثيرين لا يدرون أن كلمة ـ حوت ـ، تطلق على الضخم منه، كما في قصة ذي النون عليه السلام، حيث يقول الحق: {فّالًتّقّمّهٍ الحٍوتٍ} [الصافات: 142].. وأنا في الجانب الآخر، أجنح إلى نبي الله موسى عليه السلام وغلامه.. تلك القصة التي نقرأها في سورة «الكهف»، قال تعالى: {قّالّ أّرّأّيًتّ إذً أّوّيًنّا إلّى الصَّخًرّةٌ فّإنٌَي نّسٌيتٍ الحٍوتّ} [الكهف: 63].
مواطن في جدة، قبل أكثر من شهر، اشترى سمكا، في نحو منتصف الليل من إحدى شركات الأسماك، وحين أعطاه لقرينته لتغسله ثم تضعه في «الفريزر»، وكان عمال الشركة قد نظفوه.. فوجئت الزوجة أن كمية من ذلك السمك خايس ، فطلب الرجل أن تحتفظ به في المبرد، وفي صباح اليوم التالي، توجه هذا المواطن إلى بلدية العزيزية وبيده شكوى، ولم يجد رئيس البلدية، فمد الشكوى إلى كاتبه، وقال الموظف إنه سيرسل مفتشين إلى الشركة للتفتيش، وقد ذكر المواطن في شكواه، أنه محتفظ بالسمك الخائس في المبرد.. وبعد يومين، قالت البلدية: إن نتيجة التفتيش لم تسفر عن وجود أسماك تالفة في الشركة، ووضع المواطن نسخة من شكواه في صندوق الشكاوى بالشركة، ولكنها لم تسأل، ولعلها اقتنعت، أن ما قام به مفتشو البلدية، رد كافٍ على الشكوى.!
وأريد أن أقول، فقد يغيب عن بلدياتنا والأمانة مرجعها، أن «الخيسان»، يأتي نتيجة ضعف التبريد ، وإنقطاع التيار الكهربائي، في الأماكن التي تخزن فيها الأسماك، وما إليها من جمبري وغيره.!
وأسأل معالي الأمين وأصحاب السعادة رؤساء البلديات والأخوة المفتشين: هل يقومون بالتفتيش على المخازن التي تحفظ فيها الأسماك وما إليها، وأعرف منها مستودعا كبيرا حول الطيارة، في امتداد شارع الأمير ماجد بن عبدالعزيز؟ وأسأل كذلك: هل هذا التفتيش متواصل!؟
وليعذرني معالي الأمين المهندس الأخ عبدالله المعلمي، ويعذرني كذلك السادة رؤساء البلديات، إذا قلت: إن ذلك لم يحدث.! ولو كان لرموا الأطنان من السمك والمجمدات الخائسة!.
وأريد أن أقول، وأنا أعيش في جدة نحو نصف قرن، إن الحوت، السمك سريع التلف، لاسيما في القيظ.. ولا تعجبوا إذا قلت: إن الصيد الطازج من بحره، إذا مضى عليه وقت غير طويل، في حركة الرجوع من البحر إلى سوق السمك على الشاطىء فإنه يتلف بسرعة.. ولذلك فإن الصيادين الذين يتعمقون في البحر، يحملون معهم كميات من الثلج في حافظات ، ليضعوا فيها ما يصيدون، حتى لا يتلف، وهذه حال لا تغيب عن أولي الذكر.!
وأريد أن ألفت النظر الكريم، إلى تكاثر الغربان في جدة، وقد كان الدكتور نزيه نصيف، حريصا على التخلص منها، لكن هذه الحركة يبدو أنها توقفت في عهد المهندس الأخ المعلمي! فهل تفضل مشكوراً ومأجوراً بتنظيف جدة ما استطاع إلى ذلك سبيلا من غراب البين!؟ أرجو ذلك، كما يرجو سكان البلد الجميل جدة !.
«للحديث بقية»
|