Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
أبعاد العمل الخيري
عبدالرحمن صالح العشماوي

العمل الخيري في الإسلام واسع الآفاق، متعدّد الجوانب، فسيح الأبعاد، لا يقتصر على بلدٍ دون بلد، ولا على قوم دون قوم، لأن الإسلام دين شامل يخاطب الناس جميعاً، ويرعى مصالح المسلمين جميعاً داخل العالم الإسلامي وخارجه.
وللعمل الخيري - إلى جانب منفعته للمحتاجين، ورعايته لهم - بُعْدٌ دعوي كبير فهو من أهم الوسائل التي توصِّل دعوة الإسلام الى الآخرين، وتقرّبهم من الإسلام، وتربط بين قلوبهم وقلوبنا بروابط من المودّة والرّحمة والرّأفة، تسهّل وصول الخير والحق الى نفوسهم، وتفتح ما أُغلق من أبواب القبول لديهم، وتحول بينهم وبين تأثير الدعوات التنصيرية التي تستميل كثيراً من الناس بما تقدّمه لهم من الكساء والغذاء والدواء.
ولا شك أن مؤسسات العمل الخيري «الإسلامية» التي ترعاها المملكة تؤدي دوراً دعوياً كبيراً، وترعى كثيراً من المسلمين أسراً وأفراداً في أكثر من مكان في العالم، وتبسط يد الخير لهم، وتحميهم من الدعوات التي تريد أن تخرجهم من دينهم وعقيدتهم، أو تشوّش عليهم أفكارهم، وتثير في عقولهم الشبهات، وتحبّب الى نفوسهم الشهوات.
وهذه المؤسسات مثل: مؤسسة الحرمين الخيرية، وهيئة الإغاثة، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، واللجنة السعودية المشتركة للإغاثة في كوسوفا والشيشان، ومؤسسة الوقف الإسلامي، كلُّها تحقّق ذلك البُعْد الدّعوي الذي نهدف اليه نشراً للخير والحق والحبّ والسلام في العالم.
وهذه الرسالة الخيرية مهمة لنا نحن المسلمين بصفة عامة، وأبناء هذا البلد الطيّب بصفةٍ خاصة، لأنها تعيننا في دعوتنا الى الله سبحانه وتعالى، وتساعدنا في رعاية إخواننا المسلمين في أنحاء العالم الذين يعانون من الفقر والفاقة، والجوع، مع فقدان الأمن، واعتلال الصحة بسبب الأمراض التي تنتشر بينهم، ولأنها ترفع عنا تبعة التقصير وتبعد عنا إثم الاهمال لواجبنا تجاه أبناء عقيدتنا في أي موقع على ظهر الكرة الأرضية.
وهنالك أهداف أخرى تتحقق بهذا الدور الخيري الفعّال الذي تقوم به هذه المؤسسات، من أهمّها، إزالة الغبش من أذهانهم، الذي يجعل نظرتهم إلينا سلبية قاتمة تحت تأثير دعوات الأعداء والمغرضين الذين يحاولون تشويه صورة ديننا ومنهجنا وبلادنا.
إنّ رسالة هذه المؤسسات الخيرية الدعوية مهمة داخل البلاد وخارجها، ولا مجال لإهمال جانب على حساب آخر ما دمنا في خيرٍ من الله وفضل، وهذه الرسالة الخيرية ليست مقصورة علينا في هذا العصر، فالدول جميعها تقدّم دعماً مادياً للمحتاجين داخلها وخارجها - وإنّما تختلف الأهداف والمقاصد، وتتباين الغايات، وإنّ من المهم أن يتم التنسيق بين هذه المؤسسات لتغطية حاجات المسلمين في أنحاء العالم، وهذا ما يحدث فعلاً، وفيه خير كثير، فهذه اللجنة السعودية المشتركة للإغاثة في كوسوفا والشيشان تقوم بدورٍ مهم في هذه المساحة المحددة، وهذه مؤسسة الوقف الإسلامي تقوم بدورها في أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وهذه مؤسسة الحرمين ترعى أحوال المسلمين في أكثر من موقع في العالم، وهكذا.
وكما أنّه لا يصح أن نهمل رعاية حال المسلمين داخل بلادنا، فإنه لا يصح أن نهمل حالة إخوان العقيدة خارج البلاد أيضاً، والمسلمون قادرون -بإذن الله- على القيام بالواجب داخلياً وخارجياً، والهدف أكبر، والرسالة أعظم، وعمل الإسلام الخيري ليس وقفاً على أحد، ولا حكراً على فئة، ولا محصوراً في بلدٍ دون آخر، وإنّ نظرة واحدة الى الأموال الطائلة التي تبذلها الدول الكبرى في هذه المجالات لتؤكد لنا أهمية العناية بهذا العمل والمؤسسات التي تقوم به، مع أننا نرجو من الله سبحانه وتعالى ما لا يرجو المنصرون وغيرهم من أصحاب الأهداف الدنيوية.
إشارة:


آمنتُ أنّ كتاب الله منقذنا
من الضياع إذا تاهت بنا الطُّرُقُ

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved