* هامبورج - دوجلاس سوتون - د ب أ:
في البداية كانت شركة كوام، والآن حل الدورعلى شركة موبيلكوم بصورة مماثلة، وما تزال قائمة شركات تشغيل الجيل الثالث من شبكات اتصالات الهواتف المحمولة الدولية (يو.إم.تي.إس) في ألمانيا تتضاءل بشكل سريع، فاللعبة انتهت قبل أن تبدأ، فبعد المزاد الرائع الذي عقد في آب /أغسطس 2000 لبيع تراخيص إنشاء شبكات اتصالات الهواتف المحمولة والذي حققت الحكومة الالمانية من خلاله ما يزيد عن 46 مليار دولار من ست مجموعات شركات كانت تزايد للحصول على 12 مجموعة ترددات، لم يعد الآن هناك سوى أربع شركات اتصالات تعمل في هذا المجال الذي أصبح مثار شكوك بشكل متزايد، وهذه الشركات هي تي- موبيل، وفودافون/دي2، وإي - بلاس، وشركة 02 التي كانت تسمى سابقا فياج إنتركوم، وفيما يتعلق بشركتي تليفونيكا الاسبانية وفرانس تليكوم الفرنسية، فقد ولت أيام السعادة الغامرة في عام 2000 منذ فترة طويلة وحل محلها إدراك بفشل محاولتهم الدخول مجال شبكات اتصالات الهواتف المحمولة في ألمانيا، ودفعت شركة تليفونيكا (مع كوام) وفرانس تليكوم (مع موبيلكوم) مجتمعتين أكثرمن 16 مليار يورو للحصول على تراخيص إنشاء شبكات اتصالات الهواتف المحمولة، ولكن هذا المبلغ الآن أصبح مهدرا تماما، وكانت شركة موبيلكوم، ومقرها في بلدة بودلسدورف الصغيرة في شمال ألمانيا، تأمل أن تكون أول من يقدم خدمات شبكات الهاتف المحمول الدولية والتي تشمل بث البيانات والمواد متعددة الوسائط والصور بسرعة فائقة عبر الهواتف المحمولة، في عام 2002، وأما الآن، فمن غير المعروف متى سيبدأ فعليا تقديم خدمات الجيل الثالث من الهواتف المحمولة، في الوقت الذي رجحت فيه كفة رافضي الفكرة.
ويقول تورستن جيربوت وهو خبير اتصالات في جامعة دويسبرج «كان من الممكن التنبؤ بأن أربع وربما ثلاثة فقط من شركات اتصالات الهواتف المحمولة هي التي ستتمكن من البقاء في السوق الالماني»، وربما تشعر الشركات الاربعة الباقية بالسعادة إزاء تعثر شركتي كوام وموبيلكوم حيث يؤدي هذا لتقليل المنافسة في مجال شبكات الهواتف المحمولة في المستقبل، ولكن خبراء الاتصالات ليسوا واثقين من احتمال عدم سقوط المزيد من ضحايا شبكات الهواتف المحمولة مستقبلا، ففي حين ما تزال شركتا تي-موبيل وفودافون اللتان تتزعمان السوق قويتين بقدر يمكنهما من تجاوز الازمة، تلوح علامات استفهام بشأن إي- بلاس وشركة 02.
وترددت بعض التكهنات حول احتمال اضطرار الشركتين لتوحيد صفوفهم إذا كان مقدرا لهما أن يستمرا في العمل، ويعتبر الوضع مثيرا للقلق بالنسبة لشركة إي-بلاس بسبب دخولها مع شركتي كوام وموبيلكوم في مجال «اتفاقات خدمة التجوال» المربحة، ويقصد بها استخدام الهاتف المحمول في البحث عن جميع شبكات الخدمة واختيار الشبكة المتاحة حسب قوة الارسال، وكانت كلتا الشركتين قد وافقتا على استخدام شبكة إي- بلاس ثم تعثرا كلاهما، كما أن إي - بلاس كانت تعتمد على التعاون مع الشركات الاخرى في مد شبكات الهواتف المحمولة، ولكن هؤلاء الشركاء اختفوا عن الساحة الآن وتركوها تخوض بمفردها في هذا الامر، وتعرب إي- بلاس عن ثقتها في قدرتها على إنجاز هذه المهمة.
ويقول كلاس ساندروك المتحدث باسم الشركة «سننشئ شبكة اتصالات الهواتف المحمولة الخاصة بنا بمفردنا»، وتنبأ ساندروك عن ثقة بأن أي خسارة في العائدات سوف تعوض بسبب تراجع المنافسة، ولكن توجد مشكلة واحدة رئيسية تعترض أي تفكير لدى شركات اتصالات الهواتف المحمولة بشأن توحيد صفوفها أو الاندماج فيما بينها، وهي أن التراخيص التي باعتها الحكومة الالمانية غير قابلة للتفاوض، وبالتالي إذا ما اتحدت شركتااتصالات، فإن ترخيص إحداهما سيفقد سريانه ولن تتمكن تلك الشركة من استعادة أموالها.
ومن المرجح أن تؤول التراخيص التي حصلت عليها شركتا كوام وموبيلكوم في المزاد إلى الهيئة التنظيمية للاتصالات والخدمات البريدية في بون. وقد تحاول الهيئة عندئذ إعادة طرح هذه التراخيص في المزاد لشركات اتصالات الهواتف المحمولةالمتبقية، على فرض أنها ستبدي اهتماما بشراء تلك التراخيص المطروحة، وبالاضافة إلى التساؤلات التي أثيرت حول جدوى المبالغ المالية الكبيرة التي أنفقت لمجرد الحصول على التراخيص ناهيك عن تكلفة إنشاء الشبكات في ألمانيا، أدلى وزير الاقتصاد الفرنسي فرانسيس مير برأيه غير المرغوب فيه في هذا الصدد، فقد أبدى مير أسفه مؤخرا، عبر إذاعة آر.تي.إل. لعدم وجود سياسة أوروبية موحدة بشأن التكنولوجيات الجديدة، بحيث «تتحرك كل دولة بشكل مستقل» في مجال شبكات الهواتف المحمولة.
وقال مير أنه في حين أن فرنسا كانت إحدى الدول التي تصرفت بشكل مسئول «لاننا طرحنا التراخيص بأسعار أرخص كثيرا، فإن الموازنتين الالمانية والبريطانية حققتا ربحا من أموال الشركات الخاصة بلغ في كلتا الحالتين رقما هائلا قدر بخمسين مليار يورو».
|