Saturday 21st September,200210950العددالسبت 14 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خبراء: العراق لا يشكل تهديداً كبيراً على تدفق النفط في الخليج خبراء: العراق لا يشكل تهديداً كبيراً على تدفق النفط في الخليج

* لندن ستيفانو امبروجي رويترز:
من المتوقع ان يسعى الرئيس العراقي صدام حسين لاستخدام كل ما في جعبته من حيل لتهديد امدادات النفط من الخليج التي تشكل ربع الامداد العالمي من النفط. ويقول محللون عسكريون ونفطيون ان تخريب تدفق النفط من الخليج سيكون مهمة عسيرة حتى بالنسبة لشخص كصدام حسين اشتهر باتباع تكتيكات عسكرية ماكرة.
فبغداد لا تملك سلاحا بحريا ولا تسيطر إلا على مساحة ضئيلة من الساحل شمال الخليج.
ورأى صدام ابادة اسطوله في حرب الخليج التي قادتها الولايات المتحدة في عام1991 كما يحاصر الاسطول الخامس الامريكي المتمركز أمام ساحل البحرين جنوبا بلاده الآن.
ومن النقاط الرئيسية الضعيفة في سلسلة امداد النفط العالمية ثلاثة موانئ لشحن النفط في الخليج ومضيق هرمز الذي يصل عرضه إلى 37 كيلومترا عند مدخل الخليج الجنوبي ويمر عبره 12 مليون برميل من النفط الخام يوميا. وسيتعين على الرئيس العراقي ان يعطل او يعرقل تشغيل مينائين لشحن النفط في السعودية من بينهما محطة رأس تنورة ومحطة ميناء جزيرة خرج البحرية الايرانية كي يضغط بشدة على امدادات النفط، وتعد السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم.
قال بول هورسنل محلل النفط في بنك جي. بي. مورجان «ان اي اعاقة للتشغيل في رأس تنورة ستمنع بشكل مؤثر استخدام الطاقة الانتاجية السعودية الاحتياطية».
ويضيف هورسنل انه إذا كان ضرب صدام لميناء واحد فقط سيحدث تأثيرا سيئا بما يكفي «فمن المؤكد ان ضرب مينائين سينقلنا إلى مجال لا يمكن عنده التحكم في خطر اسعار «النفط».
وتعد حملة لتعطيل المرور عبر ميناء هرمز ممتدة لفترة طويلة من الزمن تترتب على اصدار الرئيس العراقي اوامر بمهاجمة ناقلات النفط العملاقة السيناريو الاسوأ حيث سيؤدي ذلك إلى وقف صادرات النفط من الكويت والامارات وقطر وايران وكذلك صادرات النفط السعودية المهمة.
غير ان المحللين العسكريين يتشككون في ان صدام حسين سيكون قادرا على تنظيم حملة مؤثرة للتخريب القائم على توجيه ضربات خاطفة خارج شواطئه التي يصل طولها إلى 320 كيلومترا شمال الخليج.
قالت جوانا كيد محللة الدفاع البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن «التحديات الوحيدة التي قد يمثلها العراق تأتي في صورة زرع الغام او استخدام مركبات هجومية سريعة وصغيرة جدا تستخدم قنابل مزودة بقاذف صاروخي».
واستخدم العراق الالغام على نحو ما مؤثر اثناء حرب الخليج مما الحق ضررا شديدا بفرقاطتين بحريتين امريكيتين قبالة سواحل الكويت مباشرة.
لكنها اضافت انه «حتى باستخدام هاتين الوسيلتين وهما حقا الوسيلتان الوحيدتان المتاحتان للعراق فإنني اشك في انه سيكون قادرا على استعمالهما في جنوب الخليج».
وقبل عامين لقي 17 جنديا امريكيا حتفهم عندما دمر انفجار المدمرة الامريكية كول بينما كانت ترسو في اليمن جنوب الخليج مباشرة.
والقت واشنطن بالمسؤولية عن ذلك التفجير على اسامة بن لادن كما القت بالمسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر ايلول عليه.
وقال خبراء الدفاع ان المواجهة في مياه الخليج ستكون مختلفة للغاية عن الحرب العراقية الايرانية التي استمرت خلال الفترة بين عامي 1980 و1988 والتي سميت «حرب الناقلات» عند ما كانت ايران قادرة على استثمار سواحلها المترامية. وطبقا للارقام التي قدمتها نشرة لويدز المتخصصة في صناعة النقل البحري فانه جرت مهاجمة 550 سفينة خلال الثمانينات من بينها 340 ناقلة نفط. وقال ستيفن سوندرز رئيس تحرير مطبوعة للسفن الحربية «ان الوضع لا يشبه الوضع الذي كان سائدا ابان الحرب العراقية الايرانية عندما كانت هناك ضرورة لحراسة السفن التجارية».
وتقول كيد ان للبحرية الامريكية عموما نحو20 سفينة حربية خارج مقر قيادة الاسطول الخامس الامريكي في البحرين التييمكن تدعيمها بسرعة لحماية النقل البحري التجاري في حالة نشوب اعمال حربية.
كما يشير المحللون العسكريون إلى انه في عام 1991 كانت القوات الغربية قادرة على تحييد التهديدات التي تمثلها الزوارق السريعة الهجومية الصغيرة بارسال طائرات هليكوبتر مزودة بصواريخ مضادة للسفن فوق سفنها.
ويقول الخبراء ان الخطر الرئيسي سيأتي من قيام صدام حسين بتلغيم مضيق هرمز والخليج خلسة، فالالغام البحرية يصعب اكتشافها كما انها قد توضع بسهولة في شباك الصيد وتنقلها التيارات المائية بسرعة.
ويزيد من هذا الخطر حقيقة يشير إليها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن وهي ان الولايات المتحدة لديها 29 كاسحة الغام فقط معظمها في الاحتياط وفي الولايات المتحدة، ووصولها إلى الخليج الذي يبعد مسافة 13 الف كيلومتر سيتطلب عدة اسابيع نظرا لبطء حركتها الشديد كما انه من المحتمل انها ستنقل على سفن اخرى عملاقة.
وتملك السعودية اربع كاسحات الغام إلا ان المحللين يؤكدون انه سيكون من الصعب عليها انتشال الالغام.
وقالت كيد «انه إذا كان صدام يفكر للمستقبل فإنه سيكون زرع الالغام بالفعل».
وفي العاشر من سبتمبر ايلول الجاري اصدرت البحرية الامريكية تحذيرا للسفن التجارية في منطقة الخليج ضد هجمات من المحتمل ان تشنها شبكة القاعدة الاسلامية المتطرفة.
وقالت البحرية الامريكية مشيرة إلى تقارير غير مؤكدة يجري تداولها على مستوى صناعة النقل البحري في المنطقة ان شبكة القاعدة خططت لشن هجمات على ناقلات النفط في المنطقة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved