فرضت الأزمة والمبارزة الدائرة منذ أيام بين العراق والولايات المتحدة المؤيدة بقوة من بريطانيا، نفسها على الانتخابات التشريعية الألمانية التي تبدأ غداً الأحد، فقد أصبح التهديد الأمريكي البريطاني بشن حرب على العراق لتغيير النظام العراقي تحت غطاء إزالة أسلحة الدمار الشامل أحد أهم المواضيع التي يتداولها المرشحون، فبعد ان تبنى المستشار الحالي مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي جيرهارد شرويدر، شعار معارضة أي مشاركة ألمانية عسكرية ضد العراق.
وقد لاقت هذه المعارضة هوى لدى الناخبين حيث ارتفعت أسهم المستشار شرويدر بعد ان كان متخلفاً في استطلاعات الرأي قبل هذا الموقف أمام مرشح تحالف الحزبين المسيحيين الديمقراطي والاجتماعي ادموند شتويبر، حيث ان هذا الأخير يتقدم قبل ذلك بسبع نقاط، ولكن وبعد اعلان المرشح الآخر شرويدر موقفه الرافض للحرب تساوى في النقاط، بل وتقدم في بعض الاستطلاعات مما جعل وزراءه بل وحتى رئيس البرلمان فولفجانج الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الذي انتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
أما وزيرة العدل فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير وتفوهت بكلمات وتعليقات تعتبر في ألمانيا نوعاً من «الكفر» فقد قارنت الوزيرة هيرتاد ويلر جيمين في خطاب لها أمام اتحادات العمال بين أساليب الرئيس جورج بوش وبين أساليب الزعيم النازي أدولف هتلر.
وقالت الوزيرة التي يقولون عنها إنها «سليطة اللسان» ان بوش يريد ان يصرف الاهتمام عن متاعبه الداخلية وهذه طريقة شائعة وقد استخدمها هتلر..!!
وعندما شكك بعض أعضاء اتحادات العمال في هذا القول.. قالت «أنا لم أساو بين هتلر وبوش»..!! ولكنها واصلت انتقاداتها لبوش وأمريكا قائلة «إن أمريكا لها نظام قانوني سيئ»..!! وانه لو كانت القوانين الأمريكية التي تستهدف التجارة المشبوهة سارية في الثمانينيات عندما كان بوش يعمل في قطاع النفط لكان بوش يقبع الآن في السجن..!!
هذا التطرف والذهاب بعيداً إلى حد تشبيه بوش بهتلر الذي يتحرَّج الألمان عند مجرد ذكره ويتجنبون ذلك بكل ما يستطيعون.. ونعت الرئيس بوش بكل هذه الصفات وبلد كان وإلى وقت قريب يحرس ألمانيا ويساعدها على التوحد.. يجعل المراقبين يتساءلون هل الهدف فقط كسب أصوات الناخبين ... وهل انضم الألمان إلى الشعوب التي تكره أمريكا رغم كل ما قدمته أمريكا لألمانيا..؟!!
| 
