اليوم لابد لنا من الاعتراف بحقيقة قد يعتبرها البعض «مرَّة» وهي أننا اليوم نشعر ان مكان الفنان الراحل طلال مداح مازال شاغراً وسيبقى كذلك حتى وقت طويل.. مع الهبوط المخيف للساحة الغنائية وعدم وجود النجم الحقيقي.
الفنان طلال مداح أو صوت الأرض او قيثارة الشرق كما أحببنا تسميته كان له دور الريادة «وحده» بان لامس صوته العذب أسماع الجماهير العربية من الماء الى الماء وهو بلا شك من اوائل فناني المملكة الذين انتشرت جماهيريتهم..
مازلنا حتى هذه اللحظة نذكر فناناً في قامة طلال مداح اعطى بصوته وطيبته واحاسيسه للفن كل جهده فبنى ذلك لنفسه مكاناً راسخاً وأصبح حتى الآن ضلعاً رئيسياً في الاغنية السعودية والخليجية والعربية نذكر نظارته وابتسامته ولثغة الراء.. نذكر صوت الطرب في حنجرته.. نذكر وترحل، أغراب، وردك يا زارع الورد، ليلة تمرين،... ولكن ماذا عساني اتذكر في وقت لم يستطع احد حتى الآن ان يحل مكانه وان يصل الى ما وصل اليه، انا لا اطالب بنسخة اخرى شبيهة به لأن صوت الأصل قد مات ولكن اما آن الأوان ان يخرج لنا من يتشبث في قمة الفن ويقتحمها، فالباب مازال وسيظل مفتوحاً للجميع.. رحل طلال مداح وهو يعلم يقيناً ان مكانه سيظل خالياً لوقت طويل لأن عقد الخوف من الصعود تسيطر عليهم!!!
حلمي بكر «خليك بالبيت»
من جديد خرج لنا حلمي بكر الذي اعتبره من ملحني ارشيف الفن العربي والمحالين على التقاعد بسبب افلاسه الفني وعدم استطاعته تقديم الجديد في برنامج «خليك بالبيت» فكان كما عهدته هجومياً.. يحب التنظير.. والتلاعب بالألفاظ التي وصل بعضها «للسوقيَّة».. وتهميش الفنانين وابراز دور فنان واحد ليضرب به الباقون، ولم يكن مدحه لكاظم الساهر حباً فيه ولكن «نكاية» في «.....».. كما انه وللاسف نصب نفسه وكيلاً شرعياً للفن متحدثاً باسمه ومحاولا تهميش الفن الخليجي وريادته والتركيز على أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم «أبناء جلدته» وكأنهم ملكوا الفن وجعلوه حكراً عليهم.. متناسياً ومتجاهلاً أن في زمنهم توفرت بعض الظروف التي ساعدت على انتشارهم عربياً.. ولا أود الخوض في هذا الموضوع كثيراً ولكن ما احببت الاشارة اليه هو فرضه ديكتاتورية الحكم على باقي الفنانين واسداء النصح لهم بعد ان رحل محمد عبدالوهاب الذي كان «يعتقد» ان لهذا الفتى «المتقاعد» شأناً كبيراً.. وخاب ظنه قبل وبعد ان مات.
إيقاع القلب
أبي تعذرين احساسي إذا قصر
وأبي تعذرين لو قصرت في حقك
أو قصر كلامي..
وما وصفك شعور
يابنت النور
ياعقد من الوله منثور
| 
