Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

2 7 1388ه 24 9 1968م العدد 213 2 7 1388ه 24 9 1968م العدد 213
لقاء مع الدكتور عبدالعزيز الخويطر
لا فرق بين صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات..

* كتب هذا الحديث سليمان محمد العيسى:
ضيفكم الدكتور عبدالعزيز الخويطر .. في حديث ماتع عن الحياة .. والشباب .. والجامعة .. وأشياء أخرى ..
* هل بالإمكان تقديم نفسك للقراء، بداية حياتك، دراستك، حياتك الوظيفية؟؟
ولدت في مدينة عنيزة وبدأت دراستي فيها، وتعلمت بقية المرحلة التحضيرية والابتدائية والثانوية في مكة المكرمة، ثم ابتعثت للدراسة الجامعية في مصر، وعند تخرجي من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة في آخر عام 1951م سافرت إلى لندن، ودرست الدكتوراه، وحصلت عليها من جامعة لندن في عام 1380هـ. وعدت إلى الرياض في ذلك العام، وعينت أمينا عاما لجامعة الرياض، ثم بعد عام عينت وكيلا للجامعة.
* الصحافة السعودية كيف تنظرون إليها في عهد المؤسسات، وما هي في نظرك أهم العوامل التي تساعد على تطويرها؟؟.
لا أظن أن هناك فرقا بين مادة الصحافة السعودية في عهد الأفراد وبينها في عهد المؤسسات لأن العنصر المهم في الصحافة بقي هو هو، وهو القارئ ومستواه، فالقارئ هو نفس القارئ في كلا الحالتين، ومستواه هو مستواه، والصحفي فردا أو مجموعة، ينظر إلى رغبة القارئ الذي هو مادته، وكثير ممن كان عماد الصحافة في عهد الأفراد لا يزال عمادها في عهد المؤسسات، مع بعض الاختلافات غير الجوهرية إلا أن تنظيم الصحافة في مؤسسات لم شعثها، وحد من التنافس المطلق بينها، وكان قد يوصلها إلى درجة تحطمها، وجعل مسؤولياتها تقع على عاتق مجموعة يتطلع أن يكون وقوعهم في الزلل أقل.
ومن العوامل التي تساعد على تطويرها رفع مستوى عنصريتها: الكاتب والقارئ.
الأدب متداخل.
* أي أنواع الأدب تميلون إليه؟؟ وما رأيكم بمستوى أدبنا السعودي؟؟
من الصعب على أن أقول أن هناك نوعا خاصا من الأدب أميل إليه، خصوصا وأن التقسيم نفسه في الأدب متداخل، وليس من السهل وضع خط أكيد يفصل بين أجزائه والقوة والأصالة هما الأساسان اللذان يرجحان كفة القطعة الأدبية أيا كانت. والأدب السعودي فيه القوى الجيد، وفيه ما هو أقل من هذا، ونحن في أول حقبة لم يحن الوقت بعد للحكم عليها، والأدب فيها يسير في درب ربما يصل إلى نهاية.
الشعر المطلق.
* ما هو الشعر في نظرك؟ وهل تؤيد الشعر الحر؟ وما رأيك في المشاكل التي تثار حوله؟.
الشعر في نظري هو الشعور الصادق، مصاغاً في قالب أصيل قوي، لا تكلف فيه .. أؤيد الشعر الحر الصادق، ودائما هذا لا يأتي إلا في شخص ثبت أنه يجيد الشعر التقليدي المتعارف على أنه الشعر العربي بمفهومه الذي تدل عليه كلمة شعر في الأدب العربي.
وما يمكن أن يطلق عليه بتعبير أدق الشعر المطلق، لا شك أن كثيرا مما يثار حوله لا يخلو من وجه حق، إذ أن كثيرا ممن يلجأ إليه يلجأ إليه عن ضعف، ولكن بعض شعراء هذا المجال أثبتوا أصالة وقوة ليس من السهل بخسهم حقهم فيها، وعدم إعطائهم حقهم في هذا معناه على الأقل إنكار للشعر المترجم.
* ما رأيك بفكرة إيجاد رابطة للأدباء؟؟
ما دام الأدباء، وهم أولوا الأمر في هذا، ويرون أن في إيجادها ضرورة لرفعة شأن الأدب، فهم أعرف بمصالحهم، ولا أجد سببا يجعلني أخالفهم.
لا عراك مع الضعف.
* المعارك الأدبية تأخذ حيزا كبيرا في صحفنا المحلية في كثير من الأحايين .. هل تؤيد هذا أم لك قول آخر؟؟.
لم أر معارك بالمعنى الذي ينطبق عليه هذا المفهوم، ووجودها، إذا وجدت دليل صحة جسم الأدب والأدباء، فلا عراك مع الضعف.
* ما هي وسائل نجاح الأديب في نظرك؟.
وسائل نجاح الأديب موهبة متأصلة، وقراءة مستمرة،.
* إلى أي حد تؤيد تعليم الفتاة؟؟.
أؤيد تعليم الفتاة، إلى الحد الذي ينفعها، وتتطلب حياتها أن تتعلم إلى حده، والمجتمعات تختلف في نوعية التعليم، وحدوده، وكل مجتمع له متطلباته، وظروفه، التي تحتم على الطالب نوعية التعليم وحدوده، وظروف الفتاة لها في كثير من الأحيان دخل كبير في وضع الحد الذي تقف عنده في التعليم، وفي تحديد نوعية هذا التعليم.
* متى تبكي؟؟ ومتى تضحك .. ومتى تغضب؟؟
أبكي إذا غلبني سبب البكاء، وأضحك إذا غلبني داعي الضحك، وأغضب حينما لا أستطيع أن أمسك نفسي أمام سبب الغضب «على أي حال لا أدري ماذا يهم القارئ في هذا السؤال أو جوابه!».
* هل تعتقد بوجود أدب نسائي محلي في بلادنا؟ وما رأيك فيه؟.
الأدب لا يفرق بين الذكر والأنثى، ولم ألمس أن هناك أدبا مستقلا عندنا، يمكن أن يوصف بأنه أدب نسائي، وأشك أن شيئا من هذا يمكن أن يقال أنه قائم في البلاد العربية أو غيرها. وربما أحب البعض أو يسروا المرأة في قطر ما فقالوا أن لها أدبا خاصا بها، ولا أعتقد أن قائلي هذا يؤمنون به، ولكنهم يعرفون ماكرين أن «الغواني يغرهن الثناء».
لا أكرهها.
* هل تحب الرياضة؟؟ وما هي هوايتك؟؟.
لا أكرهها، وهوايتي متابعة نمو الأشجار وزراعتها على نطاق ضيق، إذا وجدت متسعا من الوقت.
* هل بالإمكان أن تلقي الضوء على مستوى الجامعة في مختلف كلياتها إلى الحد الذي وصلت إليه؟؟
الجامعة وصلت إلى المستوى الذي تسمح لها إمكاناتها بأن تصل إليه، وهي لا تقل عن مستوى أي جامعة عربية، وهذا طبيعي، لأن المدرسين من خيرة المدرسين في نظري، والطلبة من خيرة العناصر الطلابية إذا قورنوا بغيرهم في البلاد الأخرى .. والإمكانات المالية متوفرة .. ولهذا لم تقف الجامعة دون المستوى الذي رسمته.
* الانتساب بدعة وليس دراسة.
الانتساب إلى الجامعة يقال عنه أنه من الصعوبة بمكان تحقيقه لتصلب الجامعة في شروطها، فما هو دفاعك تجاه هذا؟ ولماذا لا تعمل الجامعة بالاقتراح الذي يدعو إلى أن الطلاب المنتسبين يكتبون بحوثا أسوة بالمنتظمين بدلا من الكتب الإضافية التي تقرر عليهم لا سيما أنهم يجدون صعوبة أحيانا في الحصول عليها نظرا لندرتها في الأسواق؟.
الحقيقة التي يعرفها الكثيرون وقيلت، وأعيدت هي أن الانتساب ليس دراسة جامعية، وإنما هو بدعة، ابتدعت في بعض البلدان العربية لأغراض غير علمية، فتمسك بها الناس في كل بلد عربي على أنها حق، وهي في نظري ونظر الكثير نقص يلحق بالجامعة التي تتبناه، وكلما حد منه كلما ارتقت سمعة الجامعة، وليس هناك جامعة محترمة في الغرب، تقبل أن تفتح باب الانتساب للشهادة الأولى في الجامعة.
لقد جربنا أول ما بدأنا البحوث التي تذكرها، فاكتشفنا أنها تكتب للمنتسبين أحيانا ولا يكتبونها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى صعب على الذين يسكنون خارج الرياض وهو كثير، أن يفوا بالتزامهم نحو مثل هذه البحوث، والذين يطالبون بها، أما أنهم لا يعرفون عيوبها، فيطالبون بها، أو يعرفون العيوب، ولأجل هذه العيوب يطلبونها.
أما عدم وجود الكتب في الأسواق، فهي حجة واهية، لأن الكتب إذا لم تكن في الأسواق، فهي موجودة خارج المملكة، والطالب لديه على الأقل سنة كاملة لطلبها، والطالب في غير بلادنا قد يتعذر بالعملة الصعبة التي يشتري بها الكتب في خارج بلاده، أما الطالب في بلادنا فلا حجة له، ولا يتأخر الكتاب عادة بعد طلبه أكثر من شهر، وقد استطاع بعض طلاب كلية التجارة الحصول على الكتاب المطلوب في ظرف أربعة أيام في حين بقية الطلاب بقوا يجترون شكواهم من عدم وجوده إلى آخر العام، واضطروا أن يستحضروه في الشهر الأخير من العام.
ليس هناك انخفاض.
* إلى أي شيء توعز انخفاض نسبة النجاح في مختلف كليات الجامعة؟.
جعلت انخفاض نسبة النجاح في الكليات أمرا مسلما به، وهو شيء مخالف للحقيقة تماما، فنسبة النجاح الكيفية أو النوعية فوق الممتاز بالعرف الجامعي، ولا تقل في أي كلية في السنوات غير الأولى عن أربعين بالمائة في الدور الأول، بالنسبة للكمية، وهي النسبة التي لا ينظر إليها في الجامعات.
والانخفاض الكمي في السنوات الأولى فقط، لأن الجامعة تأخذ من هب ودب، تأخذ المعوض، وتأخذ الناجح في التوجيهي ونسبته في النجاح أقرب إلى الأربعين بالمائة، وتأخذ المنتسب غير الجاد، ولهذا عندما يأتي الامتحان تخرج النتيجة وهي في حدود عشرة بالمائة كما، ولكن كيف في حدود الثمانين، وكل هذا تشهد به الإحصائيات المدونة والموجودة، ليطلع عليها من يريد الإطلاع.
والضجة التي تتسم بسوء النية، والتي يحدثها بعض الناس عند نهاية الامتحان في كل عام، ملأى بالتضليل والكذب، ولو حوسب مطلقوها لتبين غرضهم الحقيقي من إصدارها.
والعجيب أن ما يقال ضد الجامعة في هذه الناحية، وما يكرر، يكون له بعض الأثر من التصديق حتى من بعض المتصلين بالجامعة من طلابها، ومن الذين رأوا، ولمسوا بيدهم الأمر، وشاهدوا عكس ما تتهم به ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء الرجوع إلى الإحصائيات.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved