* الرياض - فهد المطرفي:
هناك فئة من الناس حرمت من اعظم نعمة من الله بها على البشر هذه النعمة هي الصحة التي هي تاج على رؤوس الاصحاء وهذه الفئة هي فئة المرضى من ذوي الامراض التي تحتاج الى علاج طويل، والذين خرجوا من المستشفى الى بيوتهم ولكنهم لم يتركوا ليصارعوا المرض وحدهم حيث تقوم مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني ممثلة بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني برعايتهم والاهتمام بهم عبر برنامج الرعاية الصحية المنزلية الذي يوفر للمرضى الاجهزة الطبية والدعم المادي والمعنوي والمواد الغذائية اللازمة لهم ولعائلاتهم، وذلك عن طريق الاخصائي الاجتماعي الذي يقوم بدور المنسق بين باقي افراد الطاقم الطبي والمنزل والذي يعمل على توفير اقصى درجات الاستقرار للمريض داخل منزله والتقرير التالي يسلط الضوء على البرنامج وعلى الخدمات التي يقدمها كما يعرض بعض الحالات التي يشرف عليها:
شلل رباعي وكرسي كهربائي قد يخفف معاناته
جهاز أوكسجين وسيلتها الوحيدة للعيش مع أسرتها
بداية البرنامج:
تأسس البرنامج في شهر شوال 1415هـ الموافق شهر مارس 1995م ويهدف الى استمرار الرعاية الطبية المقدمة في مستشفى الملك فهد للمرضى في المنازل وهي مقدمة الى منتسبي الحرس الوطني وعوائلهم الذين هم بحاجة الى رعاية تمريضية طويلة الاجل وربما مدى الحياة يصعب معه نقلهم الى المستشفى للمراجعة في العيادات احيانا كما يصعب البقاء داخل المستشفى لفترة طويلة لما لذلك من آثار نفسية سلبية حيث ان وجود المريض بين اهله وذويه يوفر جوا اسريا يساعد على رفع معنوياته كما ان الخدمات المقدمة من البرنامج تساعد على تحسن حالة المريض بشكل اسرع داخل منزله حيث ان العائلة المعنية برعاية المريض تكون على اطلاع كامل وتام بما يقدمه جهاز التمريض مع مريضهم ويتم تعليمهم عن كيفية الرعاية المثلى له، لبلوغ الهدف الرئيسي وهو تقديم رعاية طبية متكاملة على اعلى المستويات المتعارف عليها عالميا.
خدمات متعددة
يقدم البرنامج الرعاية الطبية والصحية والاجتماعية والتأهيلية للمرضى من مختلف الاعمار من كبار السن الى الاطفال ويكون ذلك بالشكل التالي:
- تقديم العون الطبي والصحي بمتابعة حالة المريض من قبل الممرضة المسئولة عن حالته حسب ارشادات الطبيب المحول للحالة وحسب الخطة العلاجية الموضوعة مسبقا من قبله.
- تقديم العون النفسي للمريض عن طريق متابعته بصفة دورية من قبل الاخصائي الاجتماعي منذ تحويله الى البرنامج حتى خروجه منه.
- تقديم العون التأهيلي وذلك بوجود اخصائية علاج طبيعي وتأهيلي تتابع حالات الجلطات وحوادث السيارات بشكل خاص بالتعاون مع ادارة العلاج الطبيعي بالمستشفى.
- الخدمات المساندة مثل خدمات التغذية عن طريق اخصائية تغذية تعمل على اعداد الوصفات الغذائية الملائمة للمرضى المحتاجين لمثل هذه الخدمات والاشراف المباشر على المرضى المعتمدين على التغذية الانبوبية بالذات.
- اخصائية تنفس تقوم بمتابعة حالات المرضى المداومين على استخدام اجهزة التنفس بمختلف انواعها وباشراف الاستشاريين المحولين للحالات.
- الخدمات الفرعية مثل سحب دم المريض يحتاج الى مراجعة الطبيب ويوجد صعوبة في نقله الى المستشفى.
- الخدمات التثقيفية عن طريق توزيع كتيبات ونشرات توعية للمرضى وعوائلهم عن مختلف المواضيع الصحية والدينية والاجتماعية.
- الخدمات الخيرية وتقدم في مناسبات العيدين وشهر رمضان المبارك وذلك بتوزيع بعض المستلزمات الغذائية وملابس ولعب للاطفال لمرضى الرعاية المنزلية المحتاجين.
- تقديم العون للمرضى المحتاجين للاجهزة الطبية وغير القادرين على توفيرها وذلك بمخاطبة الجمعيات الخيرية الاهلية وبتقديم المساعدة لهم.
- تقديم المشورة الطبية للمراجعين في معرفة حالة مرضاهم عن طريق الاتصال بطبيبهم مباشرة.
- توفير المستلزمات الطبية الضرورية حسب احتياج المريض.
الدعم الخيري
يتلقى برنامج الرعاية الصحية المنزلية الهبات والتبرعات والزكوات لمساعدة مرضاه المحتاجين عن طريق الاخصائي الاجتماعي الذي يقوم بدور المنسق بين باقي افراد الطاقم الطبي والمنزل والعمل على توفير اقصى درجات الاستقرار للمريض داخل منزله عن طريق توفير الاحتياجات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للمريض داخل المنزل وذلك عن طريق عقد الاجتماعات الاسرية وشرح نظام وطرق العمل الخاص ببرنامج الرعاية الصحية للمريض ومناقشة خطة العمل مع باقي افراد الفريق الخاص بهذا المريض، هذا بالاضافة الى متابعة النشاطات الاجتماعية بمختلف اتجاهاتها لتحقيق اكبر قدرة من استيفاء احتياجات مرضى الرعاية الصحية المنزلية وللوصول الى الهدف المرسوم من اقامة هذا البرنامج. ويساهم برنامج الرعاية الصحية المنزلية بتخفيف الضغط ليس فقط على المستشفيات لضمان استعمال امثل للاسرة ولكن بتخفيف الضغط على اقسام الطوارئ وذلك بتوفير خدمات مميزة في المنازل
وبتوفير الاجهزة ذات التقنية العالية التي تساهم في الاستغناء عن الحاجة للذهاب الى الطوارئ. وتعتبر فئة المرضى المعتمدين على اجهزة التنفس من اعلى الفئات التي تحتاج الى خدمات رعاية صحية منزلية حيث يحتاج المريض الى متابعة مكثفة اضافة الى حاجة الاجهزة للاشراف والصيانة وتقويم كفاءتها لخدمة المريض بشكل دوري باشراف اخصائي الجهاز التنفسي والفنيين التخصصيين.
كما ان فئة المرضى المعتمدين على مولدات الاوكسجين هي اعلى الفئات من مرضى الامراض التنفسية في المنازل وعلى الرغم من زيادة اعداد هذه الفئة لكن الرعاية الصحية المنزلية المقدمة لم تنته بعد ان تلم العائلة بكيفية عمل الجهاز وصيانته وكيفية رعاية المريض.
اما فئة المرضى المعتمدين على اجهزة الرئة الصناعية وعلى الرغم من انها اقل الفئات لكنها اكثرها تقييدا، وتستمر الحاجة لخدمات الرعاية الصحية المنزلية المكثفة على امتداد فترة حياة المريض.
مما سلف نلحظ ان الدعم الخيري من صدقة وزكاة وتطوع يقدم للبرنامج امر له مكانته وحاجته نظراً لأعداد المرضى الذين ينتظرون تضافر الجهود الرسمية مع التطوعية الخيرية الاجتماعية الهادفة للتكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الاسلامي القويم.
حالة يشرف عليها البرنامج:
بندر الصالح الشاب ذو العشرين ربيعاً امضى جزءاً من عمره على سرير ابيض في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني لا يستطيع الحراك بسبب معاناته من ضمور بالعظام وصعوبة بالتنفس، خرج من المستشفى بعد خمس سنوات ليكمل علاجه بمنزله بمساعدة برنامج الرعاية الصحية المنزلية التابع لمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني.
ماجد الآن في منزله عندما تزوره ستشاهد شاباً في عنفوان الشباب طريح الفراش لا يستطيع خدمة نفسه عندها ستتحسر على ضياع مثل هذه الطاقة ولكن عندها ستقول قدر الله وما شاء فعل.
يد الخير امتدت لبندر وقدم له العون والمساعدة عبر برنامج الرعاية المنزلية وذلك بتقديم ما يحتاج اليه من اجهزة وادوية وسرير بل واكثر من ذلك لان بقاءه بمنزله وزيارة الاطباء والمختصين له جعل حالته النفسية تتحسن كثيراً افضل من بقائه لوقت طويل في المستشفى.
|