* لقاء خالد الدوس:
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة.
ومن هذا المنطلق حرصت «الجزيرة» على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الأسبوع نجم فريق شباب الرياض «الشباب حالياً» ومنتخب الوسطى في الثمانينيات اللاعب صالح العميل .. أحد الأسماء التي أنجبتها تلك الحقبة الفارطة وممن اشتهروا بقدراتهم التهديفية البارعة وامكانياتهم المهارية العالية حيث سجلت موهبته الكروية كمهاجم فذ في صفوف فريقه ووجد الفرصة لتمثيله رغم صغر سنه بدرجاته الثلاث لأكثر من عامين.
غير أن النجاح المبكر عزز حظوظه في قيادة «شيخ الأندية» لتحقيق العديد من الانتصارات الذهبية والإنجازات الرائعة وبالتالي توج هذا النجاح باختياره لتمثيل منتخب الوسطى في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق.
* استمر في الملاعب حتى عام 1393هـ حيث ودع الكرة ليشق طريقاً آخر بلغ فيه أرقى طموحاته وآماله العريضة فبعد تخرجه من معهد الملك سعود «رحمه الله» عام 1387هـ وتعيينه في الجيش برتبة وكيل رقيب عزم على مواصلة دراسته بالانتساب حتى حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة أمريكا الكاثوليكية بواشنطن عام 1995م وتبعاً لذلك نجح في الجمع ما بين المستوى الفني والخلقي البديع والتحصيل العلمي الرفيع بعد مشوار عامر بالكفاح ومفعم بالطموح الكبير.
واليوم وعبر الحلقة الثانية والأخيرة يواصل ضيفنا الكريم تقليب أوراق ماضية لنسلط الضوء على جانب من حياته الرياضية والاجتماعية ..!!
مثلت منتخب الوسطى!
* مشواري مع منتخب الوسطى بدأ في النصف الثاني من عقد الثمانينيات حيث مثلته في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف طبعاً لم يحالفني الحظ في تمثيل منتخب المملكة إذ كان حلماً يراودني كثيراً بارتداء شعار الوطن وتمثيله في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1390هـ.
وأتذكر من زملائي الذين مثلوا منتخب الوسطى وأبرزهم قائده الكبير آنذاك سلطان بن مناحي ومبارك الناصر وناصر بن سيف ومبارك العبدالكريم وأحمد الدنيني «رحمه الله» وطارق التميمي وفهد بن بريك ونادر العيد وهؤلاء تشرفت باللعب معهم .
هزمنا الوحدة بكامل نجومها!
*من المباريات التي لن أنساها لعبنا ضد فريق الوحدة في مكة وعلى ملعب ساحة إسلام لقاء ضمن لقاءات الدوري عام 89 1390ه .. كان يهمنا كثيراً ورغم صعوبة المباراة باعتبار أنها أمام فريق كبير كان يضم نجوماً في صفوفه وأسماء رنانة آنذاك أمثال عبدالرحمن الجعيد «رحمه الله» وحسن دوش وحسني باز ولطفي وسعيد لبان والبصيري هذا فضلاً عن كونها على أرضه وبين جماهيره الغفيرة التي اكتظت بهم مدرجات ساحة إسلام.
فدخلنا المباراة وسط ظروف صعبة بغياب بعض العناصر المؤثرة وتمكنا من تحقيق الفوز بهدف يتيم وأتذكر جيدا أن مدافع الوحدة لطفي لبان استعمل معي بعض أساليب التهديد والضرب وحاول كثيرا هلهلة معنوياتي غير أنني استطعت أن أرد عليه وبقوة داخل أرض الملعب بفوز صريح ونجومية مستحقة توجتها بهدف الانتصار الذي كان مفاجأة مذهلة للمتابعين .
علاجي في السودان!
في أواخر عقد الثمانينيات تعرضت لإصابة في الظهر أبعدتني عن الملاعب أكثر من شهر حيث تكفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل «متعه الله بالصحة والعافية» بعلاجي إذ أرسلني للسودان ومكثت هناك شهرين والحمد لله رجعت بعد أن أنهيت مرحلتي العلاجية هناك بنجاح تام.
وأتذكر بعد عودتي من السودان توجهت مباشرة لجدة وشرعت في مزاولة التمارين مع فريق الاتحاد ليومين المهم وصل الخبر للأهلاويين وغضبوا كثيراً خشية أن يضمني الاتحاد حتى ان مدير مكتب الأمير عبدالله الفيصل «..» لا أذكر اسمه حالياً أخبرني أن الأهلاويين غير راضين لأنهم ظنوا أنك سجلت في الاتحاد رغم تكفلهم بعلاجك فشرحت له الموضوع بأنني فضَّلت أثناء وجودي في جدة أن أتدرب مع الاتحاد لأنني سأعود للرياض وأواصل تدريباتي مع الشباب المهم قال إن الأمير عبدالله الفيصل قدم لك شيكاً مفتوحاً أكتب الرقم الذي تبغاه مقابل موافقتك على الانضمام للأهلي.
وبدوري اتصلت بالشيخ عبدالحميد مشخص رئيس النادي آنذاك وأخبرته بكل ما دار وطلب عودتي للرياض لمناقشة الموضوع ومعرفة صحة المعلومات وعقب عودتي للرياض أعلنت رفضي للعرض الأهلاوي حباً لشيخ الأندية ولصعوبة الاستقرار في المنطقة الغربية.
اعتزالي الكرة !!
* نهاية مشواري مع الكرة كانت عام 1393هـ حيث أعلنت اعتزالي قسراً رغبة في مواصلة دراستي والتفرغ لها لا سيما وأن مسؤولياتي الاجتماعية بعد زواجي زادت وقتها كنت أعمل في القوات المسلحة برتبة وكيل رقيب فقررت هجران ميدان الركض رغم الضغوط الإدارية والشرفية في محاولة لثنيي عن قراري إلا أنني أصررت على موقفي لأني وصلت لمرحلة لا يمكن أن أعطي الشباب أكثر مما مضى وأتذكر جيداً آخر مباراة لعبتها كانت ضد فريق النصر بالدوري وكسبناه بهدفين كانت آخر عهدي بالمستديرة.
الهلال «غير»
* ضد الهلال ادخل المباراة بصورة مختلفة وبأداء مؤجج بالحماس والقتالية وذلك لعدة اعتبارات أولاً لأنه فريقي المفضل بعد الشباب وثانياً دائما ما يحصل تحد من نوع خاص من بعض مدافعيه كسعيد بن يحيى وكندا وعبد الله بن عمر هذا فضلاً عن جماهيره الغفيرة التي تجبرك كلاعب على مضاعفة المجهود والعطاء داخل أرض الملعب لأنها جماهير ذواقة.
الأمير فهد بن ناصر
* الأمير فهد بن ناصر «رحمه الله» الذي رأس الشباب في أوائل الحقبة التسعينية بلا ريب كان يعد من الشخصيات الرياضية التي يفتخر بها شيخ الأندية وممن يتميزون بسماتهم القيادية وإدارتهم الحكيمة حيث كان له أفضال كبيرة على الشباب وساهم كثيراً في حل مشاكل اللاعبين الصحية والمادية مجسداً بذلك أبلغ صور الإخلاص والانتماء الصادق للمسيرة الشبابية.. ويكفي أن سموه أول من اختار الشعار ذا اللونين الأسود والأبيض بعد أن كان شعار «شيخ الأندية» الأزرق والبرتقالي.
ومهما أسهب بالحديث عن شخصية سموه فشهادتي فيه مجروحة.
قرار الدمج دعم الشباب
* بلا شك دمج فريقي الشباب ونجمة الرياض عام 1388ه بقرار وزاري جاء لصالحنا حيث مرَّ فريقنا بظروف فنية وإدارية فجاء هذا الدمج لينقذ شيخ الأندية من السقوط حيث شكل انضمام أبرز نجوم فريق النجمة ومنهم فهد بن بريك وعبداللطيف آل الشيخ وفهد بن منيف وعمر حامد «رحمه الله» وعبدالله بن سالم وفهد بن عبيد شكلوا قوة عظمى ودعماً مثمراً لشيخ الأندية الذي تزعمه الشيخ عبدالحميد مشخص بعد قرار الدمج إذ ساهم هؤلاء في قيادة الفريق الشبابي للوصول لنهائي كأس الملك لأول مرة عام 89 1390ه وأضحى من الفرق القوية التي يشار لها بالبنان آنذاك.
حكام الأمس أفضل
* حكام الأمس في رأيي المتواضع أفضل بالتأكيد من حكام اليوم فهناك عبدالرحمن الدهام وعبدالرحمن الموزان والكيال وفهد الدهمش وغيرهم .. وهؤلاء الأبرز في حقبة الثمانينيات حيث كانت ميولهم غير واضحة المعالم.
الحكام في الماضي كانوا يدخلون المباراة بأعصاب هادئة وثقة متناهية الأمر الذي ساعدهم على فرض النجاح وكسب رضا الفريقين.
الفرسان الثلاثة!
* ثمة رجال أوفياء أثروا الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى وساهموا وبصورة أكثر فعالية في تأسيس الرياضة بالمنطقة ومنهم بالتأكيد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والشيخ محمد الصايغ والشيخ عبدالله بن أحمد فقد ضحوا لأنديتهم بالشيء الكثير والكثير وتركوا بصمات واضحة دوَّنها التاريخ الرياضي لا سيما الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي أسس الشباب عام 1367هـ ثم الأولمبي «الهلال حالياً» عام 1377هـ ودعم أغلب الأندية بالمنطقة الوسطى انطلاقاً من حرصه واهتمامه على نشر وتأسيس رياضة الوسطى وأتمنى أن يتم تكريم شيخ الرياضيين سواء من الهلال أو الشباب كأقل تقدير لهذه الشخصية العصامية الفذة!.
نهل العلم!
* نجاحي في الجمع بين التفوق الرياضي والتحصيل العلمي بلا شك مرده توفيق الله عز وجل ثم اصراري وكفاحي على تحقيق ما أطمح إليه من آمال عريضة نحو نهل العلم والمعرفة فبعد تخرجي من معهد الملك سعود الفني عام 1387هـ تعينت برتبة وكيل رقيب في القوات البرية وواصلت دراستي حتى حصلت على شهادة الدكتوراه حيث أنهيت المرحلة الإعدادية في سنة واحدة ثم واصلت المرحلة الثانوية في 3 سنوات ثم الدراسة الجامعية «بالانتساب» وتخرجت من جامعة الرياض «الملك سعود حالياً» عام 1396هـ بكالوريوس محاسبة وإدارة أعمال.
دعم قيادتنا الحكيمة
* وفي عام 1400 1401ه انتقلت للعمل في سفارة مولاي خادم الحرمين الشريفين بواشنطن ووجدت الفرصة لمواصلة دراستي العليا حيث حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية بواشنطن DC عام 1405ه ثم الدكتوراه علوم سياسية تخصص سياسة دولية من جامعة أمريكا الكاثوليكية بواشنطن DC 1415ه وذلك عن طريق الدراسة المسائية حيث ان النظام في أمريكا يتيح الفرصة لمن أرادوا مواصلة دراستهم العليا في المساء والحمد لله تمكنت من تحقيق أرقى طموحاتي وآمالي العريضة بفضل الله ثم بفضل الدعم الذي وفرته لنا قيادتنا الحكيمة.
رعاية واهتمام
* الدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين بالولايات المتحدة بلا شك كان له الأثر البليغ فيما تحقق لي من نجاح في مسيرتي الدراسية والعملية حيث قدم لنا سموه ولغيرنا خدمات ومساعدات من الصعب تفنيدها.. بجانب إشراف سموه على المراكز الإسلامية باعتباره المدير العام للأكاديمية الإسلامية بواشنطن ودعمه المتواصل ورعايته الدائمة لأبنائنا وجهوده حفظه الله الجبارة التي بذلها لتذليل كل الصعوبات والعراقيل التي كانت تصادفنا بالتأكيد كان لها الأثر الكبير في رسم ملامح هذا التفوق والنجاح في بلاد الغربة.
جيل الموهبة!!
* هناك فرق كبير وبون شاسع بين لاعب الأمس ولاعب اليوم .. ففي الماضي كنا نزاول رياضتنا المفضلة «كرة القدم» برغبة صادقة وانتماء حقيقي .. كنا بالفعل نجسد الانضباطية على أرض الواقع وذلك بحضورنا للتدريبات اليومية قبل بدايتها بساعة أو ساعتين وأحياناً كنا نذهب في عز الظهر.
يا أخي العزيز جيل الأمس جيل الموهبة والإخلاص .. على النقيض من جيل اليوم الذي غابت فيه المواهب وندرت رغم توفر الإمكانيات والامتيازات في عصرنا الحاضر مع ذلك نجد أنها لم تستثمر بالصورة التي تكفل الارتفاء بمستوى اللاعب وتطويره فنياً لا سيما في ظل نظام الاحتراف الذي أحدث ثورة كروية للرياضة السعودية.
أسرة واحدة
* علاقة اللاعبين في الماضي كانت أكثر من رائعة .. ورغم اختلاف الشعارات والميول إلا أن التنافس كان فقط داخل أرض الملعب أما خارجه كنا نشكل أسرة واحدة من الترابط الأخوي والمحبة الصادقة .
أتذكر هنا كان لدينا مشجع شبابي سوداني قديم في شارع الخزان كان بعد كل نهاية مباراة للشباب مع أي فريق نجتمع في منزله هذا هلالي وهذا نصراوي وهذا رياضي في صورة تنم عن قوة تلاحم وترابط جيل الأمس !! أما اليوم فالوضع انقلب إلى 180 درجة.
الأمير خالد بن سلطان
* نعم ما زلت احتفظ بحبي لنادي الشباب فأنا أمثل حالياً أحد أعضاء شرفه وأعتز وأفخر بذلك ومصدر فخري هذا وجود صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان رئيس أعضاء الشرف الذي ظل وسيظل الداعم الأكبر لشيخ الأندية وهذا الدعم المستمر غير مستغرب من سموه الكريم الذي بدأت علاقته وحبه للشباب منذ 3 عقود من الزمن.
والأمير خالد بن سلطان كشخصية اجتماعية ورياضية بلا شك كانت لها بصمات واضحة وأدوار فاعلة في إنقاذ «الفريق الأبيض» من أزمات مالية كادت أن تدخله لنفق مظلم لولا دعم وعناية واهتمام سموه بهذه المسيرة التاريخية العريقة.
ولا أنسى أيضا دور الأمير خالد بن سعد الذي عشق الشباب حتى النخاع حيث ترأس سموه النادي لأكثر من عقدين ساهم في صنع العديد من النجاحات والمكتسبات لهذا النادي العريق وأتمنى أن نشاهد شيخ الأندية في المكانة التي تتناسب مع طموح آمال عشاقه.
شخصيات رياضية
* في حياتي الرياضية شخصيات رياضية مرموقة وجدت منهم كل الدعم والتشجيع ابان مسيرتي الكروية .. وهؤلاء لا تزال أسماؤهم عالقة في الأذهان والوجدان .. صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل والأمير فهد بن ناصر والشيخ عبدالله بن أحمد والشيخ صالح ظفران والشيخ عبدالحميد مشخص والشيخ عبدالله التويجري والأستاذ سليمان المالك.
لم أحقق طموحاتي الكروية
* للأسف لم أحقق طموحاتي الرياضية ففي الوقت الذي كنت أطمح فيه بتمثيل منتخب بلادي وارتداء شعاره كأمنية في أول بطولة «كأس الخليج الأولى بالبحرين» ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه .. أيضا تمنيت لو أنني حققت لشيخ الأندية بطولة أو بطولتين في مشواري الرياضي وقدمناها لمحبي وعشاق الفن الشبابي ولا سيما ونحن الأحق في كثير من البطولات التي سلبت منا بسبب سوء الطالع الذي رسم ملامح هذا الحرمان لأبناء جيلي الشبابيين!!.
* صالح العميل عام 1387هـ برتبة وكيل رقيب!!
* صالح العميل عام 1423هـ برتبة عميد !!!
* صورة نادرة لأفراد فريق شباب الرياض «الشباب حالياً» في النصف الأول من عقد الثمانينيات.
* منتخب الوسطى عام 1387هـ ويظهر صالح العميل الثالث من اليسار جلوساً
* الأول من اليسار مع زميله اللاعب ابراهيم البريهمي.
* في معهد الأنجال أوائل الثمانينيات ويظهر صالح العميل الثاني من اليمين جلوساً.
* مع هداف الهلال الكبير مبارك العبد الكريم عام 1388هـ
|