Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لما هو آت لما هو آت
القاضي رحمه اللَّه
خيرية إبراهيم السقَّاف

رحم اللَّه الشيخ السحيباني رحمة الأبرار..
وجعله في واسع مداخل الشهداء والصالحين..، وأسكنه من الجنان أرفعها وأعلاها، وجعله راضياً مرضياً من أصحاب اليمين، وجبر والده وأسرته وزملاءه ومحبيه ومريديه، وأنزل عليهم السكينة والصبر، ورزقهم الاطمئنان والاستسلام للأمر برضاء يسكن إلى حسن الظن باللّه تعالى أنَّه يتلقَّاه بالرحمة والمغفرة وأعلى المراتب والدرجات.
فلقد كان في طريقه لربه، يمشي في طاعته لأداء عبادته، يتجه لبيت من بيوته تعالى.. وهو في علمه قد كسب النافع منه، وانخرط في عمل من أسسه أنَّه يقوم على تقوى اللَّه وشرعه ندعو أن يكون قد أدى فيه أداءً نافعاً.. نسأل اللَّه له أن يثقِّل به ميزانه، ويُعْلي في الفردوس به شأنه.
تابعت حادثة مكة، وتساءلت عن دوافع هذا الموقف الذي أدَّى إلى ذلك؟ ومهما يكن الأمر فعساه أن يكون من العادلين ويتلقى رحمة الله الواسعة.
لئن كان بين الناس من تنزع نفسه بالشر، ولا يحكِّم عقله، ولا تميل نفسه للخير إلاَّ أنَّ هذا السلوك الذي تعرض له الشيخ الشهيد رحمه الله يدعو إلى الانتباه إلى ما طرأ على المجتمع من دخائل الأمور التي أثَّرت بشكل مباشر في سلوك بعض الأفراد.. ممّا يؤكد على أهمية العودة إلى دوافع الشر وكذلك إلى مفرزات الانفتاح على أمور كثيرة عاملة في المتغيرات الاجتماعية والمأمول الاستفادة من إيجابها لا الانخراط في سالبها.. ولئن كانت مفرزات متوقعة إلا أنَّها لابد أن تقف بحذر عند حدود الاعتداء، والظلم، والقتل.. ذلك لأنّ هذا المجتمع له قيمه المنبثقة من الإيمان باللّه تعالى، وليس هو مجتمع لا ديني أو تتداخل فيه المعتقدات إنَّه مجتمع الإسلام، والمسلمون فيه يتراحمون، ويتناصحون، ويعدلون، ويتكاتفون، ويتجاوزون ويحرصون على إجلاء الحق والتعامل وفقه..، ويحتكمون إلى الشرع. في منفعة الناس وصالحهم، فكيف ينفلت منهم من يطغى على القضاة مهما اختلف على رأيهم، أو العلماء والناس؟ ثم ماهي الدوافع.. وكيف تيسر له امتلاك السلاح؟..
وهل السلاح يستخدم مثل أجهزة الهاتف المحمول وقبلاً أجهزة البياجر، والمحركات لشاشات العرض والتلفاز؟.. هل يمكن أن نؤكد على أن هذا يشير إلى قلة الوعي بين الناس عند استخدامهم لما يتيسر بين أيديهم كما هم يفعلون عند امتلاكهم «للعربات» يؤكد ذلك عدد القتلى في الشوارع لسوء استخدامها واضطراب حركة المرور في الشوارع؟.. لا نريد أن يتحقق عند تيسير الأمور للناس بما فيها امتلاك السلاح الاساءة في الاستخدام من جهة، وتوظيفها للأغراض الشخصية والتنفيس بها عن الدوافع الذاتية.. لذلك فإنَّ حادثة الشيخ السحيباني تدعو إلى دراسة ودراسة والدخول إلى منافذ كثيرة للمتغيرات العامة بهدف درء ما يمكن أن يكون من خلال ما طرأ من متغيرات وما داخل من تيسير وسائل استخدام واستهلاك، إلى جانب ضرورة العودة إلى التنشئة الإيمانية وفق قيم الإيمان كي ينضبط سلوك المسلم فعلاً لا قولاً وتمثُّلاً لا استعراضاً سواء في عمله أو في ردود أفعاله.
رحم اللَّه الشهيد
وجعله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved