رجال الدفاع المدني هم رجال أمر بمعروف ونهي عن منكر في مجال اختصاصهم، فمثلاً اذا حذروا الناس وبينوا لهم خطورة النار وسبل اشتعالها فقد امروا بمعروف وكذلك اذا حذروا الناس من الأسباب المفضية الى الغرق في المسابح وغيرها فقد امروا بمعروف واذا منعوا من استخدام الحجاج لمواقد الغاز فقد نهوا عن منكر، وكذلك اذا الزموا اصحاب قصور الأفراح بايجاد مخارج للطوارئ فذلك نهي منهم عن منكر!!.
ما ذكرت آنفاً ما هو إلا على سبيل المثال لا الحصر وإلا فكل مهام الدفاع المدني أمر بمعروف ونهي عن منكر!!.
نتفق جميعاً ان إعانة الأمر بالمعروف هي في الواقع أمر منك بالمعروف، وكذلك إعانة الناهي عن المنكر هي في الواقع نهي منك عن المنكر، لذا ثمة سؤال يطرح نفسه كيف لي ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر في مجال ومهام الدفاع المدني؟!، كيف لي الاحتساب في ذلك؟، كيف لي ان اضطلع بهذا الدور من تلقاء نفسي؟.
هذه اسئلة يطرحها احدنا على نفسه أرى ان الاجابة عليها لابد ان تكون عملية من خلال حملات الدفاع المدني!، كم أتمنى ان ترتبط تلك الحملات بعنصر هام جداً ألا وهو استشعار الأجر من الله والاحتساب في التعاون مع الدفاع المدني في نجاح مهامه وتحقيق أهدافه، خذ مثلاً من لا يفتح الطريق لسيارات الدفاع المدني، كم هو جميل ان يربط فتحه للطريق لها بالآية الكريمة ! {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ } [المائدة: 2] ، وهكذا قوله تعالى:{وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ} [البقرة: 195] جميل ان يذكر بها من لا يأبه بالنار فينام عنها!! ومن المعلوم انه لا رقيب دائم على الإنسان المسلم إلا ربطه بتعاليم دينه فذلك يجعله متفاعلاً باستمرار مع تلك التعليمات والتوجيهات!.
| 
