Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

(دعاة على أبواب جهنم)!! (دعاة على أبواب جهنم)!!
صالح بن سليمان الفحام

الشريعة الإسلامية شريعة غراء سمتها الجُلى أن يُعبد الله وحده في الأرض انطلاقا من قواعد قررها الشارع الحكيم متمثلة في جلب المصالح ودرء المفاسد وحينما يظهر التعارض بين مفسدة ومصلحة فإن درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح وذلك كله يدور محوره حول ضرورات خمس أجمع الأنبياء والرسل قاطبة على حفظها ورعايتها وهي (الدين والنفس والمال والعرض والعقل).
فكل مفسدة يُخشى أن تؤتى من قبل ضرورة من هذه الضرورات فانه يجب درؤها ودفعها أولى من رفعها وكان على المُتسبب فيها سواء كان هو المنشىء الأول أو كان مجيبا لها بعد إماتة كان عليه من الإثم والوزر الذي يتجدد عليه بانتشارها ويتولى تراكمه في صحيفة أعماله إبان حياته وبعد وفاته الى أن يبعث الله من في القبور.
ما لو علمه كثير من المحرضين الى الشر والمغذين للإنحراف لآثروا الموت في مهدهم على أن يقعوا في هوة الذنوب والتبعات ولأجل هذا قال الرسول الكريم (من سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كُتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا يُنتقص من أوزارهم شيء) وفي لفظ لمسلم أيضا: (من دعا الى ضلالة..) الحديث. فهذان اللفظان صريحان كل الصراحة في تحريم سن الأمور السيئة وإشاعتها بين الناس سواء كان ذلك تعليم علم أو أدب أو غير ذلك.
ولقد جاء في السنة النبوية ما يدل على نسبة الأحداث الى مُحدثها وانه يتحمل إثمه الى يوم القيامة جراء ما أوقع فيه غيره من إضلال وإفساد والله سبحانه وتعالى يداول الأيام بين الناس وأن الفساد والإفساد ماض الى يوم القيامة مما يستدعي التحذير والتقريع من أن يقع مسلم ما في عداد المفسدين في الأرض يبغونها عوجا من حيث يشعر أو لا يشعر والجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات وان نحذر فتح أبواب الفساد والإفساد وليؤكد ذلك أن التبعية عليه وان الدين قد يؤتى من قبله يحمل وزره ووزر من تبعه وان نحذر ما يسخط الله ويغضبه من الشبه التي تقود الى التغيير في الدين أو التشكيك فيه أو السعي الدؤوب في بث ما من شأنه إفساد المسلمين أو بذر الفرقة بينهم أو التطلع الى إرساء قواعد التراجع عن الدين والتي يسعى إليها غماليج إمّعون من مرضى القلوب المقلدة لا يعرف لهم قدم ثابتة مستقرة ينصرون بها الدين ويرفعون بها ما خالفه فتراهم يجمعون بين الضلال والإسلام بين حب ما عليه أهل الكفر والضلال وبين الانتساب الى الاسلام والمرء مع من يخالل ويعاشر والشيء من معدنه لا يُستغرب
{وّالًبّلّدٍ الطَّيٌَبٍ يّخًرٍجٍ نّبّاتٍهٍ بٌإذًنٌ رّبٌَهٌ وّالَّذٌي خّبٍثّ لا يّخًرٍجٍ إلاَّ نّكٌدْا}
وتلك العصا من تلكم العُصية ولا تلد الحية إلا حُويه، فينبغي الحذر والتوقي من هؤلاء وألا نغتر بكونهم من جلدة المسلمين ويتكلمون بلغتهم وكما أخبر رسولنا وقدوتنا أن هناك دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها فوصفهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنهم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا..
وأنهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) والمسلمون بعضهم يكونون دعاة على أبواب جهنم وذلك ببثهم الفساد وإشاعة الفاحشة وزرع المبادىء الهدامة في نفوس أبناء المسلمين وبناتهم أو في مجالات أخرى متعددة.
والأمة الإسلامية يجب أن تكون متبوعة لا تابعة وقائدة لا منقادة وألا نغتر بما نراه من زخرف الحياة الدنيا وزينتها في أمة تقطعت روابطها وافصمت عراها.
حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين ومن عبث العابثين وجعلنا وولاة أمورنا دعاة للحق وللصراط المستقيم.

(*) الزلفي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved